مفهوم العناد:
يتجلى مفهوم العناد في ردّ الحق، والمعاندة في المفهوم الشمولي هي المنازعة في القضايا والأمور التي تخص الفرد، وقد يوصل العناد الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه مثل الخروج عن المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية والقوانين السائدة في المجتمع، بالإضافة إلى التطرف على العقائد السلمية والأعراف المتداولة والمعروفة والتي بدورها تضبط المجتمعات كافة، حيث وصف الكثير العلماء ممن يبحثون في مجال علم النفس وعلم الاجتماع أنّ العناد يُعتبر صفة سلبية للشخص، إذ تُلحق به إلى الكثير من الأضرار.
بينما قال علماء آخرون في نفس المجال أنّ العناد يُعتبر صفة إيجابية لدى الفرد، حيث أنّه يقوي من شخصية الفرد في التمسك بحقه وعدم السماح لأحد بالمساس في شخصيته وممتلكاته، لكن في بعض الأحيان يواجه الشخص أمور ومواقف وقضايا يحتاج بها إلى اللين وعدم التمسك بالعناد من أجل سير الأمور الحياتية والاجتماعية للفرد، فالعناد في بعض الأمور يثير الغضب عند الفرد ويجعله يخسر كل ما كان يحافظ عليه، كما أنّه يضفي بالفرد إلى الخروج عن كافة الضوابط المحددة التي تبنى عليها المبادئ والقيم المجتمعية.
مضمون مثل “لأن تنحني أفضل من أن تنكسر”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع العناد الذي يدخل في تركيب الغالبية العظمى من البشر، ولأنّ تلك الصفة لا يقتصر وجودها على فرد معين في مجتمع محدد، إذ تُعتبر صفة شمولية بين كافة الأطياف البشرية، قام الحكماء العلماء عند العرب والغرب بأخذ المثل الإنجليزي وترجمته إلى كافة اللغات العالمية، وذلك حتى يساهموا في انتشار المثل وتداوله وأخذ الحكمة والعبرة منه.
قدم المثل الإنجليزي نصيحة نفيسة وثمينة في مضمونه لكافة أطياف المجتمع، وهي تطلب اللين في العديد من المواقف التي تواجه الفرد، إذ أنّ اللين يجعل الشخص قادر على مواكبة الأحداث والسير معها، دون أن يخسر كل شيء مرة واحدة بسبب العناد والتصلب في الرأي.
وقد قام الحكماء بضرب أمثلة لتفسير المعنى المضمون من المثل؛ وذلك حتى يسهل فهمه واستيعابه لأي شخص يصادف مواقف مشابهة ينطبق عليها المثل، ومن تلك الأمثلة التي طرحت حول المثل قال الحكماء عندما تكون الشجرة لينة في وجه الريح، فإنّها تكون قادرة على التمايل مع الريح دون التعرض للكسر، بينما حينما تكون الشجرة قاسية ومتصلبة، فإنّها تنكسر جراء عصف الريح بها، فمن الأفضل في بعض القضايا التي تواجه الإنسان يتطلب اللين وعدم العناد.
