اقرأ في هذا المقال
- هل هناك فرقٌ بين النصرِ والفتح؟
- مسألة مهمة
- فإن قيل فماذا يغفر للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤمر بالاستغفار؟
هذه السورة آخر سورة نزلت من كتاب الله تعالى عند جماهير أهل العلم، وأمّا آخر آية نزلت فقوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِیهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم [البقرة ٢٨١].
هل هناك فرقٌ بين النصرِ والفتح؟
النصر معناه النصر على الأعداء، والفتح تحصيل ثمرة هذا النصر، بما أنعم الله به على العباد من خيراتِ في الدنيا، والمقصود به فتح مكة، وكانت في رمضان في سنة ثمانٍ للهجرة.
مسألة مهمة :
الهجرة من مواطن الفساد إلى مواطن الصلاح باقيةٌ إلى يوم القيامة، حتى لو كان في بلد مسلم، قال صاحب الحاوي: فإن كان يرجو ظهور الإسلام هناك بمقامه فالأفضل أن يقيم. قال: وإن قدر على الامتناع في دار الحرب والاعتزال وجب عليه المقام بها، لأنّ موضعه دار إسلام فلو هاجر لصار دار حرب فيحرم ذلك. ثم إن قدر على قتال الكفار ودعائهم إلى الإسلام لزمه وإلّا فلا.
قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ صدق الله العظيم[النصر ١] سبب الفتح غدر قريش؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد عقد صلحاً معهم السنة السادسة من الهجرة، من صلح الحديبة، أن تضع الحربُ بيننا وبينكم مدّة عشر سنوات، ولكنّهم غدروا بعد سنتين.
قوله تعالى: ﴿وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا﴾ صدق الله العظيم[النصر ٢] وجاءت القبائل من كلِ حدبٍ وصوب لكي يعلنوا إسلامهم ، وهذه السنة كانت السنة التاسعة من الهجرة وتسمى سنة الوفود، يقول الله تعالى لنبيه ﴿وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا﴾ صدق الله العظيم [النصر ٢] إذا رأيت الناس يدخلون في دين الله، ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ صدق الله العظيم [النصر ٣] أمره بالتسبيح والاستغفار لذلك، فقد نقلت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
فإن قيل: فماذا يغفر للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤمر بالاستغفار؟
قال القرطبي: قيل له: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: [رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي خطئي وعمدي، وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، أنت المقدم وأنت المؤخر، إنّك على شي قدير . فكان صلى الله عليه وسلم يستقصر نفسه لعظم ما أنعم الله به عليه، ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوبا.