تعتبر كلمة الكبد من المفردات كثيرة الاستخدام في اللغة العربية خصوصًا في الشعر الجاهلي التي وردت لتدل على سياقات جديدة في موقفٍ ارتجالي.
دلالات لفظة كبد في الشعر الجاهلي
ذُكرت كلمة كبد في الأدب الجاهلي مرارًا وكان لها دلالات مغايرة في كل مرة وقد فصلها الباحثين إلى ما يلي:
1- وردت كلمة كبَد دلالة على المشقة والتعب والصلابة وأُبدلت حركة الباء من كسرة إلى فتحة بهدف تحويل هذه الكلمة لتؤدي معنى جديد، وهنا جاءت لتعبر عن التعب والمكابدة ووردت في أبيات عبيد بن الأبرص:
لو همّ حُماتك بالمحمى حموك ولم
تُترك ليوم أقام الناس في كبد
كما نظم بها بلعاء بن قيس الكناني وجاءت في أبياته دلالة على الصلابة والغلظة حيث أنشد:
يُبكَى علينا ولا نبكي على أحد
لنحن أغلظ أكباداً من الإبل
2- وردت لفظة كبد لتدل على الفؤاد مركز العشق والهوى ولقد وظفت في الشعر لتدل على الحزن والألم جراء الحب ولم تُذكر لتدل على الفرح، ومن الأبيات التي تحمل هذه الدلالة ما نظمه عنترة بن شداد:
يا عَبلَ نارُ الغَرامِ في كَبدي
تَرمي فُؤادي بِأَسهُمِ الشَرَرِ
3- جاءت كلمة كبد لتدل على الاعتدال والتوسط واقترنت في أبيات الشعراء بكلمة السماء الذي احتل فيها الكبد مكانًا وسطًا ووردت في أبيات هند بنت عتبة التي نظمت:
رمحين خطيين في
كبد السماء تراهما
كذلك نظم في هذه الدلالة قس بن ساعدة حيث ردد:
تَجري عَلى كَبِدِ السَماءِ كَما
يَجري حِمامُ المَوتِ في النَفسِ
4- وردت كلمة كبد في الشعر الجاهلي لترمِز إلى الموضع والمنزلة التي يحتلها الناس في نفس الشاعر ورأي الباحثين أن هذا الاستخدام نادرًا في الأدب الجاهلي ومما نظم فيه أبيات ذو الأصبع العدواني حينما أنشد:
ولي ابن عم لو أن الناس في كبدٍ
لظلَّ محتجزًا بالنبل يرميني