الموت هو حالة استثنائية تصيب جميع الكائنات الحية، حيث تتوقف عن نشاطها المعتاد من استقلاب الوظائف الحيوية والنمو والحركة والتفكير والتنفس، وتقوم بتحويل الكائن الحي إلى جثة هامدة، ولا تمتلك القدرة على استعادة وظائفها السابقة، فتبدأ بالتعفن والتحلل.
مضمون مثل “لكل داء دواء إلا الموت”:
شرح مضمون المثل في أن ما من داء إلا له دواء ما عدا الموت، فلا يستطيع الإنسان بكل ما أوتي من قوة وعلم، أن يدفعه أو يؤجله، فهو أمر حتمي لا مفر منه، تتجلى فيه القدرة الإلهية، فمهما امتلك الشخص من نفوذ وقوة خارقة وعلم لا يقوى على مجابهة الموت والتخلص منه.
ورد مرادفات للمثل الإنجليزي الشهير من ديننا الإسلامي الحنيف، ونجد في ديننا الإسلامي حديث شريف مرادف لهذا المثل وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء، إلا أنزل أو خلق له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، إلا السام)، قالوا يا رسول الله: وما السام؟ قال الموت.
كما ذكر مرادف للمثل قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، ونلاحظ من الحديث الشريف والآية الكريمة أن الموت هو الداء الوحيد الذي لا يستطيع الإنسان التصدي له أبداً، وهو معنى مرادف للمثل الإنجليزي تماماً، وجزم قطعي في حقيقة المثل لدى العرب.
وكما ورد مرادفات اامثل في التراث العربي الأصيل من خلال قصيدة شعرية لأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، وهو شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، فذكر ببيت شعر مرادف للمثل الإنجليزي في المعنى وهو (وإذا أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع)، وقصد بالتميمة هنا هي كل ما علق لدفع شر متوقع حدوثه مثل المرض أو الحسد، وكما كان أهل الجاهلية يعلقون الخرزات والعظام على أولادهم؛ من أجل دفع الشر عنهم، وقد نهى الرسول عنها.
العبرة من مثل “لكل داء دواء إلا الموت”:
الموت تلك الكلمة التي تحسس الإنسان بالرعب، فيقشعر لرهبتها الأبدان، وهي عبارة عن كلمة تتكون من ثلاثة حروف، لكنها لها رهيبة كبيرة، وقد أدركوا الغرب بعد فترة طويله هذه الحقيقة الحتمية فقالوا فيها المثل، فالموت حق على جميع المخلوقات.