لمن كان له قلب

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِیدࣱ﴾ [ق ٣٧]

إنّ الانتفاع بالقرآن الكريم مرتبط بحضور القلب كما قال الله تعالى ﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِیدࣱ﴾ [ق ٣٧] والمرء إذا كان لقلبه أجمع، وعن الشواغل أبعد، كان أقرب إلى تدبر ما يتلو من كتاب الله تعالى؛ إذ القلب محل تدبر القرآن قال الله تعالى (وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ (١٩٣) عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ)

فتأمل كيف خُص القلب بإنزال القرآءات عليه، حيث كان قلبه صلى الله عليه وسلم محلاً للقرآن، وكذلك الحال لمن أراد تدبر القرآن والانتفاع به يجب أن يكون قلبه محلاً للقرآن مذلك.

وبيان ذلك أنّ الانتفاع متحقق لأصحاب القلوب الحية قال ابن القيم في قوله:   ( لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ) فهذا المحل القابل المراد به: القلب الحي الذي يعقل عن الله كما قال تعالى ﴿لِّیُنذِرَ مَن كَانَ حَیࣰّا وَیَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [يس ٧٠] فعبر عن النفس الحية بالقلب؛ لأنّه وطنها ومعدنها.


شارك المقالة: