لو ذات سوار لطمتني

اقرأ في هذا المقال


لكل أمة على الأرض الإرث الثقافيّ الذي يخصها، والذي يُعدّ تعبيرًا عن الكثير من الوقائع والأحداث والمناسبات، والتي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “لو ذات سوار لطمتني”.

معنى مفردات مثل “لو ذات سوار لطمتني” وشرحه:

“لو” في المثل طالبة لما بعدها: وهو “الفعل” داخلة عليه، وأما المعنى فهو: لو ظلمني من كان كُفؤًا ومساويًا لي لهان الأمر عليّ، غير أنه ظلمني من هو دوني، وفي معنى آخر لشرح مثل “لو ذات سوار لطمتني”، إذ قيل: أراد لو لطمتني حرة، فجعل السوار علامة للحرية؛ لأن العرب نادرًا ما تلبس الإماء السوار، فهو يقول: لو كانت اللاطمة حرة لكان أخف عليّ.

فيمَ يضرب مثل “لو ذات سوار لطمتني”؟

يُضرب مثل “لو ذات سوار لطمتني” للشخص الكريم يالعزيز، وقد ظلمه آخر دنيء، فلا يستطيع على أن يحتمل ظلمه‏.

قصة مثل “لو ذات سوار لطمتني”:

يعجّ التراث العربي الأصيل بالأمثال والحكم الجليلة، والتي تناقلتها الأجيال، ولا بدّ أن لكل مثل عربي حكاية قد حدثت في الماضي، فمنها ما قيل في بيت شعري قديم، وصار مثلًا بعد ذلك، ومنها ما قيل مباشرة بسبب حدوث قصة ما، جعلت المثل ينتشر، ولعل من أشهر تلك الأمثال هو المثل العربي: “لو ذات سوار لطمتني”، وأما قصة هذا المثل تروى فسأوردها فيما يلي، من رواية الأصمعي، إذ قال إن حاتمًا الطائيّ، قد مرّ ببلاد عنزة في بعض الأشهر الحرم، فناداه أسير لهم، وقال: يا أبا سفانة، أكلني الإسار والقمل، فقال: ويحك، أسأت، إذ نوهت باسمي في غير بلاد قومي، فساوم القوم به، ثم قال: أطلقوه واجعلوا يدي في القدّ مكانه ففعلوا ذلك، ثم جاءته امرأة ببعير ليفصده فنحره فلطمته فقال: لو غير ذات سوار لطمتني، يعني أني لا أقتص من النساء، ثم عرف، ففدى نفسه فداءً عظيماً.

وقد نظم أحد الشعراء بيتًا من الشعر ورد فيه معنى مثل “لو ذات سوار لطمتني”، إذ قال الشاعر:

“فلو أني بليت بهاشمي    خؤلته بنو عبد المدان
لهان عليّ ما ألقى ، ولكن    تعالوا فانظروا بمن ابتلاني”.

المصدر: الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011


شارك المقالة: