لو غَيرُ ذَاتِ سِوارٍ لَطمتني

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عَديّ بن أخزم بن أبي أخزم هَزومة بن ربيعة بن جَرول بن ثُعل بن عمرو بن الغوث بن طَيء الطائي. ويُكنّى أبا سَفَّانة وأبا عَديّ. 

وهو من قبيلة طَيء التي كانت تسكن بجانب جبليّ( أجا وسلمى) في الجزيرة العربية. وأمّهُ هي: عُتبة بنت عَفيف بن عمرو بن أخزَم، وكانت ذات يُسرٍ وسَخاء. حَجزَ عليها إخوتها ومَنعوها مَالهَا خوفاً من التَّبذير، فَنشًأ ابنها حاتم على غِرارها بالجُود والكَرم. ويُعتبر أشهر العرب بالكَرم والشَّهامة، ويُعَدّ مَضرب المَثل في الجود والكرم.

زار حاتم بلاد الشام، فتزوّجَ” مَاويَّة بنت حجر الغسانية”،وهو من أشهر الشعراء في عصر الجاهلية.

سكن حاتم وقومه في بلاد الجبلين( أجا وسلمى) التي تُسمّى الآن منطقة حائل شمال السعودية. وتوجد بقايا أطلال قَصرهِ وقَبرهِ ومَوقِدتهِ الشهيرة في بلدة تَوارن في حائل.

وُلِد حاتم الطَّائِي في فترة ما قبل الإسلام وكان مسيحيّاً، وبعد ذلك أدرَكَت ابنته سفّانَة، وابنهُ عَدِيّ الإسلام؛ فأسلما.

جاء ذكر حاتم الطائي في عِدّة أحاديث منها الحَسَن، ومنها الضَّعيف ومنها الموضوع. ومن هذه الأحاديث:

  • عن عَدي بن حاتم قال: قلت لرسول الله إنَّ أبي كان يَصِلُ الرَّحم، ويفعل ويفعل، فهل له في ذلك- يعني: مِن أجر-؟ قال:” إنَّ أبَاكَ طلب شيئاً فأصابَهُ”.أي الشُّهرَة والذِّكر.

رواه أحمد (32 / 129) ، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناوط .

  • وعن سهل بن سعد السَّاعِدي، أنَّ عَديّ بن حاتم أتى رسول الله، فقال:” يا رسول الله إنَّ أبي كان يَصِل القرابة، ويَحمِل الكَلَّ، ويُطعِم الطعام، قال: هل أدرك الإسلام؟ قال: لا، قال: إنَّ أبَاكَ كان يُحبُّ أنْ يُذكر ” .

رواه الطبراني في ” الكبير ” (6 / 197) ، وفيه : رشدين بن سعد ، وهو ضعيف ، لكن يشهد له ما قبله .

ومعنى:( يَحمل الكَلّ)، أي يُنفق على الضعيف والفقير واليتيم والعِيال وغير ذلك .

كَرمه

وكان حاتم من شعراء العرب، فكان جواداً يُشبِه شِعرهُ جُودهُ، ويُصدِّق قَولهُ فِعله، وكان حَيثُما نَزَل عُرِفَ مَنزلهُ؛ وإذا قاتل غَلَب، وإذا سُئِل وهَب، وإذا ضَرب بالقِداح فاز، وإذا سَابَق سَبَق، وإذا أسَرَ أطلَق، وكان يُقسِم بالله ألّا يَقتل أحداً في الشَّهر الأصمّ( رَجب)، وكان يَنحَرُ في كلِّ يوم عَشراً من الإبل، فَيُطعم الناس ويَجتمعوا إليه.

وفاته

مات في عَوارِض، وهو جبل في بلاد طَيء.

قصة المقولة

‏روى الأَصمَعي ، أنَّ حاتماً الطائي مَرَّ ببلاد عَنَزَةَ( من قبائل العرب) في بعض الأشهر الحُرُم، فناداه أسير لهم يا أبا سَفَّانة أكَلَني الإسارُ والقمل.

فقال‏:‏ ويْحَكَ‏!‏ أسأتَ إذا نَوَّهْتَ باسمي في غير بلاد قومي، فساوَمَ القومَ به، ثمَّ قَال‏:‏ أطْلِقُوه واجعلوا يَديَّ في القَيد مكانه، ففعلوا، فجاءته امرَأة بِبَعير ليَفْصِدَهُ فقام فنَحَره، فلطَمَتْ وَجْهَه، فَقَال‏:‏ لو غَيْرُ ذاتِ سِوَارٍ لطمتني، يعنى أنّي لا أقتَصّ من النساء، فعُرِفَ، ففَدَى نفسه فِداء عظيما‏ً.


شارك المقالة: