الفن والجهل:
الجهل: هو عكس العلم ويتميز بنقص المعلومات والخبرات، ويُعد من أكثر الأمور سوءاً في هذه الحياة، نتيجة لما نشاهده في الوقت الحاضر من مشاكل جمة وكثيرة، والعديد من أنواع الابتلاء التي تسبب بها الجهل، إذ يُعد الجهل الأصل في الشرور الذي لا يضاهيه أي شرّ، فهو يُخلف فقدان البصيرة والعمى العقلي لدى الشخص الجاهل، فكم من عقول بشرية مبدعة ونيرّة لم يصل إليها الجهل بأي شكل من الأشكال، جاهدت بنفسها وبنت أوطاناً منتجة وراقية، بغض النظر عن ما كانت تفتقر إليه تلك الأوطان من خيرات.
فهناك العديد من المجتمعات التي غَرقت بالجهل إلى حد كبير، إذ سيطر فيها على العقول وجعلها تصدر العُجاب من مظاهر السلوكيات غير السويّة، فحين يجتمع الجهل مع أي مجال من مجالات الحياة، فإنه يعمل على إثارة الفوضى العارمة والأفكار السلبية والفساد الطاغي الذي لا حدود له، بالإضافة إلى الكوارث الكبيرة التي تنتج عنه.
أما الفن فهو يتمثل في الإبداع الحر الذي يُبنى على وجهة نظر الفنان أو المبدع، كما يُعد القدرة الشخصية التي يمتلكها بعض الأشخاص في التمثيل أو التعبير عن شيء جميل وجديد وغير تقليدي، ويكون الفن في العديد من المجالات منها البصري والحركي والصوتي بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الفنون التي تندرج تحت مُسمى الفن وهي فن التشكيل وفن الرسم وفن التحرك وفن البناء، والعديد من الفنون الإبداعية والرائعة والجميلة التي ابتكرها المرء على مدى العصور.
يُعتبر الفن أهم ما أُشير به إلى الإنسان المتحرر الذي عمل لوقت طويل حتى يقدّم إلى الناس أجمل الإبداعات والتصورات، كما وصف الفن بالشعلة الزرقاء التي تقوم بإنارة الدروب المظلمة، وقيل في طبيعة الفن أنّها من أهم الوسائل التي استخدمها الإنسان في التواصل والتعبير من الأفكار والعواطف، حيث اعتبرت وسيلة مكتشفة تقوم بتقدير العناصر الشكلية.
آراء الفلاسفة والحكماء حول مثل “ليس للفن عدو سوى الجهل”:
تناول المثل موضوع الفن والجهل، وما مدى تأثير الجهل على الفن، فحين يطغى الجهل على مجتمع فإنه يقوم بإطفاء بصيرته وتنويره، فقال (بن جونسون) حول موضوع المثل (لدى الفن عدو اسمه الجهل)، كما قال الفيلسوف اليوناني (سقراط) في الجهل (ينبغي للعالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض)، بالإضافة إلى قول الفيلسوف (أرسطو) في موضوع الجهل (الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى).