ما أنزلنا علیك القرءان لتشقى

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿مَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰۤ﴾ [طه ٢]

ممّا جبل الله عليه النفوس: التعلق بمتع الدنيا وملذاتها، كما قال تعالى: ﴿زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَ ٰ⁠تِ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡبَنِینَ وَٱلۡقَنَـٰطِیرِ ٱلۡمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ وَٱلۡخَیۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَٱلۡحَرۡثِۗ ذَ ٰ⁠لِكَ مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ﴾ [آل عمران ١٤] والملاحظ أنّ هذه المتع الدنيوية سريعة الفناء، وكثيرة العناء، وهي ممّا تتعلق به قلوب الناس وتميل إليه نفوسهم، فمن صرف قصده إليها صار شقاءً عليه ووبالاً في دنياه وأخراه، ومن عرف حقيقتها فاستعملها فيما يقربه لربه وعمل صالحاً سعد في دنياه وأخراه، وتلك السعادة الحقيقية وما منا أحد إلّا وهو يبحث عن السعادة ويطلبها في مظانها، وقد بينها القرآن كأحسن ما يكون البيان.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وقد جعل الله الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته، فقال تعالى ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [النحل ٩٧] وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضى، والرزق الحسن وغير ذلك والصواب: أنّها حياة القلب ونعيمة وبهجته، وسروره بالإيمان، ومعرفة الله تعالى، ومحبته والإنابة إليه، والتوكل عليه؛ فإنّه لا حياة أطيب من حياة صاحبها، ولا نعيم فوق نعيم الجنة.


شارك المقالة: