مفهوم الترجمة بشكل عام يختصّ بنقل الكلام من لغة إلى أخرى، وتسمّى كلا اللغتين المنقول منها وإليها بلغة المصدر ولغة الهدف، ولكن هنالك نوع آخر في الترجمة يختلف عن ترجمة النصوص بالكلام والكتابة والنطق وهو ترجمة الإشارة، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن ترجمة الإشارة وما هي أهم خصائصها.
الفرق بين ترجمة النص وترجمة الإشارة
عندما نتحدّث عن ترجمة النص فنحن نتحدّث عن ترجمة مكتوبة؛ بغض النظر عن آلية الترجمة والوسائل المستخدمة أو المجال والنوع المستخدم للترجمة سواء كانت ترجمة بشرية يدوية أم ترجمة آلية، ولكن عندما نتحدّث عن ترجمة الإشارة فهي يقصد بها ترجمة نظرية وليست مكتوبة.
سنعرّف أوّلاً لغة الإشارة وهي لغة يتم استخدامها من قبل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو الذين نسمّيهم (فئة الصم والبكم)، أو نستطيع أن نعرّفهم بأنّهم الأشخاص الذين يعانون من ضعف بالسمع أو لا يستطيعون استخدام اللغة المنطوقة، ولكن علينا أن نعلم بأن لغة الإشارة لا تختصّ فقط بهؤلاء بل يستخدمها الأصحاء أيضاً وهي تتطلّب مهارة عالية.
على سبيل المثال عندما يكون الأشخاص في مكان مزدحم ويوجد به أصوات متعالية؛ فلا يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض إلّا من خلال الإشارة، وهنا يستخدمون لغة الإشارة، وفي الحقيقة هذه الإشارات المتعارف عليها والتي تدل على مفاهيم معيّنة قد تختلف من بلد لبلد؛ وذلك بحسب البيئة والعادات والتقاليد المتعارف عليها.
منهم من يعترف بلغة الإشارة قانونياً ويعتبرها بديل عن اللغة المنطوقة وتحمل الخصائص والسمات ذاتها، ومنهم من لا يعترف بلغة الإشارة ويرى بأنّها علامات يدوية تقليدية، وتعتبر لغة الإشارة أكثر انتظاماً من اللغة المنطوقة؛ والسبب في ذلك هو أن لغة الإشارة تشكّل وصلات وثيقة بين الشكل والمعنى، ولكن هنالك بعض اللغات المستخدمة ما يحتوي على أشياء مكبوتة لا يمكن التعبير عنها بالكلام المنطوق.
ويمكن القول بأن ابتكار لغة الإشارة قد أدّى إلى ازدهار كبير؛ والسبب في ذلك هو أن الإنسان من خلالها أثبت أنّه يمكن له أن يتواصل من خلال أساليب وطرق أخرى تختلف عن الترجمة أو اللغة المنطوقة.