نبذة عن إبراهيم طوقان:
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو إبراهيم عبد الفتاح طوقان هو شاعرا فلسطيني وله أخت شاعرة فدوى طوقان أطلقوا عليها لقب شاعرة فلسطين، ولد طوقان في منطقة نابلس بفلسطين عام “1905” ميلادي، كان له زوجة اسمها ساميه عبد الهادي.
درس طوقان في الجامعة الأميركية في بيروت وأيضاً درّس طوقان اللغة العربية وتسلم لقسم العربي في إذاعة القدس، وكان مديراً للبرنامج العربية ولم يخدم طويلاً في عمله بسبب الانتداب البريطاني.
أنجب طوقان من زوجته ساميه ولدين (جعفر طوقان، عريب طوقان)، حيث يكنى طوقان (شاعر الوطن والحب والثورة).
ما لا تعرف عن قصيدة “بيض الحمائم حسبنهن”:
أمَّا عن مناسبة قصيدة “بيض الحمائم حسبنهن” كان طوقان يصف الممرضين والممرضات بأنهن ببيض الحمائم وهنا كان يؤكد بهذه القصيدة كم هي عظيمة مهنة التمريض، وكم فيها من مشاق وتعب وقلق وسهر، وأكد أيضاً عمل الممرضات في هذه المهنة الإنسانية والمهنة الجميلة والنبيلة، وكم يتحملنّ المرضى ويسهرن ليلاً، والقيام بالمهنة نهاراً من أجل الترفيه عن المرضى والتخفيف عنهم تعبهم ورسم بسمة الحياة من جديد لهم وأعطاءهم القوة والتفاؤل من جديد بدون ذم أو تذمر أو شكوى، فاستعمل الشاعر إبراهيم طوقان في القصيدة أساليب عدة ومنها: أسلوب التأنيس من حيث صفات الوداعة والسلامة للحمائم، وأيضاً تقبيلهن لرسمهن في المساء.
وهذه القصيدة تبين ما كان يقصده إبراهيم طوقان، التي عبر عنها بأجمل العبارات وأعذبها، حيث قال:
بيضُ الحمائم حسبهنَّ
أني أُردِّدُ سجعهنّ
رمزُ السلامة والوداعة
منذ بدءِ الخلق هُنَّ
في كلِّ روض فوق دانيةِ
القطوف لهنَّ أَّنه
ويملْنَ والأَغصانَ ما
خَطَرَ النسيمُ بروضهنَّ
فإذا صلاهنَّ الهجير
هببْنَ نحو غدير هنَّ
يهبطن بعد الحومْ مثل
الوحي لا تدري بهَّ
فإذا وقعن على الغديْر
ترتبتْ أسرابهنَّ
صفَّيْن طول الضّفَّتين
تعرَّجا بوقوفهنَّ
كلٌّ تقبِّلُ رسمَها
في الماءِ ساعةَ شُربهنَّ
يطفئنَ حرَّ جسومهننَ
بغمسهنَّ صدور هَنَّ
وقال أيضاً:
تُنبيك أجنحةٌ تصففق
كيف كان سرورهنَ
ويُقر عينَكَ عبثهنن
إذا جَثَمْن بريشهنّ
وتخالهنّ بلا رؤوس
حين يُقبلُ ليلهنّ
أخفينها تحت الجناح
ونمن ملءَ جفونهنّ
الروّض كالمستشفياتِ
دواؤها إيناسهنّ
ما الكهرباء وطبّها
بأجلَّ من نظراتهنّ
مهلاً فعندي فارقٌ
بين الحمام وبينهنّ
فلربما انقطع الحمائم
في الدُّجى عن شدوهنّ
أمَّا جميلُ المحسنات
ففي النهار وفي الدجنّ