كانت الرومانسية حركة أدبية بدأت في أواخر القرن الثامن عشر وانتهت في منتصف القرن التاسع عشر تقريبًا على الرغم من استمرار تأثيرها حتى يومنا هذا. نظرًا للتركيز على الفرد والمنظور الفريد للشخص، غالبًا ما يسترشد بدوافع غير عقلانية وعاطفية واحترام الطبيعة والبدائية، يمكن اعتبار الرومانسية رد فعل على التغيرات الهائلة في المجتمع التي حدثت خلال هذه الفترة، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن فترة الأدب الرومانسي.
نشأة الأدب الرومانسي في تاريخ الأدب الإنجليزي
بدأ هذا العصر مع بداية القرن التاسع عشر، وهو قرن تعد فيه الكتابة فنّاً يميل إلى العاطفة بشكل كبير، واتسمت به الكتابة بالاعتدال والتوازن أيضاً، كما أن هنالك صفتين أساسيتين ظهرا في أسلوب الكتابة في هذا الزمن وهما: الخيال الواسع بالإضافة إلى البعض من الغموض، وهذه الصفات كانت كلّها تتعلّق بالعاطفة؛ لهذا السبب سمي شعراء هذا العصر بشعراء الرومانسية.
وسبب التسمية هذه أن شعراء ما قبل هذه الفترة كان شعرهم يتناول مواضيع مختلفة مثل: الطبيعة، التجارب الشخصية، وكان عنصر العاطفة بها قليل جدّاً، بل كان يميل إلى الكلاسيكيات بشكل أكثر، ولكن جاء شعراء الرومانسية وبدأوا بتأليف قصائد في العاطفة، ومن أشهر القصائد التي تم تأليفها في هذا المجال هي مجموعة قصائد (القصائد القصصية الغنائية)، والتي تم تأليفها من قبل المؤلفين: (صامويل كولريدج) والمؤلف (ويليام ووردزورث).
حتى أن اللغة التي تم استخدامها في هذا المجال كانت لغة مختلفة؛ فكانت تميل إلى اللغة العادية المستخدمة أكثر من اللغة الشعرية، وكان عنصر الوصف فيها ظاهراً بشكل كبير؛ حيث كانت تصف الجمال في كل أشكال الحياة، ويكون الوصف أحياناً كذلك لبعض الأبطال المعروفين، وأشهر من كتب أشعار وصف الأبطال هو الشاعر الشهير (اللورد بايرون).
النثر في الفترة الرومانسية
كما أن الشعر اتصف في تلك الفترة بالرومانسية، فالنثر حظي بذلك أيضاً؛ فاشتهر النثر بهذه الفترة بعدّة أشكال من الكتابة، كالرواية والمقالات والمذكّرات اليومية أيضاً، وكانت تتصّف هذه الكتابات المختلفة بعنصر الحيوية والرومانسية، ومن أشهر من كتب في مجال النثر وقتها هم: توماس دي كوينسي، تشارلز لام.
وانتشرت في تلك الفترة كتابة الروايات الطويلة التي كانت تتناول عدّة مواضيع حيوية، ويمكن القول بأن فترة الأدب الرومانسي قد انتهى في عام (1832)، وهو العام الذي توفّى به الكاتب الشهير (سكوت) أشهر الروائيين الرومانسيين.
يمكننا عزيزي القارئ أن نستنتج أن هذه الفترة من الأدب كانت مفعمة بالحيوية والعاطفة واللغة العامية أيضاً، وخاصّةً الروايات الطويلة التي تناولت مواضيع عدّة، والتي كانت من أكثر أنواع الروايات التي يهوى القرّاء قراءتها.