ما هو المقصود بالعاطفة في العمل الأدبي؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبر العاطفة أحد العناصر والأركان المهمة في العمل الأدبي، كما وتعتبر ذلك الكيان من كل فرد على وجه الأرض، سواء كان هذا الفرد أديباً أو غير أديب، لكن نجد أنَّ العاطفة تظهر بدرجة أكبر عند الفرد الأديب، حيث أنَّها تتمثل عند الأديب وهذا من خلال الأدوات ذات الطابع التعبيري المختلفة، ومنها:” التخيل ولغتها، استعمال أداة الإيقاع، إلى جانب البناء العام”.

تحدُّث النقاد عن العاطفة الأديبة

تكلم النقاد العرب عن العاطفة وهذا منذ الأزل، إلى جانب التأثيرات التي تحدثها العاطفة على العمل الأدبي، حيث أنَّه أدرك النقاد العرب أهمية هذا العنصر المهم” العاطفة”، حيث أنَّهم قالوا عن العاطفة بأنَّها ذلك الجزء المهم في العمل الأدبي الجديد، إلى جانب أنَّ هؤلاء النقاد قد تحدثوا عن الدوافع والمثيرات التي تتعلق بها، ولكنهم في ذات الوقت لم يتطرقوا لتسميتها بالعاطفة، إنَّما فقط تطرقوا للتحدث عن الأسباب و الآثار التي تتعلق بالعاطفة.

ما أهم المقاييس التي تتعلق بعنصر العاطفة في العمل الأدبي

هنالك العديد من المقاييس التي تتعلق بعنصر العاطفة في العمل الأدبي، حيث أنَّه عمل الأدباء والنقاد على تقسيمها والتي تخص قياس العاطفة وهذا في كافة الأعمال الأدبية ذات الطابع الإبداعي، ونذكر في هذا المقال المقاييس تلك على النحو الآتي:

  • شدة العاطفة إلى جانب التأثير الذي تُحدثه على المتلقي: حيث أنَّ هذه النقطة لا تكون بوجهة نظر المتلقي إلّا من خلال صدق العاطفة، فملاً الفرد عندما يتفاعل مع العمل الأدبي إلى جانب أنَّه يستجيب معه فإنَّه يترك فيه ذلك الإحساس، ولهذا فإنَّنا في الكثير من الأحيان نقول بأنَّ هذه العاطفة صادقة، وهذا يدل على أنَّ الأديب قد تمكن من أن يوصل هذه العاطفة إلى المتلقين بصدق.
  • ثبات العاطفة إلى جانب دوامها واستمرارها: حيث أنَّ السبب في الكثير من الأحيان الذي يعود إلى تقبلنا لتلك العواطف وهذا في الأعمال الأدبية المختلفة هو أنَّها عاطفة ثابتة وكذلك مستمرة، وهذا يُعني أنَّ الأديب لا يتكلم عن تلك العاطفة التي تزول فور انفعالنا معها، ومن ثم هذا الانفعال يتلاشى، بل يجب على الأديب أن يتحدث عن تلك العاطفة الإنسانية ذات الطابع الخالد أو الدائم والمستمر، والتي يجب أن يتأثر بها الفرد المتلقي في هذا اليوم وفي الأيام التالية، إلى جانب أنَّ الفرد في العصور القديمة تأثر بها أيضاً.
  • اتسام العاطفة في العمل الأدبي بالسمو والنُبل: حيث نجد أنَّ النُقاد قد تكلموا كثيراً عن سمو العاطفة وكذلك نُبلها ورفعتها، حيث أنَّ هذا الأمر يعتبر من المقاييس الصحيحة إلى درجة بعيدة، حيث أنَّه كُلما كانت تلك العواطف تتسم بالنُبل تتعلق بالأهداف ذات الطابع الإنساني العُليا، فإنَّها تكتسب ذلك الخلود والدوام، إلى جانب أنَّها قد تترك الآثار المختلفة التي تُحدثها وهذا في الذات الإنسانية، وهذا عدا عن العواطف التي تعمل على التعبير عن كافة الغرائز ذات الدرجة المتدينة، وكذلك العواطف التي تدعوا إلى إحداث الكره والحقد على حدٍ سواء.

ومن أشهر الأمثلة على هذا الأمر ما يقوله الشاعر أبي فراس الحمداني إلى جانب الشاعر أبي العلاء المعرّي، حيث يقول الشاعر أبي فراس الحمداني:

معللتي بالوصل والموت دونه      إذا مت ظمأنًا فما نزل القطر
ويقول الشاعر أبي العلاء المعرّي:
فلا هطلت علي ولا بأرضي      غمائم ليس تنتظم البلاد
حيث في كلا البيتين السابقين فإنَّنا نجد أنَّ الشاعر أبي فراس الحمداني يتطلع إلى الكون وهذا من خلال ثقب في إبرة، وبالتالي فإنَّه لا يهتم إلّا بتلك المنفعة التي تتحقق من أجله إلى جانب ذاته وهواه، وأمَّا عن الشاعر أبي علاء المعرّي فإنَّنا نجد أنَّه يمتلك تلك الروح السامية التي ليس من الممكن أن تفرح بتاتاً إلّا من خلال المنفعة التي تحقق وبالتالي إذا شاركه فيها كل فرد وهذا من الجهة الشرقية من الدينا إلى الجهة الغربية منها.
ومع أنَّنا لا نتمكن أن أن نعمل على تقدير الحجم المتعلق بالعاطفة ولا حتى ذلك الُقل الخاص ولا ذلك المكان التي تقيم فيه العاطفة في النفس البشرية، إلّا أنَّنا نشعر وبالتالي نحس بهذه العاطفة والآثار التي تُحدثها في النفس البشرية، حيث أنَّ الإنسان إذا أحب أحب بكل كيانه وجسده ولا يمكن أن يُحب بتلك الحاسة الواحدة فقط، وبالتالي أيضاً فإنَّه إذا كره كره بكافة كيانه وجسده وليس بحاسة واحدة، حيث أنَّ العاطفة يمكن أن يتم تقديرها وهذا من خلال العديد من الأمور ومن أهمها:
  • الحرارة.
  • الفتور.
  • الهدوء.
  • الثورة.

حيث أنَّنا نجد أنَّ العاطفة تبلغ ذروتها وهذا في الكثير من الأبيات الشعرية التي يعمد الشاعر إلى كتابتها، حيث أنَّه أيضاً قد تصل إلى القاع بسبب عمق الانفعال الذي تعرض له الشاعر أو تلك السطحية التي يملكها، حيث أنَّ من الصعب أن يتم الحكم على الصدق الذي تملكه العاطفة أو حتى كذبها.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي, ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حلمي حلمي بدير، 1987.الطير في الأدب العربي، محمد أحمد أبو زبيد، 1998.الادب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عواين، 1981.


شارك المقالة: