هنالك العديد من التعريفات التي تضمنتها التضاد في اللغة العربية، حيث أنَّنا في هذا المقال سوف نتناول التحدث عن مفهوم التضاد في اللغة العربية من حيث اللغة والاصطلاح، إلى جانب معرفة موقف اللغويين وهذا من ظاهرة التضاد.
ما المقصود بالتضاد لغة واصطلاح
يمكن تعريف التضاد في اللغة العربية من حيث اللغة على أنَّه:” وهو الضد بالكسر والضديد: المثل والمخالف ضد ويكون جمعاً، ومن أبرز الأمثلة على التضاد في اللغة العربية هو قول الله سبحانه وتعالى:” كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا”، وضده في الخصومة، بمعنى أن يتم صرفه أو منعه من هذا برفق تام، أمَّا بالنسبة إلى ضادَّه بمعنى خالفه”، وهذا كما قال عنه الفيروز آبادي وهذا في القاموس المحيط.
وما قيل عن التضاد في اللغة في قاموس المحيط فإنَّه لا يختلف تماماً عن المعجم الوسيط، الذي عمد البعض من الأعضاء التابعين لمجمع اللغة العربية الكائن في عاصمة جمهورية مصر العربية/ القاهرة بتأليفه حيث أنَّهم أجمعوا على تعريف التضاد على أنَّه:” هو تضادُّ الأمران، يكون أحد الأمران هو الضد من الأمر الآخر، كما وأنَّ الضد هو الشيء المخالف والمنافي كذلك، كما وصفوه على أنَّه هو المثل أو النظير وكذلك الكفء”.
أمَّا بالنسبة لتعريف التضاد من حيث الاصطلاح فإنَّه قد كثرت التعريفات الخاصة به، حيث أنَّ أبي البقاء الكفوي قد عرَّف التضاد اصطلاحاً على أنَّه:” هو عند الجمهور يُقال لشيء موجود وهذا في الإطار الخارجي الذي يتساوى من حيث القوة التي تتعلق بشيء موجود آخر يتمانع له”.
موقف اللغوين من ظاهر التضاد
آراء اللغويين التي تتعلق بظاهرة التضاد في اللغة العربية قد كثُرت واختلفت وتنوعت، كما واعتبره البعض بأنَّه ظاهرة وهذا كالترادف، حيث أنَّ اللغويين وآرائهم قد انقسمت إلى قسمين رئيسيين وهما:
- الفريق الأول: هو الفريق الذي أقرَّ وجود التضاد على اعتبار أنَّه ظاهرة كما وأنَّه قد أتى بالعديد من الحُجج وكذلك البراهين المختلفة إلى جانب الأسانيد التي بدورها تعمل على إثبات الإقرار بهذه الظاهرة، ومن أبرز اللغوين هو:” الخليل بن أحمد الفراهيدي، ابن سيده، ابن فارس، ابن الأنباري.
- الفريق الثاني: فإنَّهم قد أنكروا وكذلك قد أبطلوا وجود ظاهرة الضاد بشكل فعلي ومن أهم هؤلاء هم:” ابن دستورية، حيث قالوا بأنَّ التضاد يتخالف تماماً وهذا مع الوظيفة الأساسية في اللغة والتي تعتبر الإفصاح والتعبير عن الفكر.
