في العصور القديمة كانت الترجمة تقتصر على الترجمة المكتوبة فقط، فيقوم المترجمون بترجمة الكتب إلى عدّة لغات؛ وذلك عن طريق الكتابة والاستعانة بالمعاجم والقواميس، ولكن مع تطوّر فن الترجمة وانتشاره بشكل كبير أصبح هنالك عدّة أقسام وأنواع للترجمة منها مكتوبة ومنها المنطوقة، ومن هذه الأنواع الترجمة التحريرية، سنحكي عزيزي القارئ عن مفهوم الترجمة التحريرية وأهم آلياتها.
ما هي الترجمة التحريرية؟
يمكن تعريف الترجمة التحريرية على أنّها نوع من أنواع الترجمة المكتوبة، ويقوم من خلالها المترجم بترجمة النص المكتوب من لغة المصدر إلى لغة الهدف بشكل مباشر، وهي ترجمة تتطلّب من المترجم الكثير من المهارة والخبرة في مجال قواعد اللغة وجميع المسائل اللغوية؛ فيجب أن يكون النص المترجم خالياً من أيّ أخطاء إملائية ونحوية وغيرها.
كما يجب على المترجم أن يمتلك مهارة بالقدرة على صياغة النص المترجم بكل سهولة؛ وذلك من خلال استخدام مفردات ومرادفات سهلة الفهم وواضحة للقارئ.
أهم آليات الترجمة التحريرية
تلجأ الترجمة التحريرية بالاستعانة بعدّة آليات وطرق عند ترجمتها للنصوص، وأهم هذه الآليات هي:
- آلية الترجمة البشرية، وهي تعني الترجمة تتم من خلال مترجم متخصّص لغويّاً، ويشترط في هذه الحالة أن يقوم المترجم بإخراج نص متماسك لغويّاً ومفهوم بلغة منطقية، وعليه كذلك دراسة أسباب الإبداع في النص المصدر، وما هي العلاقة بين هذا النص والنصوص السابقة؛ فهذا الأمر يساهم في إمكانيّته لترجمة واضحة ومفهومة للقارئ.
- آلية الترجمة الآلية، وتم اللجوء في الترجمة التحريرية لهذه التقنية بسبب التطوّر الكبير الذي شهده العالم في مجال الترجمة، وفي هذه الآلية تستخدم الترجمة مجموعة من البرمجيات التي تعمل على ترجمة النص بشكل فوري، ولكن من سلبيّاتها أنّها لا تضمن ترجمة سليمة من الأخطاء؛ لهذا السبب يجب أن يتم مراجعتها من قبل مترجمين مختصّين لضمان خلوّ النص المترجم من الأخطاء.
وبشكل عام فإنّ أهم شرط من شروط الترجمة التحريرية، هي أن يضمن المترجم في ترجمته الحفاظ على روح وأسلوب كاتب النص الأصلي؛ ولهذا السبب يمكن اعتبار الترجمة التحريرية للنصوص من أهم وأبرز أنواع الترجمة بشكل عام.
