فن الكتابة هو فن التعبير عن الكثير من الأمور ووصفها بطريقة لغويّة، ووظيفته نقل وتفسير بعض الأمور وتوصيل معلومة معيّنة للقارئ، من أهم طرق توصيل المعلومة سواء كانت عن قضية معيّنة أو عن شخص هي الوصف، والوصف في اللغة له عدّة طرق وأنماط، سنتحدّث في هذا المقال عن أنماط الوصف في النصوص.
أهم أنماط الوصف:
تعتمد أنماط الوصف على الموضوع ونوعيته، وأيضاً ما الغاية والهدف المراد توصيله من قبل الكاتب، حيث يختار الكاتب أحد هذه الطرق لوصف معلومته لأجل إيصالها للقارئ، وهذه الطرق هي:
النمط السردي:
وهذا النمط يستخدم كثيراً في عملية الوصف في القصص والروايات؛ حيث يتناول مجموعة أحداث ويقوم بسردها بطريقة تسلسلية تثير عنصر التشويق عند القارئ، وهذه الأحداث إمّا أن تكون من الواقع أو من الخيال، وهو نمط تفسيري يكثر فيه استخدام الأفعال خاصّةً بزمن الماضي والتي تضيف الحيويّة للنص بالإضافة لضمائر الغائب واستخدام الأسلوب الخبري الذي تغيب معه الجمل الإنشائية، واستخدام الكثير من أدوات الربط للزمان والمكان، هذا النمط يكسب القارئ مهارة التواصل مع الأحداث ومحاولة فهم المشكلة بصورة واضحة ومحاولة إيجاد حل لها.
النمط الوصفي البحت:
وهو يستخدم الوصف بجميع أشكاله الداخلي والخارجي والنفسي، يستخدم فيه الكاتب الكثير من العبارات الوصفية لأمور من الواقع أو من الخيال واستخدام الكثير من الصور البلاغية في اللغة بالإضافة للإكثار من الأفعال بزمن المضارع، ويثير التشويق عند القارئ والحس التذوق الفنّي كذلك.
النمط التفسيري:
أهمّ ما يقوم عليه هذا النمط هو جمع الظواهر الطبيعية وتحليلها وتفسيرها وشرحها وربطها مع الظواهر الأخرى في المجتمع، وهذا النمط يعتمد الموضوعية ويبتعد بشكل تام عن الذاتية، ويستخدم جمل قصيرة بطريقة منتظمة، ويكثر فيه استخدام أساليب الاستفهام والتأكيد والنفي التي تخلق جو علمي موضوعي للنص، وأكثر ما يستخدم هذا النمط في مجال التقارير العلمية، المقالات بمختلف مجالاتها والدراسات الجامعية والموسوعات، ويعتبر هذا النمط مهم في تلبية حاجة القارئ الثقافية والمعرفية، بحيث يعطي المعلومة بشكل مفسّر بالاعتماد على أسس ومراجع معتمدة.
النمط البرهاني:
يقوم الكاتب بهذا النمط بعرض فكرة إمّا تتفق مع رأيه أو تعارضه ولكن باستخدام الحجج والبراهين، فيكون نمط وصفها ليس اعتباطياً، ويكثر استخدام هذا النمط بالوصف في الخطب والمقالات والمحاضرات والندوات الثقافية والمناظرات والدراسات النقديّة، ويقوم بإعطاء أمثلة واقعية أو اقتباسات مباشرة إمّا لإثبات الفكرة أو نقضها، ويساهم هذا النمط على تشجيع القارئ على المناقشة والحوار ويشجعه على موافقة رأي الكاتب من خلال إقناعه بالحجج والبراهين.
النمط الإيعازي:
وهو يتناول شخص أو مجموعة من الأشخاص ويقوم بتقديم الوعظ والإرشاد والأوامر والنهي لهم بشكل مباشر، فهو يخاطب عقل القارئ وعاطفته أيضاً، ووصف الأمر بإيجابياته وسلبياته لاستمالة القارئ وتفعيل حس المسؤولية لديه، يكثر فيه استخدام الأفعال الاقتضائية أو الطلبية مثل: يلتزم، يتوجّب، يقتضي، أو أفعال التحذير والنهي والإغراء، فهي تساعد القارئ على فهم الأمور واكتشاف الصحيح والخاطئ منها وأخذ العبرة والاقتداء بشيء معين عن طريق تقديم النصائح والوصايا له.
النمط الحواري:
ويعتمد هذا النمط بالوصف عن طريق عمل حوار بين اثنين أو أكثر أو مناجاة وهي حوار بين الشخص وذاته، ومن خلال هذا الحوار الذي يجري بين الشخصيات تتوضّح للقارئ الكثير من الأمور المبهمة بالإضافة لتقديم وصف لهذه الشخصيات، يستخدم كثيراً في القصة والرواية والمقامة والمسرح، ويستخدم فيه جمل حوارية قصيرة مع علامات الترقيم المناسبة مثل: النقطتان الرأسيتان أو علامة الاستفهام أو الأقواس أو الشرطة، ويساهم هذا النمط بتقبّل آراء الآخرين والمشاركة والفهم.