من أجل إجراء البحث في الأدب المقارن يجب أن يتوافر في الباحث حزمة من الشروط الواجب توافرها فيه، وهذا بغية إجراء هذا البحث على أتم وجه، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن تلك الشروط وهي على النحو الآتي:
ما هي الشروط الواجب توافرها في الباحث بالأدب المقارن
تتوافر العديد من الشروط التي ينبغي توافرها في الفرد الذي يريد أن يجري المقارنة وهذا ما بين الآداب المختلفة والثقافات التي تمتلكها الشعوب، حيث تعتبر هذه الشروط بمثابة العدَّة للكاتب أو الأديب والتي تعمل في النهاية على مساعدته أو مساندته من أجل إجراء هذه المقارنة، وأهم تلك الشروط على النحو الآتي:
- أن يكون مُلم بالعديد من اللغات المختلفة: وليس هذا أن عليه أن يكون مُلم باللغات الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى، وإنَّما يجب عليه أن يكون مستطيع وقادر على أن يقرأ بتلك السهولة والسرعة فيما يخص النصوص الأدبية المختلفة، والتي يريد منها أن يعرف تلك الصلات فيما بينها.
- أن تتم المعرفة بأهم العلاقات: سواء كانت هذه العلاقات على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الفلسفي أو الديني أو العلمي أو الفني أو الأدبي بين تلك الفئة وغيرها، إذ أنَّ هنالك الكثير من العلوم والثقافات وكذلك المعارف التي تتصل بالأدب المقارن والتي لا يستطيع الأدب المقارن أن يجهلها بتاتاً.
- الإلمام بالمراجع العامة الخاصة بالآداب التي يتم المقارنة بينها: فالشخص الذي يعمل على دراسته العلاقات والصلات التي تكون ما بين الأدب العربي والأدب الفارسي على سبيل المثال ينبغي عليه أن يبحث بكل ما هو خاص باللغة العربية والنصوص التي تتضمنها وهذا في مختلف كتب الأدباء إلى جانب المؤرخين، والذين قد عمدوا إلى كتابة أعمالهم باللغة العربية والأشخاص الذين هم من الأصول الفارسية في ذات الوقت، ومن أبرز الأمثلة عليهم هو:” الطبري/ ابن المقفع/ ابن قتيبة”، وغيرهم.
- الاطلاع على مختلف الأحداث ذات الجانب التاريخي وهذا لتلك الفترة الزمنية أو ذلك العصر الذي يعمل على دراسته، ويتم هذا الأمر؛ بغية الربط ما بين هذه الأحداث ذات الجانب التاريخي للآداب المتنوعة والمختلفة والتي قد اتضحت وظهرت نتيجة لتلك الأحداث، وبهذا فإنَّه يطلع على مختلف النزاعات ذات المنحى السياسي على سبيل المثال وكذلك المحطات الخاصة بكل من الحرب والسلم التي قد شهدها ذلك العصر وعلى هذا النحو.