مستقبل الترجمة في العالم العربي أمر لا زال مجهولاً؛ والسبب في ذلك هو العديد من علامات الاستفهام المتواجدة حول الإحصائيات المقدّمة فيما يختصّ بالأعمال المترجمة، وكذلك طبيعة الأعمال المترجمة بذاتها، لذلك على الرغم من تعدّد الآراء والنظرات الإيجابية للترجمة ودورها الفعّال في عالمنا العربي، إلّا أنّ هذه العوامل وضعت علامات استفهام حول مستقبل الترجمة، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن هذه العوامل.
العوامل المؤثرة في مستقبل الترجمة
هنالك الكثير من علامات الاستفهام حول الأعمال المترجمة التي تقوم دور النشر بنشرها؛ فنجد أن بعض دور النشر تقوم بتقديم كتب مترجمة ولكنّها عديمة القيمة والفائدة، في المقابل نجد أنّ هنالك كتب ذات قيمة عالية، ولكن دور النشر لا تلقي لها أي اهتمام، وهذا أمر في قمة الأهميّة فيما يختصّ بالترجمة؛ فأساس الترجمة مبني على الدور الثقافي والتفاعلي الذي تلعبه في عالمنا العربي بشكل خاص والعالم كلّه بشكل عام.
ويرى البعض أن علاج لمثل هذا الأمر يكون في عمل اجتماعات بشكل دوري، تقوم هذه الاجتماعات على مناقشة أهم الأعمال المترجمة التي تقوم دور النشر بتقديمها، والقيام بعمل خطط مناسبة للترجمة، والقيام بتنسيقات تقدّم توجهّات صحيحة لها، ويجب أن تكون جهود دور النشر غير مبنية على العوائق الخارجية مثل: البحث عن الربح التجاري، أو البحث عن الكتب التي تناسب العصر كالكتب التي تتحدّث عن عالم الموضة على سبيل المثال، وهذا الأمر يكثر في دور النشر الخاصة.
هذا الأمر يعتبر تقليل من قيمة المترجم وإهدار لحقّه في اختيار الأعمال الجيّدة، ووضعه أمام خيارات محدّدة، بالإضافة إلى عدم التركيز على محتوى ما تقدمه هذه الكتب، وهذه تعتبر قضيّة جديدة تختصّ الثقافة العربية؛ فبذلك ومن خلال تقديم أسعار زهيدة الثمن مقابل هذه الأعمال المترجمة؛ فهي تفجع القرّاء للإقبال عليها فتقوم بتشويه الصورة الثقافية العربية.
كذلك الحال هنالك الكثير من العوائق السياسية التي تواجه الترجمة، فمن خلال فرض ثقافة المسموح وغير المسموح أصبحت الخيارات أمام المترجم محدودة ومحصورة، كذلك هنالك عوائق دينية تتمثّل في العلة والمعلول، وهنالك عوائق اجتماعية كذلك تفرضها اختلاف العادات والتقاليد المختلفة، وأخيراً عائق ثقافي يقوم على التقليل من معدّلات الترجمة بشكل عام. كل هذه العوامل تؤثّر سلباً على الترجمة، وتجعل من مستقبلها أمر غير مستقرّ.