ما هي دوافع المرأة للكتابة ومعوقات الإبداع لديها؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي علاقة المرأة بالكتابة عبر التاريخ؟

الكتابة النسائية نوع موجود من القدم، فالجميع يعرف الروايات الشهيرة بروايات ألف ليلة وليلة والتي كانت ترويها الأميرة شهرزاد، ولكنّها لم تكن موجود في التاريخ بكثرة؛ وهذا يعود لأن الكتابة تحتاج إلى أن تكون المرأة مثقّفة بشكل كبير ولديها إحاطة ومعرفة ببعض الأمور، وهذا لم يكن موجوداً عند النساء في القديم.

لكن هذا لا ينفي وجود شاعرات في القديم مثل الشاعرة المعروفة الخنساء والشاعرة ولّادة بنت المستكفي، لكن كان التركيز الأكبر على التدوين لأعمال الرجال أكثر من النساء، باعتبار وظيفة الكتابة قديماً وظيفة الرجال أمّا المرأة للإنجاب والمنزل وهذا من منطلق توزيع الأدوار في المجتمع، ويرى البعض أن العصور القديمة ظلمت المرأة أدبياً لإمكانيتها بالإبداع؛ وباعتبار الأدب رؤية إنسانية لا تميّز بين الذكر والأنثى.

ما هي دوافع المرأة للكتابة؟

هنالك العديد من الدوافع التي تحث المرأة للكتابة منها دوافع موضوعية وذاتية:

  • انتشار التعليم والثقافة فأصبحت المرأة عنصر مهم وفعّال بالمجتمع؛ ممّا دفعها لاتخاذ الكتابة كنوع من أسلحة التعليم.
  • تبدّل الأدوار فأصبحت المرأة بإمكانها أن تعبّر عن الرجل والرجل يعبّر عن المرأة، فاتخذّت المرأة الكتابة كنوع من التعبير عن ذاتها أو غيرها وعن رأيها الشخصي وعن صورتها وسيكولوجيتها.
  • تعتبر الكتابة نوع من أنواع التفريغ للمرأة التي طالما كانت في الظل عنها، فكانت تنشغل ببيتها وأطفالها ولم يتاح لها الفرصة لتعبّر عن ذاتها؛ فتعتبر الكتابة زاوية تبتعد فيها المرأة عن التوتر والإرهاق.
  • كثرة التجارب التي تعيشها المرأة وتدفق المشاعر والأحاسيس على العكس من الرجل، فأضافت المرأة بذلك النوعية في الكتابة عند تعبيرها عن التجارب الذاتية؛ فهذا النوع من التجارب يختلف عن التجارب التي يعيشها الرجل.

ما هي معوقات الإبداع لدى المرأة؟

هنالك الكثير من المعوقات التي تواجه المرأة وتدفعها للوصول لحد الإبداع في الكتابة، وهذه المعوّقات تتمثّل في كونها أنثى تختلف بطبيعتها عن الرجل:

  • محاولة الفصل القيسري الذي يكون بين أعمال المرأة وأعمال الرجل، ومحاولة إخراج الأدب النسائي من دائرة الأدب الرسمي.
  • المرأة عندما تكتب يكون تركيزها منصّب على التعبير عن ما في جعبتها من مشاعر وأفكار، ولا تفكّر كثيراً في منافسة الرجل في الأعمال الأدبية، الأهم لدى المرأة إتقان عملها ومشروعها.
  • معوقات اجتماعية وسيكولوجية وثقافية، حكمت عليها رؤية المجتمع للمرأة والتركيز على وظيفتها الأساسية التي ليس لها علاقة بالأدب والكتابة، ممّا أدّى إلى عدم انغماس المرأة بالثقافة بشكل كافي.
  • التركيز للكثير من النساء على إظهار الذات وإعطاء صورة لامعة عن الميزة الأنثوية لديهن على حساب الإبداع الأدبي.
  • سن المرأة المتأخر قد يكون عائقاً لها عن الإبداع في الكتابة؛ وذلك لأن المرأة مع تقدّمها في العمر تزيد مشاغلها ومسؤولياتها على عكس الرجل.
  • تركيز جمهور القرّاء أحياناً على الكاتبة نفسها وصورتها وجمالها أكثر من التركيز على عملها الأدبي.
  • تأخر حدوث الانفتاح للمرأة على العوالم الأخرى وانتشار التعليم، فكانت الكثير من الأمور تعتبر محرمات للمرأة.
  • التعرّض للتشويه والكلام ضد المرأة بكثرة؛ مّما يجعلها تركّز بما تكتب بشكل كبير.
  • العوامل النفسية التي تجعل المجتمع لا يحيّي المرأة لكونها كاتبة بل هنالك عوامل أخرى مثل: إجادتها لأعمال المنزل مثلاً.
  • تأثير الجسد الأنثوي على الكتابة ممّا يدفع بدور النشر الموافقة على الأعمال الأدبية النسائية لمجرّد صاحب العمل أكثر من العمل نفسه.
  • منافاة طبيعة المرأة مع عنصر الصدق بالأدب، بمعنى المرأة لا تستطيع مثلاً أن تكتب سيرة ذاتية صادقة تماماً؛ وذلك لخوفها من المجتمع وهذا ينافي عوامل الإبداع الأدبي.

شارك المقالة: