الكتابة النسائية في الحاضر:
الكتابة النسائية ويسميها البعض بوح الأنوثة، تعتبر الكتابة النسائية في وقتنا الحاضر أمر شائع كثيراً، وذلك على خلاف الكتابة في الماضي التي لم تظهر فيها الكتابة النسائية إلّا بشكل قليل، فكانت النساء التي تمارس الشعر والكتابة نسبة قليلة جدّاً؛ وذلك لعدّة أسباب منها عدم أخذ الحرية الكاملة للمرأة، أمّا العصر الحالي فهو عصر حرية المرأة، فأصبحت المرأة تمارس الكتابة والشعر والنثر، سنتحدّث في هذا المقال عن الكتابة النسائية في الماضي والحاضر.
الفرق بين الكتابة النسائية بين الماضي والحاضر:
- في العصور القديمة كانت الكتابة النسائية تابعة للرجل، وحتّى إن كان لها المجال بالكتابة ووصف مشاعرها، كانت لا تكون مشاعر كاملة وجريئة، وكانت كذلك تعتمد على المرحلة العمرية؛ حيث تعتبر المرأة الصغيرة بالعمر لا تمتلك حرية التعبير، أمّا عند وصولها لسن كبيرة مثل سن اليأس فيمكنها الكتابة والتعبير، وهذا على العكس من الوقت المعاصر التي أصبحت المرأة تكتب بأي عمر، فقط عندما تمتلك الموهبة وتشعر أن لديها ما تكتب عنه.
- في العصر القديم لم يكن الاختلاط مسموحاً أو وارداً، لذلك كانت السيطرة للمجتمع الذكوري، أمّا في وقتنا الحالي فأصبحت المرأة تخوض كل مجالات العمل، وأصبحت شبه متساوية في الحقوق مع الرجل بالاختلاط وتشاركه التحديات نفسها.
- المحدودية فكانت الكتابة النسائية قديماً محصورة في الرثاء فقط مثل رثاء الشاعرة المعروفة الخنساء، أمّا في الوقت الحالي فالمرأة تكتب بالرثاء والمدح والنثر وفي جميع المجالات الأدبية، وكانت تفوق الرجل وهي أكثر إبداعاً في الغزل كون المشاعر لديها تفوق العقل.
- في العصر القديم كانت المصادر التي تعتمدها المرأة تقتصر على ما تشاهده فقط، فلم يكن لديها الفرصة لأخذ مصادر من كتب أو مواقع إلكترونية مثلاً كما في العصر الحالي؛ فالمرأة الآن تعتمد في الكتابة على الخلفية الثقافية التي تمتلكها.
- الممارسات القديمة التي كانت تمارس ضد المرأة كالعنف والاضطهاد والقمع والاستغلال، أمّا العصر الحديث فهو عصر منصف للمرأة حيث أعطاها الحرية والحقوق الكاملة؛ فكانت المرأة قديماً شخص لا يستطيع المطالبة بحقوقه كونها لا تمارس أي مسؤولية اجتماعية أو حضارية.
- المرأة قديماً كانت شخص مهمّش حضورياً؛ حيث كانت تقتصر وظيفتها على الاعتناء بالأولاد والمنزل فقط، فلم يكن أمراً مهمّاً لها أن تتعلّم وتبحث بل كان هذا الامر للرجال فقط، فكانت النساء اللاتي يكتبن الشعر سواء في العصور العباسية أو ما قبلها من النساء المميّزات.
- أمّا العصر الحديث وابتداءً من حدوث النهضة العربية وامتزاج العرب بالثقافات الغربية المتنوّعة، وتطوّر الصحافة والمدارس والمعاهد والاهتمام بترجمة الكتب الغربية، فأصبح للكتابة النسائية حضوراً كبيراً، وقامت المرأة بالاندماج بعالم الكتابة وأصبح هنالك صالونات نسائية للكتابة مثل صالون نظلة فاضل، والذي كان يقام به الكثير من الندوات الأدبية والمناقشات الشعرية، وظهر كذلك الكثير من الأدباء الذين يدعون لحرية المرأة ومن أشهرهم: قاسم أمين، سعد زغلول، محمد عبده وغيرهم.