ما هي صعوبات الترجمة العلمية؟

اقرأ في هذا المقال


مع تعدّد مجالات الترجمة نشأ ما يسمّى بالترجمة العلمية، وهي عبارة عن ترجمة متخصّصة تقوم بنقل المواد العلميّة من لغتها الأصلية إلى اللغة الأم، ولكن الترجمة العلمية لم تكن تتم عن طريق الترجمة اليدوية أو البشرية فقط، بل نشأت الكثير من المواقع الإلكترونية التي ساهمت في سرعة الترجمة؛ وبسبب كثرة هذه المواقع نشأت صعوبات كثيرة في مجال الترجمة العلمية، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم هذه الصعوبات، وعن العوامل التي ساهمت في وجودها.

صعوبات الترجمة العلمية

بسبب انتشار المواقع الإلكترونية التي تقوم بمهمة الترجمة العلمية؛ نشأت صعوبات في مجال الترجمة الركيكة؛ والسبب في ذلك هو أنّ هذه المواقع تعتمد مبدأ الترجمة الحرفية، وتظل الترجمة البشرية هي من أفضل وأجود أنواع الترجمة؛ وذلك لسلامتها من الأخطاء وبسبب الجهود التي تبذل في سبيلها، ولكن مع التمييز بن إيجابيات وسلبيات الترجمة البشرية والآلية، وجد بأنّ المترجم يمكنه إنتاج نص علمي مترجم باحترافية عند دمجه لهذين النوعين، فيقوم بترجمة النص بحرفية، ومن ثم يقوم بمراجعته بنفسه.

نشأت الترجمة العلمية قبل ما يقارب 100 عام على يد المترجم (شيشرون)، والذي كان يقوم بترجمة الرسائل العلمية بين الملوك، وكان المترجم في وقتها يبذل الكثير من الجهود، ويستغرق الوقت الطويل في مجال الترجمة، وبما أن جودة الترجمة العلمية تعتمد بشكل رئيسي على المترجم؛ فأهم العوامل التي تختصّ على المترجم وتشكّل صعوبة في الترجمة العلمية هي:

  • فاعلية المترجم وكفاءته اللغوية، وهذه من أهم العوامل التي تحدّد مدى صعوبة ترجمة المصطلحات العلمية أو سهولتها؛ فعلى المترجم أن يكون لديه دراية كافية في مجال اللغتين المصدر والهدف.
  • مدى تحيّز المترجم لصاحب النص الأصلي؛ فأحياناً حب المترجم لهذا الكاتب أو عدمه يحدّد مدى رغبته في ترجمة النص؛ ولأنّ من المعروف أن إنساب النص لصاحبة الأصلي هو من أهم شروط الترجمة العلمية.
  • طبيعة لغة النص؛ فأحياناً تكون لغة النص العلميّة غير واضحة أو مفهومة؛ فيوجد في العالم أكثر من سبع آلاف لغة، وتكون اللغة المستخدمة أحياناً لا يتوفّر لها أي كتب أو قواميس خاصّة بها، أو حتّى وسائل تعليمية تحاول توضيحها بشكل مفهوم للمترجم، ومن المعروف أن أكثر اللغات استخداماً ووضوحاً في مجال الترجمة العلمية هي اللغة الإنجليزية.

كيفية التغلب على صعوبات الترجمة العلمية

إذا كان المترجم يسعى للوصول إلى الاحترافية؛ فبإمكانه أن يتبع مجموعة نقاط تساعده في تخطّي أهم الصعوبات التي تواجهه في مجال الترجمة العلمية، وتضمن له نتاج نص علمي مترجم بشكل احترافي وعالي الجودة، ومن أهم هذه النقاط هي ما يلي:

  • من أهم النقاط التي تساعد المترجم في التخلص من الترجمة الركيكة هي ابتعاده قدر الإمكان عن المواقع الإلكترونية، وإن كان ولا بد الاستعانة بها؛ فعلى المترجم أن يحاول عدم الاستعانة بها بشكل كامل، وأن يقوم كذلك بمراجعة ما تم ترجمته عبر هذه المواقع بنفسه.
  • أن يمتلك المترجم التخصّص في مجال اللغتين لغته الأم، بالإضافة إلى اللغة التي يريد الترجمة منها أو لغة المصدر، ويجب أن تكون نسبة تعلّمه لهاتين اللغتين ومدى إتقانه لهما بالدرجة ذاتها.
  • أن يكون المترجم على دراية تامّة بأهم خطوات الترجمة اليدوية أو البشريّة؛ وهذا من أجل أن يلجأ لها دائماً في ترجمته، وعليه أن يدرك أنّه لا قيمة لسرعة ترجمة المواقع الإلكترونية، لأنّها قد تعرّضه للكثير من الأخطاء والركاكة في اللغة والتعبير.
  • من أهم النقاط التي تساعد المترجم تخطّي جميع صعوبات الترجمة العلمية هي كثرة قراءته للكتب العلمية باللغتين التي يستخدمهما في الترجمة، بالإضافة إلى مشاهدة الكثير من الأفلام والبرامج الوثائقية حول موضوع الترجمة، خاصّةً التي يتم ترجمتها بشكل مرئي.
  • من ضمن النقاط التي تساعد المترجم بتخطّي صعوبات الترجمة العلمية هي اختياره للمجال الذي يريد الترجمة به؛ والسبب في ذلك هو أن مجالات العلوم متعدّدة ومختلفة، وأن المترجم عند اختياره لمجال محدّد فهذا سيساعده على التركيز على هذا المجال، والإلمام بكل حيثيّاته، وبالتالي سيضمن لنفسه أن يصل لمرحلة الاحترافية في هذا المجال.
  • لا مانع كذلك من تواجد الخبرة لدى المترجم، بمعنى أن يكون المترجم قد عمل في مجال الترجمة العلمية سابقاً، بالإضافة لامتلاكه بعض الصفات الشخصية كأخلاقيات المهنة مثل الأمانة والصبر.

المصدر: دليل الترجمة العلمية والمصطلحات/ماجد سليمان/2009أصول الترجمة/حسيب إلياس/2013الترجمة العلمية/بشير العيسوي/2001الترجمة العلمية ومتطلبات التعريب/2006


شارك المقالة: