في الزمن القديم كان فن الترجمة موجود ولكن بأنواع محدّدة، وكانت أعمال الترجمة قليلة، ولكن مع مرور الحقب الزمنية أصبحت الترجمة تتطوّر ويزداد الاهتمام بها بشكل أكثر؛ نظراً للحاجة المستمرّة والمتزايدة لها، وظهر كذلك مصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة، وهذا المصطلح يعتبر جزء بسيط من الترجمة، ولم يكن بالقضية ذات الأهميّة، ولكن نظراً لأهميّة نقل الموروث التاريخي أصبحت الحاجة لهذا المصطلح حقيقيّة، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهمية هذا المصطلح وما هي عوامل الحاجة له.
عوامل الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة
من أجل أن يتم اعتماد هذا المصطلح كمصطلح يختصّ بالترجمة؛ فيجب أن يتم اعتماد لغة معتمدة في حقب تاريخية محدّدة، بالإضافة إلى أن يكون هنالك مبرّر آخر يوضّح بأنّ لغة هذه الحقب التاريخية غير مفهومة للآخرين، وعندما يريد المترجم أن يتقبّل هذا المفهوم؛ فعليه أن يجد نصوصاً مكتوبة بلغة تلك الحقب التاريخية.
على سبيل المثال هنالك الكثير من النصوص القانونية التي تم كتابتها في التاريخ القديم، بالإضافة إلى النصوص الأدبية مثل الأعمال الأدبية للكاتب الشهير تشوسر أو رونالدو وغيرهم الكثير، وهنالك نصوص دينية مكتوبة تحكي عن التقاليد والأعراف والشعائر الدينيّة، ولكن أكثر الأعمال والنصوص التي تخضع لمصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هي الرسائل أو المخطوطات أو ما يسمّى بقوائم الجرد؛ والسبب في ذلك هو قيمتها الأدبية التاريخية العظيمة.
ومن ضمن العوامل التي تزيد من الحاجة لمصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هي الأسلوب الذي تستخدمه من أجل حفظ النصوص المكتوبة؛ فالأسلوب الذي تستخدمه الترجمة التاريخيّة لحفظ النصوص أسلوب فريد ومميّز وليس من السهل أن يتم العثور عليه؛ ممّا يزيد من أهميّة النص وقيمته، وحتّى عند إيجادها فليس من السهل أن يعرف ما هو مصدر مخطوطات هذا النص أو إلى أي مصدر يعود.
ومن العوامل كذلك أنّ الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة لا يمكن أن توضّح مصادر الأعمال التي تقوم بها، وهذا الأمر الي يتعارض مع الترجمة العاديّة؛ حيث تقدّم الترجمة العاديّة المصادر للأعمال التي قامت بترجمتها، أمّا الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة فتسمّى تفسير أو نقل أو تحديث فقط.