اقرأ في هذا المقال
- تفسير مفردات مثل “حال الجريض دون القريض”
- فيم يضرب مثل “حال الجريض دون القريض”؟
- من هو أول من قال مثل “حال الجريض دون القريض”؟
- قصة مثل “حال الجريض دون القريض”
تتسم الأمثال بالميل الواضح إلى القصر والإيجاز في معظمها؛ وذلك لأن العرب قد طُبعوا على الإيجاز، لا الإطناب، ولأن الأمثال أسرع إلى الحفظ، وهي أشيع في البقاع، وأكثر ما تكون هذه الأمثال موجزة، ومتضمنة حكمة مقبولة، أو تجربة صحيحة، تمليها عليها طباع العربي بلا تكلف، وإنما يؤتى بها في كلامهم كالملح في الطعام، وقد تمثل بها بعض المسلمين في الصدر الأول.
تفسير مفردات مثل: “حال الجريض دون القريض”
أما الجريض، فهو: الغصة من الجرض، وهو الريق يُغصّ به، إذ يُقال يجرض بريقه، أي يبتلع ريقه على هم وحزن، ويقال مات فلان جريضًا، أي مغمومًا، والقريض: الشعر، وأصله جرة البعير، وحال، أي: منع، وقال نور الدين اليوسي، في “كتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم”: إن الجرض في معناه هو الريق يغص به، أي يبتلعه بجهد ومشقة نتيجة للحزن والهم، والجريض هو الاختناق بالريق حتى الموت، والقريض: هو الشعر.
فيم يضرب مثل: “حال الجريض دون القريض”؟
حال الجريض دون القريض هو مثل يُطلق على الذي يتحقق له الأمر الذي يريده، أو ما يطمح إليه، غير أن هذا يحصل بعد فوات الأوان، وبُعيد أن أصبح ذلك الحلم أو تلك الغاية ليس لها أي تأثير أو فائدة، وقد أطلق هذا المثل العرب، كما رويت له العديد من الروايات، إحداها في كتاب: ” زهر الأكم في الأمثال والحكم”، لمؤلفه نور الدين اليوسي، والمعنى من المثل أنَّ الاختناق بالريق هو السبب في منع من قول الشعر، فيضرب في كل أمر يعوق عنه عائق.
من هو أول من قال مثل: “حال الجريض دون القريض”؟
يُقال إن أوّل من قال هذا مثل “حال الجريض دون القريض”، هو جوشن الكلابي، وكان والده قد منعه من نظم الشعر؛ فحزن ومرض؛ فلان قلب أبيه له ورقّ، وقد رأى فلذة كبده يشرف على الموت، فقال له: يا بنيّ، انطق بما أحببت، فقال: هيهات، يا أبي، “حال الجريض دون القريض”، وأنشد: “عذريك من أبيك بضيق صدري فما تغني بيوت الشعر عني”.
قصة مثل “حال الجريض دون القريض”:
يرجع أصل مثل “حال الجريض دون القريض”، إلى أن رجلًا كان له ابن نبغ في الشعر، فنهاه أبوه عن ذلك، أي عن إلقاء الشعر والتفوه به، فجاش به صدره، أي اغتم الولد وحزن، على ما أمره به والده، من ترك للشعر، ومرض حتى أشرف على الهلاك، فأذن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول، إذ ما عاد قادرًا ولا راغبًا في نظم الشعر، وقد أشرف على الهلاك، وقيل أيضًا إن أول من قاله هو: عبيد بن الأبرص حين وفد على الملك النعمان في يوم بؤسه وأيقن بالموت وقال له النعمان: أنشدني! فقد كان يعجبني شعرك فقال عبيد: حال الجرض دون القريض.