طرفة بن العبد
هو عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبيعة …البكري من بني وائل وينتهي نسبه إِلى بني عدنان.وخاله هو جرير بن عبد المسيح المعروف بالمتلمّس،الذي أُعتبر أَشعر القلّين في الجاهليه هو والمسيّب بن علس ،وحصين بن الحُمام المرّيّ.وطرفة لقب أطلق عليه وأَختلف النقاد في تفسيره،وذهب آخرون أَنَّه لقّب بذلك إاشتقاقآ من “الطرفاء” وهو من شجر يقال له الأَثل.ولد الشاعر كما رجّح بعض الدارسين سنة543م، ولكنَّه لم يعمر، والمعروف من نشأَة طرفة، أَنَّ أَباه مات وطرفة صغير، وأَبى أَعمامه أَن يقسموا ماله أَو يردوا له ولأمِّه وردة وأَخيه معبد وأخته الخرنق ميراثهم وحقّهم، فأَثار هذا حفيظة الفتى اليتيم فقال مهددآ:
ماتنظرون بحق وردة فيكم *** صَغُرَ البنون ورهط وردَةَ غُيّبُ
قد يبعث الأَمر العظيمَ صغيرهُ *** حتى تظلَّ له الدِّماءُ تَصَبَّبُ
وقد قال هذا الشعر ولم يبلغ مبلغ الشباب ـــــ دليل ساطع على الجرأة والشاعرية المبكرة في آن، أمّا شاعريته فعنوان نبوغ كان ولا يزال موضع تقدير الأدباء.أمّا وفاته فقد قتل وهو في مقتبل العمر حتى لقِّب بالغلام القتيـل فقد قتل بأمر الملك عمرو بن هند سنة 569م وكان لا يزال شابآ،ولا يتجاوز عمره السادسة والعشرون، ودليل ذلك رثاء أخته الخرنق حين قالت:
عَددنا له سِتَّآ وعِشربنَ حجَّةً ****فلّمَّا تَوفّاها، استوى سَيداً ضخما
مختارات من شعر طرفة بن العبد في الغزل
قال طرفة يذكر أَطلال “خولة” الكليبية، ويتغزَّل بها في قصيدة (وفي الحيّ أَحوى):
لِخَولَة أَطلاَلٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ تَلوحُ كَباقِي الوشمِ في ظَاهِر اليَدِ وُقُوفاً بِها صَحبي عليَّ مَطِيّهُم يقولون: لا تَهلِك أَسىً وتَجلَّـــــدِ كأَنَّ حُدُوجَ المالكية غُدوَة خَلايا سَفينٍ بالنواصِفِ من دَدِ وفي الحيّ أَحوى يَنفُضُ المردَ شادِنٌ مُظاهِرُ سِمطي لُؤلؤٍ وزَبرجَدِ
وقال طرفة ينسب بمحبوبته”سلمى”ويذكر الشاعر المرقش الذي فُجع بمحبوبته “أسماء” حين زوِّجت بغيره، في قصيدتة (الموت أَشقى):
وَأَنَّى اهتَدَت سلمى وَسائلَ بَيننا بَشاشَةُ حُبٍ باشَرَ القَلبَ دَاخِلُه وَكَم دونَ سَلمى مِن عَدوٍ وَبلدةٍ يَحارُ بها الهادِي الخَفيفُ ذَلاذِلُه يَظَلُّ بِها عيرُ الفلاةِ كأَنَّهُ رَقيبٌ يُخافِي شَخصهُ وَيُضَائِله
وقال طرفة يشبِّب بمحبوبته “هر” ويذكر رحيلها وما أحدث في نفسه من ألمٍ في قصيدة (وإِذا تَلسُنُني ألسُنُها):
أَصَحَوتَ اليومَ أَم شاقَتكَ هِر ؛ ومِيض الحبِّ جُنونٌ مُستَعِر لا يَكُن حُبُكِ داءً قَاتِلآ ، ليسَ هَذا مِنكِ ،ماوِيَّ ،بِحر كيفَ أَرجو حُبَّها،من بعدما عَلِقَ القلبُ بِنُصبٍ مستَسِر