الشاعر الأعشى: هو ميمون بن قيس، وإنَّما سُمي الأعشى لضعف بصره، ولأجل ذلك كان يسمَّى بأبي بصير وقد تبين لنا من أخباره ومن اسمه”صَنَّاجة العرب”أَنَّه انتقل بالشعر الجاهلي نقلة، فإنَّ كلمة صَنَّاجة تعني أَنَّه كان يتغنَّى بشعره، وقد عاش الأعشى في أَواخر العصر الجاهلي، وكل ما يقول الرواة أَنَّه وُلد بمنفوحة في اليمامة وأَنَّ أَباهُ كان يُلقَّب بقتيل الجوع .
وللأَعشى ديوان كبير نشرهُ جاير في لندن سنة 1928م وقد اعتمد في نشره على مخطوطة في الأسكوريال برواية ثعلب المتوفي سنة 291 للهجرة ، كما يمتاز الأَعشى بكثرة قصائده الطويلة، كما يمتاز بكثرة تصرُّفه في فنون الشعر من مديح وهجاء وفخر ووصف وخمر وغزل، وقد كان واضح في شعره المبالغة في المديح ، ورقَّة اللهجه من ذوق يخالف ذوق الجاهلين وهو ذوق جاءه من طول اختلاطه بأَهل الحضر، ولا ننسى أَنَّه صاحب البيت المشهور في معلقتة يقول في مطلعها: وَدِّع هُريرَةَ إنَّ الرَّكبَ مُرتَحِلُ****وهل تطيقُ وداعاً أَيها الرَّجُلً.
شعر الأَعشى (ميمون بن قيس) في الغزل.
فقد قال الأَعشى في محبوبته “قتيلة” في قصيدة (صـــحا القـــــــــلب):
صَحاالقٌلبُ مِن ذكرَى قُتَيلةَ بَعدَما يَكُونُ لهَا مِثلَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ لها قَدَمٌ رَيّا،سِبَاطٌ بَنَانُها، قدِاعتدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوراً عَلَيهما، إلى مُنتَهَى خَلخالِها المُتَصَلصلِ إذا التُمِسَت أُربِيَّتاها تَسانَدت لهَا الكَفُ في رابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ إلى هَدَفٍ فيه ارتفاعٌ تَرى لهُ من الحُسن ظِلاًّ فوقَ خَلقٍ مُكمَّــلِ إِذا ما علاهَا فارِسٌ مُتَبَذِّلٌ، فَنِعمَ فِراشُ الفارِسِ المُتَبَذّلِ يَنُوءُ بِها بُوصٌ، إذا ما تَفَضَّلتْ تَوَعّبَ عَرضَ الشَرعبيّ المُغَيَّلِ رَأَيتَ الكَريمَ ذا الجَلالةِ رَانِياً، وَقَد طارَ قَلبُ المُستَخَفّ المُعَذَّلِ
وقال الاعشى في “هريرة” _قينة كانت لبشر بن عمرو بن مرئد
وَدِّعْ هُريرةَ إِنَّ الرَّكبَ مُرتَحِلُ وَهَل تُطيقُ وَدَاعاًأَيُّها الرَجُلُ غَرَّاءُ فَرعاءُمَصقُولٌ عَوارِضُها تمشِي الهُوَينَى كَما يَمشِي الوجي الوَحلُ كأَنَّ مشيتَهَا مِن بيتِ جارَتها مشي السَّحابة لا خوفٌ ولا وجلُ لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرا طَلعَتَهَا وَلَا تَراها لِسرِّ الجَارِ تَختَتِلُ صَدَّت هُريرَةَ عَنّا ما تُكَلِّمُنا جَهلاً بأمِّ خُليدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ أَأَنْ رأَت رَجُلاًأَعشى أَضرَّ بِه رَيبُ المَنُونِ ودَهرٌ مُنفِدٌ خَبِلُ قالت هُريرَةُلَمَّا جِئتُ زائِرهَا ويلي عَليكَ وويلي منكَ يا رَجُلُ