المتنبي هو شاعر عربي مشهور من العصر العباسي في بلاط البلاط الأمير الحمداني سيف الدولة في حلب وله 300 ورقة شعر توجد كمخطوطات في المتاحف أو المكتبات العربية، كما قد أكسبه أسلوبه الشعري شعبية كبيرة في عصره ولا تزال العديد من قصائده لا تقرأ على نطاق واسع في العالم العربي اليوم فحسب، بل تعتبر مضرب المثل وتتوافر على شكل مخطوطات في المتاحف وعلى الإنترنت.
مخطوطة ديوان المتنبي
تتكلم مخطوطات المتنبي عن الشجاعة وفلسفة الحياة ووصف المعارك كواحد من أعظم الشعراء واكثرهم شهرة وتأثيراً في اللغة العربية، ترجم الكثير من أعماله إلى أكثر من 20 لغة في جميع أنحاء العالم، وموهبته العظيمة جعلته قريباً جداً من العديد من القادة في عصره الذين امتدحهم مقابل الحياة والمال والهدايا ومع ذلك، أدت طموحاته السياسية في نهاية المطاف إلى توتر علاقاته مع رعاته.
كانت مخطوطات المتنبي نعكس صورة صادقة لزمنه وتضج بالعلم والفلسفة، كما كانت تتميز بقوة الخيال، وتم كتابة مخطوطة ديوان المتنبي بواسطة الحبر والذهب والألوان المائية غير الشفافة على الورق، وتم تجليد المخطوطة عن طريق جلد معاصر مصنوع من الذهب والمكفوف، وهي مؤرخة في منتصف ربيع الأول (أوائل يوليو 1313 م)، 4 ربيع الثاني (29 يوليو 1313) و714 هـ، وتوجد حالياً في ناخجوان، إيران، وتتكون مخطوطة ديوان المتنبي من صفحة 29× 18.5 سم 161.
المخطوطة مقسمة إلى جزأين يحتوي كل منهما على صفحة عنوان (الورقتان 1 ب و74 أ) وبيانات النسخ ووقع الناسخ على نفسه بأبي المحاسن محمد بن سعد بن محمد المقلب بابن السافجي، ويذكر أنه كتبه لابنه الحبيب من الواضح أنه كان من أقرباء الوزير المغولي، سعد الدين السافجي، أحد زملاء ومنافس راشد الدين الذي تم إعدامه في شوال 711 هـ أي (فبراير 1312)، وبسبب وصمة عار هربت عائلته إلى شمال إيران، هذا يفسر بلا شك سبب نسخ ابن السافجي لهذه المخطوطة في مدينة ناخجوان النائية على الرغم من زخارفها الرائعة قد تكون أضيفت في بغداد عند عودته إلى الجميل .
تحتوي صفحة العنوان (الصحيفة 1-أ) على لوحة مركزية من الذهب على لون أزرق لازورد عميق مع نقش إهدائي على أرضية من اللفائف الحلزونية الضيقة، وهو ما يعادل أفضل عمل بغداد في أوائل القرن الرابع عشر، القصائد الكاملة مرتبة ترتيباً زمنياً تقريباً بدلاً من الترتيب الأبجدي الصارم المعتاد ومع ذلك، فقد تم وضع النص بشكل جميل مع توفير كامل للمسارد الهامشية والداخلية.