اقرأ في هذا المقال
رواية السكرية
هي الرواية الثالثة والأخيرة من ثلاثية القاهرة التي قدمها الأديب المصري نجيب محفوظ، حيث تدور أحداثها في حي السكرية، وهي امتداد الروايتين السابقتين من أجزاء هذه الثلاثية التي تتحدث عن عائلة أحمد عبد الجواد، حيث أنّه في هذا الجزء يتطرق للحديث عن الابن كمال والحال التي أدخل نفسه فيها من للتفكير في عالم الوجوديات والفلسفة، وأيضا تتناول أولاد خديجة الثلاث وكيف كل منهم اختار مسار حياة يختلف عن شقيقه، ويذكر أن هذه الرواية كانت قد صدرت في عام 1957، وبعد مرور ما يقارب خمسة وستين عاما وتحديدا في عام 2022 قامت مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة وطباعة ونشر هذه الرواية التي كانت من أهم الأسباب في نيل محفوظ جائزة نوبل في الأدب التي حظي بها في عام 1988.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- السكرية
ملخص الرواية
رواية السكرية هي الجزء الثالث والأخير من ثلاثية القاهرة التي قدمها الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ، حيث أن هذا الجزء يحمل اسم ذلك الحي الموجود في مدينة القاهرة والذي تدور كل أحداث هذه الرواية بين جنباته وجدرانه، كما أنّ هذه الأحداث تبدأ بعد نهاية أحداث رواية قصر الشوق بثماني أعوام والتي تدور حول الجيل الجديد الذي دخل على عائلة أحمد عبد الجواد، وهم جيل الأحفاد من أبناء بناته وأولاده، فتظهر عليهم علامات الانفتاح والتحرر والتوجه نحو تبني الحراك السياسي في الشارع المصري، كما تتغير عندهم نظرتهم تجاه الحركة الأدبية والفكرية وخصوصا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وهذا ما نلمسه عند كل من أولاد خديجة “أحمد وعبد المنعم”، فأحمد هو من يتبنى الفكر الشيوعي، بينما عبد المنعم يتجه نحو تبني والالتحاق بالإخوان المسلمين، وأما الابن الثالث لخديجة والذي يدعى رضوان، فيسير على طريق ثالثة ليست كطريق أخويه أحمد وعبد المنعم، وهنا يتعرف على أحد الرجال الأغنياء والذي ينشط في مجال السياسة، فتصبح علاقتهم قوية لدرجة أنّه يقوم بتعيينه ليقوم بوظيفة سكرتير لأحد الوزراء، وهنا تنقلب حياته رأسا على عقب، حيث المال الكثير والسهرات والرحلات، وهذا ما يجعل منه شخصا وكأنه ليس أحد أبناء خديجة أحمد عبد الجواد، فتصرفاته وتوجهاته ليس كتصرفات وتوجهات كل من شقيقيه أحمد وعبد المنعم.
بينما يستمر الدور الكبير الذي قدمه كمال في الأجزاء السابقة من هذه الثلاثية، ولكن بطريقة مغايرة ومعاكسة لما كان عليه فيها، حيث يدخل نفسه في عالم التخيل والتساؤلات والحيرة، وهنا يقوم بطرح العديد من الأسئلة ذات الطابع الفلسفي والوجودي، وهذا ما يؤدي به إلى مزيد من التفكير الذي لا ينتهي، فكل سؤال يتبعه العديد من الأسئلة، وأما عائشة فتنقلب احوالها وظروفها الحياتية والمعيشية، فبعد أن كانت ذات جمال وبهجة وإقبال على الحياة فجعت بمرض زوجها وابنيها الذين أصيبوا بمرض التيفوئيد، فانقلبت حياتها رأسا على عقب، فأصبحت شاحبة الوجه دائمة الحزن والبكاء على ما أصابها من هم وحزن على زوجها وأولادها الذين توفوا بسبب هذا المرض.
مؤلف الرواية
تقلد الأديب نجيب محفوظ العديد من المناصب ما بين عام 1938 وعام 1971، حيث كان أول منصب يقوم به هو سكرتير في وزارة الأوقاف المصرية، وكان ذلك ما بين عام 1938 وعام 1945، وفي عام 1954 تسلم منصب رئيس مؤسسة القرض الحسن في نفس الوزارة، وبعدها تم تكليفه ليقوم بوظيفة مدير مكتب وزير الإرشاد، وبعدها شغل منصب مدير الرقابة في وزارة الثقافة المصرية على المصنفات الفنية، وفي عام 1960 شغل منصب المدير العام لمؤسسة دعم السينما، حيث بقي في هذا المنصب قرابة الثلاثة أعوام، وبعدها تم تكليفه ليقوم بوظيفة مستشار في المؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وأما آخر منصب قام به فهو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما وكان ذلك ما بين عام 1966 وعام 1971.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “واسترقت النظر إلى عائشة؛ لترى وقع إجابتها اللطيفة؛ إذ إنها باتت من شدة الخوف عليها وكأنما تخافها، ولكن عائشة كانت مشغولةً في تلك اللحظة بالتطلع إلى مرآة فوق نضد بين حجرة السيد وحجرتها. لم تزايلها عادة التطلع إلى المرآة، وإن لم يعد لها معنى، وبمرور الزمن لم يعد يروعها منظر وجهها الضحل”.
2- “فقال ياسين بلهجة من يأمل في إنهاء الموضوع: أريحوا أنفسكم فالكلمة الأخيرة لبابا .. وزعت أمينة فناجيل القهوة. واتجهت أعين الشباب إلى حيث جلست نعيمة لصق أمها. قال رضوان لنفسه: بنت لطيفة وجميلة، ليته كان في الإمكان أن أصادقها وأزاملها، لو مشينا في الطريق معا لاحتار الرجال أيُّنا الأجمل”.
3- “يا مقطوع اللسان، هكذا قالت خديجة لنفسها، يفتح المواضيع الخطيرة وهو في غفلة عن نتائجها، يا له من موقف! كريمة ابنة ياسين وأخت رضوان صاحب الفضل، لعله لا يكون لهذا القلق من سبب إلا الوهم! ولكن لماذا تكثر زنوبة من زيارتنا جارة في يدها كريمة”.