اقرأ في هذا المقال
رواية اللص والكلاب
تعتبر هذه الرواية من الروايات الفلسفية التي بدأ نجيب محفوظ الكتابة فيها منذ عام 1961، فتنقل لنا مجموعة من الأحداث مع أحد الأشخاص بعد خروجه من السجن، وكيف تغيرت أحواله من زيادة الحقد على كل من خانه وتخلى عنه، ليحاول فيما بعد قتلهم جميعا دون أن يتمكن من تحقيق مراده، فأصبح مطلوبا بسبب قتلة أبرياء لا علاقة لهم بقصته، ليجد نفسه أخيرا وقد قبض عليه وأدخل السجن من جديد، ويذكر أنّ هذه الرواية قد تم إعادة طباعتها ونشرها من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها في عام 2022.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- تكونت هذه الرواية من ثمانية عشر فصلا
ملخص الرواية
تعتبر هذه الرواية التي رأت النور في عام 1961 الرواية التي بدأ من خلالها نجيب محفوظ مرحلة جديدة من نمط رواياته التي بدأها بالثلاثية التاريخية وبعدها الرواية الواقعية، فكانت هذه الرواية نقطة البداية في الرواية الفلسفية والتي تبعها العديد من الروايات التي تأخذ نفس المسار والمضمون، حيث أنّ هذه الرواية تناقش موضوعات مهمة كالموت والوجود، فحاول مؤلفها أن يبحث فيها عن العدل الضائع والذي فقده كثيرا من الناس، فمن خلال هذه الرواية حاول محفوظ أن يسلط الضوء على الواقع المجتمعي ليس من ناحية نقل الوقائع كما كان في الروايات السابقة، وإنما تعدى ذلك من خلال إدخال النقد ومحاولة الإصلاح عليها.
سعى محفوظ من خلال هذه الرواية إلى طرح مجموعة من الأسئلة الفلسفية العبثية عن الحياة التي يعيشها بطل هذه الرواية، حيث يحاول أن يجعل هنالك معنى وهدف من هذه الحياة، ولكنه يفشل في كل مرة ليصل في النهاية إلى إعلان اليأس والتراجع عما يسعى إليه، لأنه أصبح على قناعة أن هذه الحياة لها أصحابها وأنها أصبحت مرتعا للكلاب واللصوص، كما يتطرق محفوظ في هذه الرواية إلى الحديث عن الجانب السياسي والاجتماعي الذي عاشه المصريين بعد انتهاء ثورة يوليو من عام 1952، فتغير الحال والآمال التي كانت معلقة على هذه الثورة لتسير الحياة من جديد بحسب أهواء وسلطة المتنفذين دون أن يستفيد منها بقية الشعب وعامتهم.
تتطرق هذه الرواية للحديث عن “سعيد مهران” الذي خرج من السجن، حيث توجه بعد خروجه إلى منزل بيت صديقه الذي تزوج زوجته “نبوية” من أجل أن يلتقي بطفلته “سناء”، وهنا يقرر أن يقتل كل من صديقه عليش وزوجته نبوية، وهنا يذهب سعيد إلى بيت “الشيخ الجنيدي” الذي كان صديق والده عندما كان صغيرا، حيث يدور بينهما حديث طويل عن أيام السجن والأيام التي سبقتها، ثم يذهب سعيد إلى بيت “رؤوف علوان” الذي يدرس الحقوق، وهنا يجد سعيد أنّ رؤوف تغيرت أحواله بسبب المنصب الذي يشغل، فخرج من عنده وقد عمّ الغضب والحقد عليه بسبب نظرته له، وهذا ما جعل من سعيد يزيد من النظرة السلبية التي يحملها في قلبه تجاه كل الناس.
وهنا يقرر سعيد أن يسرق قصر رؤوف، وعندما فعل ذلك أمسك به رؤوف وعنّفه وشتمه دون أن يسلمه إلى القضاء، وبعدها يذهب إلى أحد المقاهي، حيث يدور حوار ما بينه وبين صاحب المقهى “المعلم طرزان”، وهنا يطلب سعيد من صاحب المقهى مسدس فيعطيه إياه، وأثناء هذا يلتقي “نور” التي كانت تعرفه من قبل وتسعى إلى التعرف عليه، وبعد هذا يتوجه سعيد إلى منزل صديقه عليش ويطلق علية رصاصة من المسدس، لكن الرصاصة تصيب “شعبان حسين”، ليتأكد بعد لك أن زوجته وصديقه هربا قبل أن يصل، وهنا هرب والخوف يملأ قلبة من مشاهدة أحد له وهو يفعل جريمته، وبعدها يلتجئ إلى بيت نور تلك الفتاة التي قابلها في المقهى ليختبئ عندها.
وأثناء هذا تعود به الذكريات السابقة، ويتذكر كيف كانت نور تسعى دائما للتعرف عليه وكيف تزوج من نبوية، وكيف كان صديقة الوحيد عليش يتظاهر بالإخلاص والوفاء له، وهنا يصر على قتل عليش ونبوية مهما كلف الثمن، وبعدها تعود نور من الخارج وحاملة معها جريدة وقد نشر فيها خبر مقتل شعبان حسين، ليتفاجأ بأن من نشر الخبر وبإسهاب كبير هو رؤوف علوان، وبعدها يطلب من نور أن تحضر له قماش من أجل أن يقوم بتفصيل بدلة ضابط شرطة، وفعلا قام بتفصيل البدلة وخرج طالبا قصر رؤوف علوان من أجل قتله، وعند وصوله القصر انتظر سعيد وصول رؤوف حتى جاء واطلق عليه النار دون أن يتمكن من قتله.
وبعدها هرب سعيد خشية على نفسه من حراس القصر حتى وصل بيت نور، وعندها عرف أن رصاصة قد أصيب بها في قدمه، وفي اليوم الثاني يطلب من نور إحضار الصحف ليتفاجأ بأنها جميعا تتحدث عن جريمته التي فعلها للمرة الثانية ومحاولته قتل رجل لا ذنب له وهو أحد حراس القصر، لتعود إلى ذاكرته مجموعة من السيناريوهات وهو كيف يمكن له أن يبرر فعلته التي فعل، ليصل في النهاية إلى قناعة أن من فعل ذلك هو صديقة عليش وزوجته نبوية، ولكن في النهاية وبعد عدة محاولات للهرب من رجال الشرطة يتم القبض عليه وإيداعه في السجن.
مؤلف الرواية
كانت بداية المسيرة الأدبية لنجيب محفوظ في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان في بداية هذا المشوار يقوم بنشر قصص قصيرة في مجلة الرسالة، وأما البداية الحقيقية في هذا المجال فكانت في عام 1939 عندما قدّم أول رواياته، حيث كانت هذه الرواية مكونة من ثلاثة أجزاء وأطلق عليها اسم الثلاثية التاريخية والتي تتكون من رواية عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة، وأما فيما يتعلق بالرواية الواقعية فقد بدأ في هذا المسار منذ عام 1945، حيث قدّم مجموعة من أجمل الروايات كرواية القاهرة الجديدة ورواية البداية والنهاية، بينما أجمل هذه الروايات فهي ثلاثية القاهرة التي تضمنت ثلاث روايات كانت السبب في حصوله على جائزة نوبل في الأدب وهي رواية بين القصرين ورواية قصر الشوق ورواية السكرية.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “هذا صوت زمان! تُرى كيف كان صوت أبيه؟ كأنما يتذكر صوت أبيه بعينَيه فيرى وجهه وشفتية وهما يتحركان، ولكن الصوت انتهى. وأين المريدون؟ أين أهل الذكر؟ يا سيدي محمد على بابك! وتربَّع أمامه على الحصرية وهو يقول: أجلس دون استئذان لأني أذكر أنك تحب ذلك!”.
2- “وتركها في هدوء دون أن يلتفت يمنة ولا يسرة، سار على مهل كأنه يتريض، وشعر بخمود، ثم بألم كأنه رد فعل للمجهود العصبي الشديد الذي بذله، لا مأوى لك الساعة، ولا أي ساعة، نور؟ من المجازفة أن يذهب إليها الليلة بالذات، ليلة التحقيق والشبهات، والظلام يجب أن يمتد إلى الأبد!”.