اقرأ في هذا المقال
رواية المرايا
قدم الأديب المصري نجيب محفوظ هذه الرواية مستخدما شخصيات من الواقع المصري للحديث عن الأحوال والظروف التي كان يعيشها الشعب المصري في فترة ما بعد خسارة حرب حزيران من عام 1967، فكانت شخصيات تنقل الواقع على حقيقته دون أن تفصح عن الأسماء الحقيقية لها والتي تعايش معها وشاهدها محفوظ بأم عينيه، ويذكر أن هذه الرواية كانت قد صدرت في عام 1972، ولكن في عام 2022 قامت مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعة ونشر جميع روايات ومؤلفات نجيب محفوظ والتي منها هذه الرواية.
المواضع التي تضمنتها الرواية
- إبراهيم عَقل
- أحمَد قَدري
- أماني محمد
- أنوَر الحلوَاني
- بَدْر الزيَادي
- بلال عَبده البسيُوني
- ثريَّا رَأفت
- جَاد أبو العُلا
- جَعفَر خَليل
- حَنَان مُصطفى
- خليل زكي
- دُرِّيَّة سالِم
- رضَا حَمَادة
- زهران حَسُّونَة
- زهير كامِل
- سَابا رمزي
- سالم جبر
- سرور عبد الباقي
- سُعَاد وَهبي
- سيد شعير
- شرارة النحَّال
- شعراوي الفَحَّام
- صَادِق عَبد الحَميد
- صَبْري جَاد
- صَفاء الكاتِب
- صَقْر المنوفي
- صَبْرية الحشمَة
- طَنطَاوي إسْمَاعِيل
- طه عَنَان
- عَبَّاس فَوزي
- عَدْلي المؤَذِّن
- عَبْد الرحمن شعبَان
- عَبْد الوَهاب إسْمَاعِيل
- عَبدة سليمَان
- عجلان ثابت
- عَدْلي بَركَات
- عَزْمي شَاكِر
- عزيزة عبده
- عشماوي جلال
- عصام الحملاوي
- عيد منصور
- غَانِم حافظ
- فايزة نصَّار
- فتحي أنيس
- قدري رزق
- كامل رمزي
- كاميليا زهران
- ماهر عبد الكريم
- محمود درويش
- مجيدة عبد الرازق
- ناجي مرقص
- نادر بُرهان
- هجار المنياوي
- وداد رُشدي
- يسرية بَشير
ملخص الرواية
يقدم الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ في هذه الرواية صورة ونمطا جديدا ركز فيه على شخصيات الأبطال دون التركيز على الأحداث التي ترويها الرواية، وهنا كان الهدف من هذا الأسلوب هو محاولة وضع لمساته الأدبية على بعض الشخصيات التي قد تكون واقعية إلى درجة ما، فركز على التحدث عن الجوانب المعروفة والخفية لهذه الشخصيات مع قيامه بربط سيرهم وأخبارهم بمجموعة الأحداث المتعاقبة، وكيف كان لهذه الأحداث من تأثير على مجرى حياتهم بكافة جوانبها، وما المصير الذي وصلوا إليه في النهاية، كما تناول محفوظ إظهار رأيه ورؤيته عن أبطال هذه الرواية من خلال مجموعة الحقب السياسية التي تواجدوا فيها والتي كان محفوظ قد شهدها وعلم كل أحداثها ومجرياتها وكيف كان لهذه الشخصيات من تأثير عليها.
لقد تضمنت هذه الرواية خمس وخمسون شخصية مختلفة الطباع والتفكير، وبالرغم من أنه قد يُظن أنها شخصيات مأخوذة من عالم الخيال إلا أنه بعد التعمق في هذه الرواية يجد القارئ أنها شخصيات تمثل الواقع الحقيقي بكل ما فيه، وأما شخصيات هذه الرواية فهي “أستاذ الجامعة” الذي لا تهمة أي قضية مهما كانت، فكل ما يهمه هو نفسه فقط ولا شيء غيرها، ومن شخصيات هذه الرواية “المفكر الكبير” الذي لا تغير الحياة ولا الزمن مبادئه وقناعاته ومهما واجه من صراعات وتحديات، وأيضا “البلطجي” ذلك الشخص الذي لا يعرف حدّه ولا يحترم أحدا مهما كان وضعه الاجتماعي، فالعنف عنده لا حدود له، وأما “الوطني” هذا الرجل الذي عشق الفتاة سعدا والذي توفي فيما بعد بسبب حزنه الشديد على زوال حزب الوفد وأعضائه.
ومن بين شخصيات هذه الرواية ذلك الشاب الذي مات دفاعا عن الدستور في شوارع القاهرة، وأيضا الزوجة الخائنة التي لا تفرق بين الحلال والحرام والتي تمتهن العمل الغير أخلاقي، حيث أن الأمر المخيف هنا هو قناعتها بأن هذا ليس عيبا ولا حراما، ومن بين شخصيات هذه الرواية أيضا تلك المرأة التي بلغت عمر السبعين تقريبا والتي تبحث عن الحب الحقيقي بالرغم من أن لديها زوج وأبناء وأحفاد، وأيضا عضو حركة الضباط الأحرار الذي يظن الجميع أنه كأي شخص آخر مغرم في ملذات الحياة وشهواتها، ولكنه في النهاية يبهر الجميع ببطولته الوطنية دفاعا عن مصر والشعب المصري، وأيضا ذلك المفكر الذي مات دون أن يحصل على حقه من الشهرة، ولكن بعد موته فقد نالها بدرجة أكبر مما كان يتخيل ويطمع ويطمح، حيث كان مقتله على يد البوليس وهو يقاومهم رافضا القبض عليه.
ومن بين الشخصيات الغريبة في هذه القصة والرواية ذلك الشيوعي الذي يقوم بكافة أعماله ومهامه بكل صدق وأمانه، فالعمل عنده شيء مقدس لا يجب المساس به، وأيضا تلك الفتاة الشيوعية الجميلة التي تمتهن مهنة الرسم والفن التشكيلي، حيث تمتلك موهبة فيها الكثير من الفن والإبداع، فما تقدمه إبداع لا يمكن وصفه، ومع هذا فإن الحب لا يجد إلى قلبها سبيلا ولا طريقا، ومن بين الشخصيات الغريبة والجدلية أيضا ذلك التاجر الذي لا يحب شيئا سوى جمع المال من تجارته التي تتعامل بكل ما هو حرام من ربا وتجارة للخمور، حيث أن الغريب في شخصيته هو أنه لا يترك ولا يتأخر عن موعد أداء صلاة الجماعة، حيث يقوم بالصلاة بجميع موظفيه الذين يعملون لديه في أحد مخازن الخمر التي يمتلكها، وأيضا الكثير من الشخصيات الجدلية.
مؤلف الرواية
لقد كانت المسيرة الأدبية للأديب المصري نجيب محفوظ قد مرت بعدة مراحل، حيث كانت البداية من خلال الكتابة عن المرحلة التاريخية المتعلقة بالتاريخ المصري القديم، فقدّم الثلاثية التاريخية وهي رواية عبث الأقدار ورواية رادوبيس ورواية كفاح طيبة، ثم انتقل للكتابة عن المرحلة الواقعية المتعلقة بالواقع المصري في فترة ما بين أربعينيات وستينيات القرن الماضي، وكان من بينها رواية ثلاثية القاهرة وهي رواية بين القصرين ورواية قصر الشوق ورواية السكرية، وبعدها انتقل للكتابة عن المرحلة الفكرية والفلسفية والرمزية، ومن بين الروايات التي كتبها في هذه المرحلة رواية ثرثرة فوق النيل ورواية أولاد حارتنا التي نالت كما كبيرا من النقد وخصوصا من قبل الأوساط الدينية في مصر والتي بسببها منعت من النشر لغاية نهاية عام 2006.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “فتحت الباب وهرولت إلى الخارج، وضحكتها المائعة المتموجة تتعقبني كثعبان، وتلقتني المرأة الأخرى بقهقهة، وأشارت إلى الكرسي كي أجلس، ولكني وقفت في وسط الدهليز لا أريد أن أملس شيئًا، ولا أريد لشيء أن يلمسني، وجعل المتسكعون خارج البيت ينظرون إليَّ في دهشة”.
2- “فقال عبده البسيوني مخاطبًا ابنه: إنكم تحلمون بالهروب والسفينة تواجه العاصفة! شعرت بأن عبده غير جاد في معارضته، وأنه لا يُحسن إخفاء إعجابه بابنه، وهز الدكتور بلال منكبيه استهانة، فأيقنت أنه يُمثل موقفا جديدا من “الوطنية”، تلك الأمانة القديمة التي أرهق جيلنا حملها”.
3- “وجاءنا سيِّد شعير بالأخبار -كان أبوه تاجرا ومن أصدقاء والد خليل- فأخبرنا َّ بأن َّ خليل اعتدى على زبون بالضرب، وتكرَرت سرقاته لنقود الدكان حتى اضطر الرجل إلى طرده، و ِجْمعنا للأخبار، وأدركنا أنه سيتفرغ لنا بثقله وعناده، وبالفعل تحملنا نفقاته في المقهى والرحلات”.
