اقرأ في هذا المقال
رواية بداية ونهاية
تعتبر هذه الرواية من الروايات الواقعية التي تميز بها الأديب المصري نجيب محفوظ، حيث أنّها تسلط الضوء وكما العادة على أحداث ووقائع حدثت في حقيقة الأمر مع أشخاص يعرفهم محفوظ كما يعرف جدران بيته، حيث تحمل في طياتها كثيرا من المتناقضات والصدامات ما بين الإيجابية والسلبية، كما يسلط فيها الضوء على دور الفقر في حياة الشعب المصري في فترة أربعينيات القرن الماضي، ويذكر أنّ محفوظ كان قد أصدر هذه الرواية في عام 1949، حيث قامت شركة مصر للنشر في ذلك الوقت بطباعتها ونشرها.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- بداية ونهاية
ملخص الرواية
تعد رواية بداية ونهاية التي أصدرها الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ من الروايات الواقعية التي تسلط الضوء على كثير من الأحداث التي كان يعيشها الشعب المصري في فترة منتصف القرن الماضي، حيث أن هذه الرواية تنقل لنا حقيقة تلك الأسرة الفقيرة التي كان يعرفها نجيب محفوظ معرفة حقيقية، فهذه الأسرة تتكون من أم وأربعة أبناء ثلاث شباب وفتاة، هذه العائلة التي لا يوجد لها دخل غير رواتب الوالد المتوفي، فينقل لنا مجموعة من الأحداث التي تعيشها هذه الأسرة، فتحدث الصراعات والمناوشات وتعقيدات الحياة لتنقل لنا في النهاية صورة حيّه عن ذلك الواقع الأليم الذي يعيشه عددا كبيرا من الناس، فالفقر هو العدو الأول والأخير للإنسان، كما أنه من الأسباب الرئيسية التي تجعل من الأفراد يغيرون مجرى حياتهم نحو تبني مواقف وتصرفات وأفعال سلبية.
كما يتطرق محفوظ في هذه الرواية للحديث عن ذلك الصراع القديم الجديد الذي طالما كان وسيبقى ما بين طبقات المجتمع الثلاثة، حيث طبقة الأغنياء التي تنعم في رغد العيش وملذات الحياة، والطبقة الوسطى التي طالما تحاول أن تلحق بالطبقة التي سبقتها، فتضحي بكل ما يمكن من أجل تحقيق ذلك الحلم الذي قد يصل إليه بعضا من الأشخاص بعد جهد وعناء، وأما الطبقة الفقيرة فهي التي تناضل وتكافح من أجل البقاء دون أن تكترث لها أي من الطبقتين السابقتين، فتحدث الصراعات والنظرات القاسية بينها، فالطبقة الفقيرة تنظر إلى الغنية نظره حقد بسبب عدم اهتمامهم بهم والعطف عليهم.
وأما الغنية فتنظر على أنّ تلك الطبقة ما وجدت إلا لخدمتهم وتحقيق مصالحهم، عدا عنه أنّه قام بتسليط الضوء على اهتمامات وتطلعات كل من هذه الطبقات والتي لا تتشابه فيما بينها نهائياً، ويذكر أن أحداث هذه القصة الحقيقية كانت قد وقعت في مدينة القاهرة وتحديدا في منطقة “شُبرا”، وأما شخصيات هذه الرواية فكانت حسنين وهو طالب في الثانوية يتميز بشخصية مغرورة، والشاب حسن الذي يتميز بعدم الاكتراث والاهتمام بأي شيء، فهو شخص اتكالي ومستهتر، والأخ الأكبر في هذه العائلة والذي يدعى حسين، وهو شخص متزن وعقلاني وصبور، يحب العلم والتعلم، والأخت الوحيدة في هذه العائلة فهي نفيسة التي تعمل في مجال الخياطة، وأخيرا الأم التي تتميز بالقوة والصبر والتحمل والقدرة على المحافظة على عائلتها في ظل وفاة الأب.
مؤلف الرواية
بعد أن انتهت ثورة يوليو من عام 1952 توقف نجيب محفوظ عن الكتابة، وأثناء هذه الفترة قرر أن يتزوج، حيث تزوج من سيدة تدعى “عطية الله إبراهيم”، ولكن الغريب في هذا الزواج أن محفوظ لم يطلع أحد علية سوى عدد محدود من الأشخاص، حيث دام إخفاء خبر هذا الزواج لما يزيد عن عشرة أعوام، وفي أثناء هذه الفترة كانت الضغوط شديدة علية بسبب عدم زواجه، حيث كان تبريره لهذا الأمر أن إنشاء عائلة تتطلب جهدا كبيرا، وهو في الوقت الحالي لا يستطيع فعله بسبب انشغاله برعاية والدته وأخته الأرملة وأطفالها.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “وألقى الشابان نظرة أخيرة على الجثمان المسجى وهما يعتقدان -بحكم العادة المتوارثة- أنّ عيني أبيهما تريانهما رغم الموت فلم يولياه ظهرهما أن يسيء إعراضهما إلى شعوره، وبعثا إليه بتحية قلبية وتقهقرا إلى الباب ثم غادرا الحجرة”.
2- “غادر حسن البيت مبكرا، عقب خروج شقيقه للمدرسة، لم يكن ثمّة داعس ضروري لهذا الخروج المبكر، ولكنه أراد أن يتفادى من الاصطدام بوالدته أن يصحبها بنقار هي في غنى عنه بما تكابد من تغير الزمن وتجهّم الحظ”.
3- “فابتسمت ابتسامة خفيفة وذهبت، ابتسمت عمدا كأنها تشجعه وترحب به، وقد كلفها هذا جهدا كبيرا، “ولم يعد يقتنع بلغة العيون فتكلم، وحسنا فعل”، وعلى رغم ضآلة شأنه ومنظره اهتز قلبها سرورا”.