ملخص رواية بين القصرين لنجيب محفوظ

اقرأ في هذا المقال


رواية بين القصرين

هذه الرواية هي أول روايات ثلاثية القاهرة التي قدمها المفكر المصري نجيب محفوظ بعد ثورة عام 1952، حيث يتكلم فيها عن مجموعة من الأحداث التي تواجه إحدى الأسر المصرية متوسطة الحال، هذه العائلة التي عاشت أثناء وبعد ثورة عام 1919، فيتكلم فيها عن سلطة وتجبر الأب على زوجته وأبنائه، والتي في النهاية تتغير معاملته تجاههم بعد استشهاد ابنه، ويذكر أن هذه الرواية كانت قد صدرت في عام 1956، بينما قامت مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعتها ونشرها في عام 2022، هذه المؤسسة التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا ومركزا لها.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

  • بين القصرين

ملخص الرواية

رواية بين القصرين، هي إحدى روايات ثلاثية القاهرة وأول روايات الأديب المصري نجيب محفوظ بعد انتهاء ثورة يوليو من عام 1952، ويتطرق محفوظ في هذه الرواية إلى الحديث عن إحدى الأسر المصرية التي تعيش حياة متوسطة في الفترة الممتدة ما بين ما قبل عشرينيات القرن الماضي وحتى فترة منتصف الأربعينيات، فيعرض الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية التي يتعرض لها أفراد هذه الأسرة، حيث تدور أحداث هذه الرواية في حي يدعى حي الجمالية، هذا الحي الذي يوجد فيه الشارع الذي سميت على اسمه هذه الرواية “بين القصرين”، فتنقل لنا كثيرا من الازدواجات والمتضادات في تصرفات رب هذه الأسرة وغيرها الكثير من الأحداث التي تدور ما بين أفرادها.

يتطرق الأديب نجيب محفوظ في هذا الجزء من هذه الثلاثية الجديدة إلى الحديث عن مجموعة من الأحداث اليومية التي تواجه أسرة السيد أحمد عبد الجواد، هذا الشخص صاحب الصفات العصبية والتناقضات والاختلافات الكثيرة والكبيرة، وهنا تبدأ الأحداث بطريقة سلسة وهادئة لتبدأ المشاكل وسط هذه العائلة مع وفاة واستشهاد أحد أبنائها الذي يدعى “فهمي”، لتتسارع الأحداث فيما بعد وتأخذ مجرى لم يكن قد يحصل لولا هذه المصيبة التي اوجعت وألمت كل أفراد هذه الاسرة، كما يتطرق محفوظ في هذا الجزء إلى الحديث عن الصفات والسمات النفسية والاجتماعية لكل فرد من أفراد هذه العائلة، ولكن بأسلوب أدبي وفني وحبكة فريدة من نوعها.

تعتبر هذه الرواية الواقعية من الروايات التي تنبه على مجموعة من التصرفات التي قد يقوم بها بعض الأشخاص وفي نفس الوقت يرفضون حدوثها والقيام بها من قبل أفراد أسرهم، وهذا ما حدث مع أحمد عبد الجواد، ففي داخل إطار الأسرة هو شخص ملتزم ومحافظ ومتزمت تجاه زوجته وبناته، حيث أنّه لا يسمح لهم بالخروج من البيت مهما كلف الثمن، كما أنه لا يسمح لأحد من أفراد أسرته بسؤاله ومناقشته عن أي موضوع كان، وفي المقابل عندما يكون خارج البيت يكون شخصا ليناً ضحوكا ومرحا، فهو يعيش ازدواجية في التصرفات، فهو محب لشرب الكحول ومرافقة النساء والسهر لفترات متأخرة من الليل.

وما بين هذه التصرفات التي يتعامل بها أحمد عبد الجواد مع أفراد عائلته وتصرفاته التي هي على العكس تماما خارج البيت تدور المشاحنات والاختلافات ما بين أفراد هذه الأسرة، فينقلها لنا نجيب محفوظ وكأنها صورة حيّه نشاهدها بأم أعيننا، لتصل في النهاية إلى قيام فهمي ابن السيد أحمد بالمشاركة في إحدى المظاهرات السلمية، وأثناء ذلك يتعرض لرصاصة أدت إلى وفاته، فيصل إلى والده نبأ استشهاده والتي حينها لم يتحمل صدمة الخبر، فتبدأ نقطة جديدة في تصرفاته تجاه عائلته وتجاه نفسه.

مؤلف الرواية

لقد كانت مدة توقف نجيب محفوظ عن الكتابة قرابة السبعة أعوام، وكان ذلك ما بين عام 1949 وعام 1956، وعندما عاد للكتابة كان أول ما كتبه هو ثلاثية القاهرة، وهي الثلاثية الثانية بعد الثلاثية الأولى التي كانت ما بين عام 1939 وعام 1944 والتي كانت بعنوان الثلاثية التاريخية التي ضمت رواية عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة، وأما أول روايات الثلاثية الجديدة فكانت بعنوان بين القصرين التي رأت النور في عام 1956.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “وكانت تنصت إلى صوت زوجها وهو يودع أصحابه بشغف ودهشة، ولولا أنها تسمعه كل ليلة في مثل هذه الساعة لأنكرته، فما عهدت منه -هي وأبناؤها- إلا الحزم والوقار والتزمت، فمن أين له بهذه النبرات الطروبة الضحوكه، التي تسيل بشاشة ورقَّة! وكأن صاحب “الحنطور” أراد أن يمازحه فقال له: أما سمعت ماذا قال الجواد لنفسه بعد نزولك من العربة”.

2- “وأعقب حديث المجاملات صمت ِ قصير، فأخذت السيدة تتهيأ للحديث الجدّي الذي جاءت من أجله كما يتهيأ المطرب للغناء بعد الفراغ من عزف المقدمة الموسيقية على حين غض السيد بصره تحشما تاركا على شفتيه ابتسامة لتعلن ترحيبه بالحديث المنتظر: يا سيد أحمد، أنت في المروءة مثَل يُضرب في الحي كله، فلن يخيب رجاء لمن يقصدك مستشفعا مروءتك”.


شارك المقالة: