اقرأ في هذا المقال
رواية خان الخليلي
تتحدث رواية خان الخليلي عن مجموعة من الأحداث التي حدثت أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، وكيف كان لهذه الحرب من الأثر الكبير على الشعوب العالمية وخصوصا الشعب المصري، وكيف كان الكثير يؤكد انتصار الألمان فيها قبل التدخل الأمريكي على مدن اليابان بالقنابل النووية، كما تتحدث هذه الرواية عن أحد الأشخاص الذين يهربون خوفا من هذه الحرب ملتجأ إلى أحد الأحياء الآمنة، وفيه تدور احداث قصة حب ما بينه وبين فتاة تصغره بـ قرابة الأربع وعشرين عاماً، وغيرها من الأحداث، ويذكر أن نجيب محفوظ كان قد أصدر هذه الرواية في عام 1946، بينما قامت دار الشروق بإعادة نشرها، فكانت الطبعة الأولى في عام 2006، وأما الطبعة السادسة فكانت في عام 2016.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- خان الخليلي
ملخص الرواية
يتطرق الأديب المصري نجيب محفوظ في هذه الرواية إلى الحديث عن قصة تدور أحداثها في أحد أحياء مدينة القاهرة أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية، فهذه القصة تجري في مكان يدعى “حي الخليلي”، وتدور أحداثها حول شخص يدعى “أحمد عاكف”، ذلك الإنسان الذي يملك أسرة مكونة من أربعة أشخاص، هو وزوجته وفتاتين صغيرتين، وبسبب الخوف الذي تسببت به تلك الحرب فقد ترك مكان سكنه الذي كان في حي السكاكيني وبدأ بالبحث عن مكان يجد فيه الأمن والأمان.
لم يجد أحمد عاكف أفضل من خان الخليلي مكاناً يلتجئ إليه، حيث تعرف هنالك على تلك الفتاة صاحبة الستة عشر ربيعا والتي تدعى نوال، فتدور بينهما قصة حب طويلة يتعرض كليهما بسببها إلى كثير من المواقف والكثير من المشاكل، والتي منها تركها لأحمد من أجل أنها أصبحت تحب أخيه رشدي الذي عاد حديثا، وبسبب استهتار رشدي وكثرة سهره ولهوه يصاب بمرض السل، وهو الأمر الذي يؤدي بالنهاية إلى وفاته، وبعدها تنتقل عائلة أحمد عاكف إلى مكان جديد تاركة ورائها كثير من المواقف في حي خان الخليلي.
وتعتبر الحال التي عاشها أحمد صورة من صور كثيرة تعرض لها الكثير من أفراد الشعب المصري أثناء قيام تلك الحرب، حيث يتطرق في بعض فصول هذه الرواية إلى الحديث عن أحوال الحرب وتأثيرها على مصر بشكل عام، فتحدث عن الغارات الجوية ومقدار الدمار الهائل والكبير الذي احدثته، ومقتل المئات بل الالاف من الشباب والشيوخ والأطفال، وغيرها الكثير من مظاهر الرعب والخوف، كما يقوم محفوظ بوصف المشاعر الحقيقية التي كان يكنها المصريين تجاه أطراف تلك الحرب وخصوصا الدول العظمى منها كألمانيا وإنجلترا وروسيا.
كما ينقل لنا محفوظ تلك الحوارات والمناكفات والمشادات الكلامية التي كانت تدور وتحدث في المجالس والاجتماعات، والتي محورها مصير مصر بعد انتهاء الحرب وانتصار الألمان المؤكد بها، وكيف تغيرت الظروف بعد ذلك وانقلاب الطاولة عليهم، حيث كان للتدخل الأمريكي وخصوصا فيما يتعلق بالقنبلتين النوويتين على كل مدينة هيروشيما ومدينة ناجازاكي الدور الأكبر في خسارة الألمان هذه الحرب.
مؤلف الرواية
لقد كان نجيب محفوظ أصغر من كان في العائلة، ولهذا فقد كان يعامل وبشكل دائم على أنّه الطفل المدلل الذي يمنع أن يرفض له طلب، فالفرق الذي بينه وبين أخيه الذي يكبره مباشرة هو عشرة أعوام كاملة، وعندما بلغ سن السابعة من العمر اندلعت ثورة عام 1919، هذه الثورة التي لم تغب عن تفكيره حتى بعد زوالها وانتهائها، حيث أثرت فيه وعلى أسلوبه وطريقته في كتابة الكتب والروايات، فكان دائما ما يستشهد بالواقع الذي عاصره في كثير منها، ويذكر هذا صراحة في احدى رواياته التي كانت بعنوان “بين القصرين”، هذه الرواية التي تعد الرواية الأولى من روايات ثلاثية القاهرة التي بدأ الكتابة عنها في عام 1956.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “وانتهى إلى ميدان الأزهر، واتجه إلى ميدان الخليلي بتسميت هدفه الجديد، فعبر عطفة ضيقة إلى الحي المنشود، حيث رأى عن كثب العمارات الجديدة تمتد ذات اليمين وذات الشمال، تفصل بينها طرقات وممرات لا تحصى، فكأنها ثكنات هائلة يضل فيها البصر”.
2- “وعند الساعة السابعة من صباح اليوم الثاني كان جالسا إلى السفرة يتناول فطوره الذي يتكون عادة من فنجان قهوة وسيجارة ولقيمات مع قطعة من الجبن أو قليل من الزيتون، وغادر الشقة فصار في الردهة الخارجية التي تفصل بين الشقق، وقبل أن يبلغ السلم سمع وقع قدمين خفيفتين وراءه”.
3- “وكان من رأى احمد راشد أن المحور خسر موقعة مصر، أما سيد عارف فقال بلهجة اليقين: أن هتلر أمر رومل بالتوقف ليجنب مصر -قلب السلام النابض- ويلات الغزو، وإنه لولا رحمة الفوهور لكان الألمان في القاهرة منذ شهر. ولبث بينهم مستمتعا بسمرهم ومزاحهم حتى انتصفت العاشرة”.