اقرأ في هذا المقال
رواية زقاق المدق
تعد رواية زقاق المدق إحدى روايات الأديب نجيب محفوظ، هذه الرواية التي رأت النور في عام 1947 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ينقل لنا من خلالها مجموعة من الممارسات السلبية والإيجابية من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون في أحد الأحياء والذي يدعى زقاق المدق، ويذكر أن هذه الرواية تم إعادة طباعتها ونشرها من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقراً لها في عام 2022.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- زقاق المدق
ملخص الرواية
تتضمن هذه الرواية التي قدّمها المفكر والأديب المصري نجيب محفوظ نقل صورة للواقع الذي كان يعيشه كثيراً الشعب المصري أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تم اختيار أحد أحياء مدينة القاهرة والذي يدعى زقاق المدق، هذا الحي الذي يقع في حارة تدعى “حارة الصنادقية” الواقعة في منطقة الحسين، فنقل لنا محفوظ تلك الصورة الحيّة التي تشهدها مثل تلك الحارات التي تعجُّ بالكثير من الأحداث اليومية ما بين سكانها ومرتاديها، فتحدث مثلاً عن تلك الشخصية التي تدعى “حميدة”، هذه الشخصية التي لا تملك أي شيء من اسمها، حيث أن تصرفاتها وتفكيرها السيء عن كل ما يخص هذا الحي، لدرجة أنّها تتشوق إلى مجيء اللحظة التي تخرج منه وتنتقل للعيش في ظل الحياة المدنية مهما كلف الثمن.
وكما تتناول هذه الرواية الحديث عن بطل آخر من أبطالها عدا “حميدة” هذا البطل هو “فرج” الذي يحمل من اسمه كل شيء بالنسبة لحميدة، فهو الفرج الذي اتى إليه من السماء من أجل أن يأخذ بيده للخروج من هذا الحي والانتقال للعيش في ظل المدينة ورغد عيشها، كما تتناول هذه الرواية الحديث عن شخص يدعى ” البوشي”، هذا الشخص الذي لا يعرف طعما للخوف، فهو ذلك الشخص الذي يعشق نبش قبور الأغنياء بعد أن يتم دفنهم، والسبب في ذلك أنّه يبحث عن أي شيء ثمين يساعده في تلبية متطلبات حياته ومصارف عائلته التي تعيش تحت وطأة الفقر كما حال الكثير من العائلات في ذلك الوقت.
ومن بين الشخصيات التي تم التحدث عنها تلك الشخصية التي تدعى الدكتور “زيطة”، هذا الطبيب الأناني الذي يسخر علمه في مجال الطب من أجل إحداث عاهات جسدية للعديد من المتسولين، حيث كان يجيء إليه بعض الأشخاص الذين يريدون أن يمتهنوا مهنة التسول والشِحادة، حيث أنّه لا سبيل من أجل تحقيق أكبر قدر من المال سوى اجتزاء بعضا من أعضائهم وأطرافهم، والسبب في ذلك من أجل مساعدتهم على القيام بعملهم وذلك من خلال عطف الناس عليهم واعطائهم بعضا من المال.
كما يتناول نجيب محفوظ في هذه الرواية الجانب الآخر من الحياة، فكما ركز على الجانب السلبي وسلط الضوء على بعض ممارسات أصحابها فقد تتطرق للحديث عن بعض الأشخاص الإيجابيين الذي كل همهم هو مصلحتهم ومصلحة الجميع دون أن يؤثر نفسه على الآخرين، ومن بين هذه الشخصيات “رضوان الحسيني”، هذا الرجل الذي طالما كان دائما الإنسان الطيب العفيف الشريف والذي لا يبخل بشيء من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه في هذا الحي، وبالرغم من مواجهته كثيرا من الضغوط العكسية من قبل تلك الفئة السيئة إلا أنّه لم يتراجع ولو خطوة واحدة إلى الخلف، حيث أنّ إيمانه كان يسانده في المضي قدما في سبيل محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه.
مؤلف الرواية
التحق الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ بعد أن أكمل المرحلة الثانوية بجامعة القاهرة، وكان ذلك في عام 1930، وبعد دراسة دامت أربع سنوات تمكن من الحصول على الشهادة الجامعية في الفلسفة، وبعدها قرر أن يكمل دراسته الجامعية بمرحلة الماجستير، وقرر وقتها أن يكون موضوع رسالته في ذلك الفلسفة الإسلامية، ولكن وبسبب ظروف معينة قرر تغيير رأيه في ذلك والتفرغ والتركيز على ما يتعلق بالأدب، وهو ما كان حيث كان موضوع رسالته في ذلك تتعلق في الأدب العربي في العصر الحديث.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “وقبل أن يختم تهجئة الكلمة جاء عم كامل وعبَّاس الحلو بعد أن أغلقا دكانيهما. ظهر الحلو أوًلا، وقد غسل وجهه ورَّجل شعره الضارب لصفرة، وتبعه عم كامل يتبختر كالمحمل، ويقتلع قدَميه من الأرض اقتلاعا. وسلَّما على الحاضرين، وجلسا جنبًا لجنب، وطلبا الشاي ، ولم يكونا يحلان بمكان حتى يملآه ثرثرةً”.
2- ” وغادر الدكان بعد أداء الثمن منفعلا كما دخله، واتَّجه نحو شارع الأزهر، ثم عبره ً مهرولا ٍ إلى الناحية الأخرى، ووقف لصق شجرة ُ في مقابل الدكان مستظلا بالظلمة الآخذة في الانتشار. وقف يداً متوكئةً على العصا ويدا قابضة على اللفيفة، وعيناه لا تتحولان عن الدكان من بعيد.”.
3- “ودعاها إلى الجلوس فجلست على الكنبة قُبالته، وتربَّع الرجل على الفروة، وراحت أم حسني تدعو له: الله يكرمك يا حضرة السيد، ويُطيل عمرك ِّ بحق جاه المصطفى. وكان يحدس ما حملها على مقابلته، فلم يسألها عن صحة المعلِّم زوجها كما تقضي بذلك آداب الضيافة”.