اقرأ في هذا المقال
رواية قشتمر
تعتبر رواية قشتمر هي آخر رواية أصدرها الأديب المصري نجيب محفوظ في عام 1988، حيث أنه لم يكتب بعد هذه الرواية أبدا في هذا المجال، والسبب في ذلك هو تعرضه للطعن في رقبته، وهو الأمر الذي صعّب عليه عملية الكتابة وإمساك القلم، وتتحدث هذه الرواية عن مجموعة من الأصدقاء الذي نشأوا وعاشوا مع بعضهم منذ الصغر، ولكن اختلاف الظروف المادية والتوجهات هو ما جعل كل منهم يلجأ إلى مجال معين ومختلف، ومع هذا فقد كانوا ملتزمين بالاجتماع الدائم في أحد المقاهي الذي حمل عنوان هذه الرواية، ويذكر أن دار الشروق التي تتخذ من العاصمة المصرية مركزا لها هي من قامت بطباعة ونشر هذه الرواية في طبعتها الأولى والتي كانت في عام 2006.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- قشتمر “مقهى في حي العباسية كان الأصدقاء يجتمعون فيه بشكل دائم، فيضحكون ويلعبون ويتبادلون الهموم والمواجع، ويقترح بعضهم بعض الحلول لتلك المشاكل التي يواجهونها”
ملخص الرواية
تعتبر رواية قشتمر من الروايات صغيرة الحجم مقارنة بغيرها من روايات الأديب المصري نجيب محفوظ، حيث أن محفوظ في هذه الرواية يتطرق للحديث عن مجموعة من الرجال هم أبطال هذه الرواية وهم صادق صفوان، حماده الحلواني، طاهر عبيد الأرملاوي وإسماعيل قدري، فكل من هؤلاء الرجال تربطه بالآخر علاقة صداقة ومحبة قوية وصلت في بعض مراحل الرواية إلى مرتبة الأخوة، فكثير من الأحداث والمغامرات التي يمر فيها كل من هؤلاء الرجال الأربعة تؤكد وتثبت أن لكل منهم له أهميته في الحياة وأنه قادر على فعل شيء لأصدقائه حتى لو كان بسيطا، فالخوف والرهبة والتراجع ليس من صفات وخصال أي منهم، وهذا الأمر هو ما جعل من علاقتهم مع بعض تصبح قوية ومتينة لا يمكن اختراقها أو المساس فيها.
نشأت هذه الصداقة التي ربطت كل من هؤلاء الرجال منذ الصغر، حيث كانوا يعيشون في نفس الحي والشارع، وكانوا يذهبون مع بعضهم البعض إلى المدرسة وطول فترة المرحلة المدرسية، فكان حي العباسية هو الحي الذي جمعهم وعاشوا فيه أجمل ذكرياتهم السعيدة، ومع هذا فإن كل من هؤلاء الأصدقاء له صفات وخصال تختلف عن أصدقائه الآخرين، حيث أن صادق صفوان شاب خلوق لطيف ومهذب وملتزم بقوانين الشريعة الإسلامية ولا يحيد عنها أبدا، فتجده محافظ على الصلاة والصيام وأركان الإسلام المختلفة ويشجع الآخرين على الالتزام بها، وأما حمادة الحلواني فهو يعيش في ظل أسرة غنية لديها كل ما تحتاجه، ومع هذا فإنه شخص متقلب المزاج يميل إلى حب القراءة.
وأما طاهر عبيد الأرملاوي فقد كان مغرما بالشعر وذو قاعدة جماهيرية وأيضا كان ينتمي إلى أسرة غنية عملت على توفير كل سبل الراحة والشهرة له، وأما إسماعيل قدري فكان على العكس من أصدقائه فيما يخص الحالة المادية، فقد كان ينتمي لأسرة فقيرة، وما زاد من عبء الحياة على كاهله هو موت والده الذي طالما كان يرغب في أن يكمل دراسة الأدب، فيلجأ إلى تحقيق حلم والده بالرغم من أنه طالما كان يرغب بدراسة شيء آخر، وهكذا تدور أحداث هذه الرواية ما بين الشد والجذب بين أبطالها لتظهر لنا أن الحياة والدنيا لا تعطي دائما كل ما يرغب فيه الإنسان، فقد يتحقق للغني ما يطمع به الفقير، وقد يتحقق للفقير ما يأمل الغني في الوصول إليه.
مؤلف الرواية
قامت العديد من الجهات الرسمية بتكريم نجيب محفوظ وإعطاءه جزء من حقه الذي حرم منه مدة طويلة من الزمن، ومن بين الذين قاموا بتكريمه محافظ مدينة الجيزة، وكان هذا في عام 2002 من خلال صنع تمثال له من معدن البرونز، حيث كان التمثال يجسد هيئة محفوظ وهو يقوم بحمل مجموعة من الصحف مستندا على عصاه التي تسند قامته، وبسبب الخلاف الذي نشأ ما بين أعضاء اللجنة المشرفة على هذا الصرح فقد قررت أن يكون مكان التمثال أمام منزل محفوظ الواقع على ضفاف نهر النيل، ولكن تم تغيير المكان فيما بعد حيث تقرر أن يتم وضعه حي الكيت كات الواقع شمال المدينة، وبسبب أن الحي يطل ويشرف على مسجد كبير وجمعية شرعية فقد اعترض على هذا الأمر بعض الجماعات الدينية متعللين بأن التمثال لا يصلح ان يكون في هذا المكان، مما أدى في النهاية إلى وضعه في ميدان سفنكس الواقع في حي المهندسين أحد أحياء مدينة الجيزة.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “ويغيب عنها شهرا كاملا في الصيف عندما تسافر الأسرة إلى رأس البر للاصطياف، إنهم اصلا من دمياط والاصطياف في رأس البر تقليد دمياطي ويحدثنا عن عشتهم وموج البحر”.
2- “طاهر عبيد يبدو ذا هدف واضح وموقف واضح، لا يشك احد منا في شاعريته، إنه يحفظ الشعر ويتذوقه وبدأ يبدعه، ويحب الزجل أيضا، أسمعنا اول ما أسمعنا غزلا في صديقات شقيقتيه”.
3- “ومن الغريب أنه في ذلك الوقت حملت ابنته درية لأول مرة منذ زواجها، حملت بعد أن قاربت الأربعين، وبعد ان يئست من الحمل واستشارة الأطباء”.