اقرأ في هذا المقال
رواية قصر الشوق
هذه الرواية هي الجزء الثاني من ثلاثية القاهرة التي بدأت في عام 1956 من خلال رواية بين القصرين، حيث أن هذه الرواية كانت في عام 1957 وهي استمرار لنقل الأحداث التي عاشها أحمد عبد الجواد مع أبنائه وعائلته بعد استشهاد فهمي، حيث تدور كثير من الأحداث والتي ينقلها لنا نجيب محفوظ بطريقة أدبية روائية جميلة، ويذكر أن هذه الرواية كانت قد طبعت ونشرت مرة أخرى من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرا لها في عام 2022، وهي استمرار لتلك المسيرة الروائية الواقعية التي نقلها محفوظ.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- قصر الشوق
ملخص الرواية
تعتبر رواية قصر الشوق الجزء الثاني من الرواية الثلاثية الثانية للأديب المصري نجيب محفوظ والتي كانت بعنوان ثلاثية القاهرة، حيث أنّ هذه الثلاثية هي السبب الرئيسي والأساسي في نيله جائزة نوبل للأداب التي منحت له في عام 1988، حيث أن محفوظ في هذا الجزء يستكمل الحديث الذي بدأ به في رواية بين القصرين والذي تكلم به عن عائلة السيد أحمد عبد الجواد، ولكن هنا يتم التجاوز عن حالة الحزن الشديد التي أصابت هذه العائلة بسبب استشهاد “فهمي” دون أن يتم تجاوز هذا الأمر وتأثيره على العائلة بأكملها، فعبد الجواد اصبح رجلا ليس كما قبل استشهد ابنه، فالتسلط لم يعد موجودا كما كان، وأصبحت علامات الحرية أكثر تظهر على أبناءه، حيث أصبح بإمكانهم التنقل والخروج وطرح أفكارهم ومعتقداتهم بمساحة أكبر من التي كانت.
وهنا يتحدث محفوظ عن أفراد هذه العائلة، فمثلا يتطرق للحديث عن ياسين وهو الابن الأكبر، وينقل لنا صور من الأحداث التي تجري معه في بيته الموجود في قصر الشوق، كما يتطرق للحديث عن كمال الذي كان يحب ويعشق الرومانسية عدا عن حبه للكتب والمطالعة والكتابة، وما الذي حصل معه بعد وقوعه في حب “عايدة” من تغير في المبادئ والأفكار والسلوكيات، كما يتحدث محفوظ عن شخصيات جديدة دخلت على هذه العائلة وهم أزواج كل من خديجة وعائشة.
يطرق محفوظ في بداية هذه الرواية للتحدث عن ياسين الذي أحب مريم التي لم يمضي وقتا طويلا على طلاقها من زوجها السابق، وهنا يواجه ياسين في البداية رفضا كبيرا من والده ووالدته التي اتهمته بخيانة أخوه فهمي الذي كان يحب مريم، إلا أن والده في النهاية يوافقه دون اقتناع بالأمر، وبعدها يتناول الحديث عن كمال الذي أصبح لديه كثير من الأصدقاء الأثرياء، ومنهم “حسن شداد” الذي قام بدعوة كمال وبعض أصدقائه للمجيء إلى القصر، حيث هنالك يتعرف على عايدة ويقع في حبها، كما ينتقل للحديث عن زواج كل من خديجة وعائشة واولادهما، وبعدها يعود للحديث عن أحمد عبد الجواد وكيف كل لأصدقائه الدور الكبير في رجوعه إلى ممارسة نزواته ورغباته المحرمة، التي ابتعد عنها لفترة طويلة منذ استشهاد فهمي.
كما تتحدث هذه الرواية عن رغبة كمال في دخول مدرسة المُعلمين بسبب حبه لدراسة الأدب ورغبته الجامحة من أجل أن يصبح كاتبا معروفا، ولكن هذا لم يعجب والده بسبب أنها مهنة لا تدر دخلا جيداً، وأيضا تتحدث عن خيانة صديقة حسن، حيث قام بإخبار والده بأنه يحب عايدة ويقابلها خلسة، فتثير المشاكل بينهما وتغضب منه عايدة، مما يؤدي إلى اختفائها مدة من الزمن، وبعدها يتطرق محفوظ إلى الحديث عن زواج عايدة من حسن وسفرهم خارج مصر. كما تتحدث عن الخلاف الذي كان بين خديجة وحماتها، والذي أدى بالنهاية إلى انتقالها للسكن وحدها من أجل الابتعاد عن المشاكل. وفي آخر الرواية يتم الحديث عن توبة أحمد عبد الجواد من جديد بسبب الازمة القلبية التي اصابته، وأيضا مرض عائلة عائشة بحمى التيفوئيد ووصولهم لمرحلة الموت.
مؤلف الرواية
بعد أن توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد عام 1949 كان قد تفرغ لكتابة مجموعة من سيناريوهات الأفلام، وهنا في هذه الفترة تغير مستوى الدخل لديه، حيث أصبح في وفرة من المال تساعده في التفرغ لنفسه قليلا من أجل بناء الأسرة التي طال انتظارها، وفعلا تزوج دون أن ينشر خبر زواجه، حيث بقي زواجا لم يعرفه إلا القليل من أصدقائه المقربين، ولكن بسبب حادثة بسيطة حصلت مع ابنته “أم كلثوم” في المدرسة عرف من هو والدها، وكان أول من عرف ذلك السر هو “صلاح جاهين” الممثل والكاريكاتير المصري الشهير، وبعدها انتشر خبر زواجه الذي أخفي لمدة قاربت العشرة أعوام.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “فقال السيد، وهو يُومئ بذقنه صوب جبَّته: جاءني اليوم الشيخ متولي عبد الصمد بأحجبة لأولاد خديجة وعائشة، ودعا لي قائلا: “إن شاء الله أعمل لك أحجبة لأولاد أحفادك”. ثم وهو يهز رأسه باسما: لا شيء على الله ببعيد، ها هو الشيخ متولي نفسه كالحديد رغم الثمانين”.
2- “وكان السيد أحمد قد فرغ من الصلاة، فعلا صوته الغليظ بالدعاء المعتاد للأولاد ولنفسه، سائلا َ الله الهداية والستر في الدارين … وفي أثناء ذلك كانت أمينة تعد المائدة، ثم ذهبَت إلى حجرة السيد، فدعته -بصوتها الوديع- إلى تناول الفطور، واتجهت إلى حجرة ياسين وكمال فكررت الدعوة”.
3- “كان السيد أحمد عبد الجواد متربِّعا على الكنبة بحجرة نومه، على حين جلس كمال على طرفها المواجه للباب شابكا ذراعيه على حجره يكتنفه الأدب والطاعة. ود السيد لو يجيبه الفتى قائلا ُ : “الرأي رأيك يا أبي!” بيد أنه كان مسلًِّما بأن اختيار المدرسة ليس من الأمور التي يدعي لنفسه فيها حقا مطلقا”.