ملخص رواية يوم قتل الزعيم لنجيب محفوظ

اقرأ في هذا المقال


رواية يوم قُتِل الزعيم

تعتبر هذه الرواية من الروايات التي تتكلم عن الجانب السياسي في حياة العديد من البشر، حيث أنها رواية تتكلم عن تلك الأحداث السياسية التي رافقت بداية ثمانينيات القرن الماضي، وما كان من محاولات الرئيس المصري أنور السادات من فتح الحياة بجميع مجالاتها الاقتصادية والتجارية والسياسية، كما يتم التطرق في هذه الرواية إلى الحديث ولو بشكل غير مباشر عن عملية مقتل السادات والمقارنة ما بين الشباب المنتمين لهذا الرئيس والشباب المنتمين للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، ويذكر أن محفوظ كان قد أصدر هذه الرواية في عام 1985، حيث كان قد تعاقد مع دار مصر للطباعة من أجل نشرها، وهو ما كان حيث تم طباعة ونشر هذه الرواية في شهر تشرين الأول من نفس العام.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

  • يوم مقتل الزعيم

ملخص الرواية

تتضمن هذه الرواية التي قدّمها الأديب المصري نجيب محفوظ الجانب السياسي من حياة الناس، حيث أنّ أحداثها تدور في بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما كان الرئيس المصري في ذلك الوقت هو أنور السادات الذي قرر أن يتبع سياسة الانفتاح فيما يتعلق بالسوق الحرة والجوانب الاقتصادية المختلفة، هذا الأمر الذي أدى إلى حدوث اضطرابات وعلى نطاق واسع وصل تأثيرها لفترة طويلة من الزمن، وهنا انعكس هذا الأمر على نجيب محفوظ ورواياته، حيث تطرق في هذه الرواية بالتحديد للحديث عن الجوانب السياسية الحساسة التي كان يعاني منها كثير من الناس ومن مختلف طبقات المجتمع.

تتضمن هذه الرواية الحديث عن أزمان متفاوتة ضمت ثلاث فصول وهي فصل الشتاء والربيع والصيف، حيث أن فصل الشتاء يتكلم فيه عن التناقض والخلاف الذي يقع ما بين جيل الشباب الذي يميل نحو الرئيس جمال عبد الناصر والجيل الآخر المنتمي لأنور السادات والذي عرف باسم الجيل المنفتح، وهنا تعقد مقارنة ما بين هذين الجيلين وإشارة إلى الرئيس الذي كان له دور كبير في عملية الانفتاح على العالم في كل مجالات الحياة، ولهذا كان الجانب السياسي هو الغالب على أحداث هذه الرواية، ولكن بنزعة أدبية تميزت ما بين الشد والجذب والصعود إلى السطح والغوص عميقا في عملية تناول هذه المواضيع.

وأما شخصيات هذه الرواية فهي محتشمي زايد، وعلوان فواز محتشمي، حيث تحدث محفوظ عن كل من هذه الشخصيات بشكل منفرد، فأحيانا نجد أنه يعبر عنها وعما يجول في خاطرها وتفكيرها بطريقة موجزة بأقل ما يمكن من الكلمات، وأحيانا نجد أن هذه الشخصيات تتحدث بشكل كثيف دون أن تعي ما تقول ولكن دون أن يكون هنالك إساءة منها لأحد، وهنا نلاحظ أنّ هذه الشخصيات تتحدث بشكل لا يتعارض فكر أحدها مع فكر وتفكير الآخر. وأما الشخصية الأولى في هذه الرواية فهي “محتشمي زايد”، فهو رجل كبير في السن يسكن في مدينة القاهرة مع كل من ابنه وزوجته وحفيده، حيث يمضي كل وقته في بيته متنقلا ما بين سماع القرآن والأغاني والأخبار، حيث يشكو من وحدته التي كرهها والزمن الذي جار عليه وأبقاه وحيدا بين أربعة جدران.

وهنا تمكن محتشمي زايد من ممارسة بعض الأعمال التي قد تخرجه من الجو الذي يعيش فيه، فمثلا تناول الطعام وذكر الأطلال والأخبار والذكريات الجميلة التي يحملها في قلبه وعقله ووجدانه والتي تتعلق بتلك الفترة التي عمل فيها كمدرس، وأيضا تلك الأيام الخوالي التي شارك فيها في ثورة عام 1919، وهنا فإن هذا الشخص يمثل في هذه الرواية ذلك الشخص الحكيم الذي يرجع إليه في كثير من الأمور من أجل المساعدة في حلها. وأما الشخصية الثانية في هذه الرواية فهو علوان ابن فواز محتشمي زايد، حيث أن هذا الشاب كثير الشكوى وعدم القناعة فيما يملك، فالفقر والحاجة بلغت منه ومن أهله مبلغا كبيرا، حيث يعمل في إحدى الشركات التابعة للحكومة في مجال العلاقات العامة والترجمة.

يرتبط علوان بجده محتشمي بشكل كبير، فبالرغم من الفارق الكبير في العمر فيما بينهما إلا أن هنالك علاقة صداقة تربطهما، وهنا يحب علوان فتاة تسكن في نفس الحي وتعمل معه في نفس الشركة، و يتواعدان الزواج عند سماح الفرصة في ذلك، ولكن الأيام تغدر بهما، حيث تعرض كل منهما إلى كثير من المشاكل أدت إلى افتراقهما واستحالة تحقيق الحلم الذي طالما كانا يحلمان به، وبالرغم من العديد من المحاولات التي قام بها من أجل الحصول على فتاة أحلامه إلا أنه فشل في جميعها، وأما في نهاية هذه الرواية فيتم سجن علوان، والسبب في ذلك هو قيامه بقتل رئيسه في العمل، هذا اليوم الذي صادف قتل الرئيس المصري أنور السادات، في إشارة من محفوظ إلى أن عنوان هذه الرواية ما هو إلا إهداء لروح الرئيس السادات.

مؤلف الرواية

بعد أن ترك نجيب محفوظ العمل على رسالته في الفلسفة الإسلامية التي كان يقوم بها من أجل الحصول على شهادة الماجستير تفرغ للعمل الأدبي فقط، حيث استطاع الاستفادة من الحي الذي كان يسكن فيه وهو حي الجمالية ليستوحي منه ومن الأحداث التي جرت فيه الكثير من رواياته، فبدأ مشواره الأدبي من خلال نشر مجموعة قصصية مكونة من عشر قصص نشرها جميعا في مجلة الرسالة، وبعدها وتحديدا في عام 1939 كانت الانطلاقة الخاصة به في مجال الرواية، فقدم الجزء الأول من رواية الثلاثية التاريخية وأتبعها الجزء الثاني ثم الثالث، وبعدها صبّ جل اهتمامه على الروايات الواقعية التي تنقل الواقع المصري الذي كان محفوظ يعيش فيه، وكان هذا لغاية عام 1953، حيث توقف عن الكتابة في هذا العام وتفرغ لتأليف العديد من سيناريوهات الأفلام.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “يا جدي المحبوب حتى متى نحفظ ونردد؟ إنه صديقي الأول. ما أنا إلا يتيم. فقدت أبوي بعد أن فقدا نفسهما في عمل يتواصل من الصباح حتى المساء. موزعين بين الحكومة والقطاع الخاص في سبيل اللقمة والضرورة. لا نلتقي إلا خطفا. لا وقت للفلسفة من فضلك، ألا ترى أننا لا نجد وقتا للنوم”.

2- “ولا أندم على مراحل الحياة التي مررت بها فقد منحت كل مرحلة نورها. اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. ويدق جرس الباب عند الضحى. من القادم وليس اليوم بيوم ام علي. وافتح الباب فتدخل زينب هانم ام رندة، أستقبلها بترحاب وأنا أعجب لبدانتها رغم الضائقة”.

3- “الأمل في الزمن. هو أيضا يميت ويحيى. سيهلك المكروب ذات يوم ويتجلى وجه الشفاء. ولن يخذل الله مؤمنا صادقا. اليوم نتبادل الحديث ونتعامل كزميلين في مكتب واحد، كزميلين غريبين لم يذوبا في قبلة قط، وأحيانا أراه -مثلي-يستحق الرثاء، لم أعد ادينه ولم اعد أحترمه”.


شارك المقالة: