اقرأ في هذا المقال
كتاب الإسلام: ما هو؟
يتكلم مصطفى محمود في هذا الكتاب الذي يعد من كتب الفلسفة الدينية والذي يضم 159 صفحة عن الدين الإسلامي وأركانه ومبادئه وأتباعه، فتحدث عن المسلمين في العصور السابقة ومقارنتهم بمسلمين العصر الحالي، حيث أن مسلمي الوقت الحالي لم يعودوا يطبقون الدين كما كان يطبقونه أسلافهم وفي كثير من المواضيع والمجالات، كما تحدث الكاتب عن أركان الإسلام الخمسة وعن المرأة والجسد وعن العقيدة وعن كثير من الأمور الدينية الأخرى، ويذكر أن محمود كان قد أتم هذا الكتاب في عام 1979، ولكنه لم ينشر إلا في عام 1984، حيث قامت دار المعارف التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بطباعته ونشره.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- الدين … ما هو؟
- الصلاة
- الصيام
- الزكاة
- الحج
- كلمة التوحيد … ماذا تعني
- الحب المرأة
- احترام الجسد
- الشريعة … متى وكيف
- عن التصوف
- الفردية والتفرد
- الدين والعلم
- الملك والملكوت … وأنا
- عن التطور
- بحث في ألفاظ القرآن الكريم
- الصانع العظيم
- عالم الوحشة والغربة
- الفجوة بيننا وبينهم
- نهر الكوثر
- الإسلام فتوة
ملخص الكتاب
يتناول الأديب المصري مصطفى محمود في هذا الكتاب الحديث عن مجموعة من الأمور العقيدية التي هي صلب الدين الإسلامي وجوهره، حيث أنه بسبب هذا الشرائع والتي لم تعد تطبق على الوجه الصحيح الذي جاءت به أصبح غالبية المسلمين وفي كل أرجاء العالم يبتعدون شيئا فشيئا عن هذا الدين وعن ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فأصبحت علاقتهم بهذا الدين وما يتضمنه من شرائع كثيرة فاترة وباردة، فلم يعد المسلمين كما كانوا من قبل في العصور الماضية، ولم تعد الشرائع تطبق كما كانت تطبق في الزمن الماضي، حيث أن كثيرا منها تم استبدالها بشرائع وقوانين من صنع البشر، ومثال ذلك إلغاء بعض الحدود كحد السرقة والقتل بحدود أخرى أقل تأثيرا على مرتكبها وفاعلها، ولذلك جاء هذا الكتاب ليسلط الضوء على العديد من هذه الأمور.
يتحدث الكتاب أولا عن أركان الإسلام الخمسة من صيام وصلاة وزكاة وحج، كما يبين في الفصل الأول الحديث والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف وتناول تاريخه منذ نشأته ولغاية ما كتب هذا الكتاب، حيث يتعرض في هذا الفصل الحديث عن الشرائع التي جاء بها هذا الدين وكيف كان يتم تطبيقها والالتزام بها في الزمن السابق، وكيف أصبح يتم التعامل معها في هذه الأيام والتي أدى الأمر في بعضها إلى التخلي عنها والاستعاضة بدلا منها بشرائع بشرية، وهنا يؤكد محمود بأن الإسلام لدى الكثير من المسلمين لم يعد إلا في بطاقة الأحوال الشخصية، حيث أنها هي فقط ما تثبت أن حامل هذه البطاقة هو مسلم وليس مسيحي أو يهودي، ولكن حقيقة الأفعال والتصرفات التي تصدر من هذا الشخص هي بعيدة كل البعد عن هذا الدين الذي جاء بما يعاكس هذه التصرفات والأفعال.
وهنا يستمر مصطفى محمود إلى الحديث عن تصرفات المسلمين في أداء عباداتهم المختلفة، فمثلا عندما تحدث عن ركن الصلاة وكيف يتم أدائها، أكد بأن غالبية من يؤدي هذا الركن ما هم إلا أشخاص يقومون بحركات رياضية دون خشوع وطمأنينة، فما هي إلا تصرفات خارجية دون أن يكون منبعها القلب، وهذا الأمر ما يعمم على باقي الأركان من صوم وحج وزكاة، فمن يقوم بها ويلتزم بها يكون دافعه من ذلك هو الخوف من سخط الله سبحانه وتعالى وغضبه، وهنا يؤكد أن على كل المسلمين أن تكون علاقتهم بالقرآن الكريم علاقة ليست كالعلاقة بأي كتاب آخر، حيث أنه هو شفاء الروح والقلب، ولن يستطيع أحد أن يصل إلى هذا الغذاء إلا عندما يفهم ويطبق هذا الدين على الوجه الصحيح الذي جاء به.
وكما تناول الكتاب مجموعة من المواضيع الأخرى التي تتصل بما تم الحديث عنه من مواضيع كتاريخ هذا الدين وأركانه، حيث تم التطرق إلى الحديث عن الكثير من ألفاظ ومصطلحات تم ذكرها في القرآن الكريم، فتم التعليق عليها من حيث معناها والهدف من ذكرها في تلك المواطن القرآنية التي تم ذكرها فيها، كما تم الحديث عن الفجوة الكبيرة الموجودة ما بين أصحاب وأتباع الديانة الإسلامية في الزمن الماضي وخصوصا زمن القرون الهجرية الأولى، وما بين المسلمين في هذا الزمن، فتم المقارنة بينهم ما بين صفاتهم وخصالهم وطباعهم من حيث الالتزام بالدين والقرآن والشريعة، والتي هي في الأساس ليس هنالك أي تقارب أو شبه فيما بين هذين الجيلين إلا في قليل من الأمور التي لم يزل المسلمين محافظين ومتمسكين فيها.
مؤلف الكتاب
بالرغم من الإسهام الكبير الذي قدمه الأديب المصري مصطفى محمود في إثراء المكتبة العربية بأجمل الكتب مختلفة الموضوعات إلا أنه كان من الذين تعرضوا لكثير من النقد والهجوم بسبب أفكاره وآراءه التي كان يطرحها دون تردد، ومن هذا أنه في بداية مشواره الأدبي كان قد قدّم كتاب بعنوان “الله والإنسان” وتحديدا في عام 1956، وبسبب أفكار هذا الكتاب وما تناوله فقد تعرض محمود لهجوم شرس وخصوصا من قبل المتشددين في أمور الدين.
وهنا تم رفع دعوى من قبلهم على محمود وكتابه لدى إحدى المحاكم المختصة، وكان قرار المحكمة هو إصدار أمر بمصادرة هذا الكتاب ومنع نشره، ولكن بعد مدة قاربت الخمسة عشر عاما وتحديدا بعد أن تولى محمد أنور السادات حكم مصر والذي كان بعد عام 1971 فقد رفع الحظر عن هذا الكتاب وتم نشره في عام 1972، وهنا قام مصطفى محمود بعد أن نشر هذا الكتاب بإصدار كتاب آخر حمل عنوان “حوار مع صديقي الملحد” تضمن تغيير لمجموعة من الأفكار واستبدالها بأخرى والتي تضمنها كتاب “الله والانسان”.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “إن السلالم إلى الأدوار العليا موجودة طول الوقت ولكن لا أحد يكلف نفسه بصعود الدرج والأغلبية تعيش وتموت في البدروم، ولو كلف أحد منهم نفسه بالصعود .. وتحمل مشقة الصعود وشاهد المنظر من فوق لبكى ندما على عمر عاشه في البدروم بين لذات لا تساوي شيئا، ولكنه الضعف الذي ينخر في الأبدان”.
2- “الحياة رحلة تعرف على الله وسوف يؤدي بنا التعرف على الله وكمالاته إلى عبادته .. هكذا بالفطرة ودون مجهود، وهل نحتاج إلى مجهود لنعبد الجميلة حبا .. إنما تتكفل بذلك الفطرة التي تجعلنا نذوب لحظة التطلع إلى وجهها، فما بالنا لحظة التعرف على جامع الكمالات والذي هو نبع الجمال كله .. إننا نفنى حبّا”.
3- “إن الخطأ الذي لا يغتفر أن يتوقف الاجتهاد وأن يجبن العلماء خوفاً من أن يقال إنهم أدخلوا البدع، أن يتقاذف الناس الاتهام بالتكفير، وأن ينغلق رجل العلم على علبة العلم، وأن ينغلق رجل الدين داخل قوقعة الدين، وأن ينعدم التواصل، وأن ينحل التفكير إلى جزر منفصلة غير مترابطة”.