ملخص كتاب الفتنة الكبرى "عثمان" لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب الفتنة الكبرى “عثمان” لطه حسين

يعد هذا الكتاب من كتب السير الجميلة التي تناولت أحداث فترة زمنية معينة من تاريخ الدولة الإسلامية وما رافقها من أحداث مؤلمة وصعبة، فيتناول سيرة الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، وكان له من دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية، وكيف تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب، وحدوث التغير الكبير في سمات المجتمع الإسلامي في عهده، وكيف بدأت تلك الفتنة التي أدت في النهاية إلى مقتله واستشهاده، وكيف أثرت فيما بعد على خلافة علي بن ابي طالب، فوقعت المصائب وقتل الكثير بسببها، ووصلت الدولة الإسلامية لمرحلة لم تكن قد بلغتها في زمن سابق.

المواضيع التي تضمنها هذا الكتاب

  • تضمن الكتاب واحد وثلاثين فصلاً تناولت الحديث عن خلافة المسلمين بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وكيف حدثت الفتنة زمن خلافة عثمان بن عفان وكيف أدت في النهاية إلى مقتله واستشهاده.

ملخص الكتاب

يتناول المفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب العديد من المسائل والمواضيع التي رافقت فترة تولي خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه أمور المسلمين بعد استشهاد الخليفة السابق الفاروق عمر بن الخطاب، فيتناول الفصل الأول مسألة الخلاف الذي وقع بين أنصار كل من عثمان بن عفان وبين من يدعون بأنهم أنصار علي بن أبي طالب، وكيف أدى هذا الخلاف إلى وقوع الخصومات والمشاحنات بين أتباع كل منهما دون أن يكون بينهما، خصوصا أن الرأفة والألفة هي من طباع عثمان على خلاف الأمر الذي كان عند الخليفة السابق عمر بن الخطاب الذي لم يكن يرأف بحاله ولا حال غيره، وكل ذلك بسبب سعيه إلى تحقيق العدل التام مهما كان الثمن.

وتتناول بعض الفصول اللاحقة كيف كانت عليه الأوضاع أيام أبو بكر الصديق وعمر من كيفية سياسة شؤون الدولة ومحاولتهم للإبقاء على الإرث الذي ورثوه من النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام من أمور العدل والمساواة والاستمرار في نشر الدعوة والقيام بالعديد من الفتوحات التي بلغت ذروتها أيام الفاروق، كما يتحدث عن الدولة الإسلامية وكيف تم إدارة شؤونها وإرساء قواعدها بالرغم من أنّ عمرها ما زال قصيرا جدا مقارنة بالدول والأنظمة الحاكمة في ذلك الزمان أمثال الإمبراطورية الفارسية الإمبراطورية الرومانية.

وأما باقي فصول هذا الكتاب فقد خصص للحديث عن “ذو النورين” صاحب رسول الله والخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، فتناول بعض المعلومات عن سيرته وكيف اعتنق الإسلام، وكيف أصبح اسماً من الأسماء التي لن تنسى على مر الزمان بسبب الإسهامات والتضحيات الكبيرة التي قدمها للإسلام والمسلمين، وكيف كان بمكانة الداعم والمجهز الدائم لجيوش المسلمين والمنفق الخفي على كثير من الفقراء والمحتاجين منذ دخوله للإسلام وحتى استشهاده.

كما تتناول الفصول الأخيرة من هذا الكتاب العديد من الأمور كمدة خلافة عثمان التي استمرت اثنا عشر عام ، ومسألة أكبر فتنة تعرض لها الإسلام عبر التاريخ والذي كادت أن تؤدي بالإسلام إلى الانهيار والانتهاء، هذه الفتنة التي كان من أهم أسبابها الرخاء والراحة التي عاشها المجتمع الإسلامي في عهده، وطبيعة النشء الجديد الذي لم يكن كما كان عليه الصحابة، والكثير من الإشاعات التي كانت تنشر بين المسلمين، عدا عن انتشار المنافقين في كل مكان وتواجد فئة عريضة تستمع لكلامهم وتأتمر بأمرهم، والذي في النهاية أدت إلى نشوب الخلاف واستشهاد الخليفة الثالث.

مؤلف الكتاب

بعد أن أثير الكثير من اللغط والشكوك حول موضوع أطروحة طه حسين التي كانت بعنوان ذكرى أبي العلاء صدرت أوامر من قبل شيخ الأزهر موجهة إلى لجنة الفحص الخاصة بمنع واستحالة منحه درجة العالمية مهما كان السبب، وهذا الأمر شكل لطه حسين دافعاً نحو التقدم والاستمرار مواجهاً كل الظروف والتي أدت في النهاية إلى تبوأ أعلى المناصب العلمية في الجامعة، والتي فيما بعد أصبح من أهم وأشهر الأدباء العرب في العصر الحديث.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “وكان أغيظ ما غاظ قريشا من النبي ودعوته أنه كان يدعو إلى هذا العدل وإلى هذه المساواة، ولم يكن يفرق بني السيد والمُسود، ولا بين الحر والعبد، ولا بين القوي والضعيف، ولا بين الغني والفقير”.

2- “وليس أقل من هذا خطرا أن أمر الخلافة كله قام على البيعة، أي على رضا الرعية، فأصبحت الخلافة عقدا بين الحاكم والمحكوم، يعطي الخلفاء على أنفسهم العهد أن يسوسوا المسلمين بالحق والعدل، وأن يرعوا مصالحهم، وأن يسيروا فيهم سيرة النبي ما وسعهم ذلك”.


شارك المقالة: