كتاب الهواري
يتحدث هذا الكتاب الذي صدر لأول مرة في عام (1922) عن قصة رجل كان عزيزًا بين أهله فدار عليه الزمن وقومه معًا، فأصبح مطاردًا منهم، حيث لجأ إلى قوم آخرين واعتنوا به، ولكنه تعرض للعديد من الظروف التي أوقعته بحيرة وخوف من الذي سوف يجري.
ويذكر أن هذا الكتاب كان قد أعيد طباعته ونشره في عام (2011) من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مقرًا ومركزًا لها، ويذكر أن هذه الرواية كانت قد تم تمثيلها بشكل مسرحي تم عرضها أكثر من مرة، حيث مثلتها فرقة الأستاذ جورج أبيض وتحديدًا في عام (1918)، وأما الأناشيد التي تضمنتها فقد قام بتلحينها الملحن المصري سيد درويش.
المواضيع التي تضمنها كتاب الهواري
- أشخاص الرواية
- المنظر
ملخص كتاب الهواري
- يعتبر كتاب “الهواري” أحد الكتب التي هي عبارة عن رواية مسرحية تم تأليفها في بدايات القرن العشرين، حيث تم عرضها على العديد من المسارح في مدينة القاهرة، كما تتضمن هذه الرواية العديد من الأغاني التي قام بتلحين أناشيدها الملحن المصري الكفيف سيد درويش.
- تتحدث هذه الرواية المسرحية عن رجل من “صحراء عيذاب” المصرية، ويعرف هذا الرجل باسم “أبو الفوارس الهواري”، حيث كان ذو منزلة رفيعة في قومه وكان رجل له من المال ما ليس لغيره من قومه، فكان سيدًا عليهم وذو شأن كبير وعظيم، ولكن قومه عارضوه وخالفوه وتكاتفوا عليه، مما أدى به إلى الهرب مع ابنته منهم، فصار شريدًا ومطارداً منهم.
- توجه أبو الفوارس مع ابنته إلى إحدى القرى المجاورة لكي يحتمي ويعيش فيها بين أهلها، فما كان من أهلها إلا أن استقبلوه وآووه واعتنوا به كما يعتني صاحب البيت بضيفه العزيز والقريب، وهنا تتعرف ابنة أبو الفوارس على شاب من أهل القرية وتنشأ بينهما قصة حب وعشق وغرام.
- تعتبر قصة الحب التي نشأت بين هذين الشابين محرمة بالنسبة إلى تقاليدها وأعرافها التي هي تقاليد وأعراف قبيلتها، حيث أنه لا يسمح لأي من فتيات قبيلتها الزواج بمن هو من خارج القبيلة، ومع هذا تستمر الفتاة مع هذا الشاب الذي عشقها حتى الهيام.
- تداخل الأحداث ويقلق أبو الفوارس من مسألة حب ابنته، وهنا يقع في مصيبة جديدة تُأزم الأمر وتعقده، فعمدة القرية يأتي إلى بيت أبو الفوارس ويطلب ابنته منه لتكون زوجة له، وهنا يبدأ الصراع الداخلي حيث كيف له أن يرفض من لجأ إليهم واعتنوا به وعاملوه أفضل من أهل قريته.
- يبدأ الصراع الداخلي لدى أبو الفوارس بين ترك أعراف وتقاليد قبيلته التي تحرم ذلك، وما بين من الذي سوف يزوج ابنته منه، هل هو عمدة القرية أم ذلك الشاب التي تحبه ابنته، وهكذا تستمر أحداث الرواية المسرحية لتصل في النهاية إلى طريق مغلق وغير معروف.
مؤلف كتاب الهواري
لقد تم تعيين الأديب المصري إبراهيم رمزي في بداية حياته المهنية كمترجم في المحكمة المدنية في مدينة الخرطوم، وأثناء عمله تقابل مع الإمام محمد عبده، وبعد عدة لقاءات بينهما أعجب عبده بقدرة إبراهيم رمزي اللغوية والفكرية، كما أعجب به بسبب حبه الكبير للإطلاع على الثقافات الأخرى وخصوصًا فيما يتعلق بالأدب الإنجليزي.
وبعد مدة من الزمن قرر رمزي أن يعود إلى مدينة القاهرة، حيث عمل كمترجم في جريدة كان يطلق عليها “جريدة اللواء”، وبعدها انتقل للعمل في جريدة البلاغ كرئيسًا لتحرير القسم الأدبي فيها، ومن بين الوظائف التي شغلها مفتشًا معتمدًا لدى مدارس المعلمين، وهكذا شغل عدة مناصب حتى تم تعيينه ليكون سكرتيرًا للجنة العليا للبعثات العلمية والدراسية، واستمر في هذا العمل لغاية عام (1944) وهو العام الذي تم فيه إحالته إلى التقاعد.
أشهر الاقتباسات من كتاب الهواري
1- “سلمى: كما ترى يا مصطفى! كما ترى! لقد شفَّني الوجد لنواك، ولطالما تمثَّلتك جالسًا إلى جانبي في بطن وادي الصفصافة ثم تنبهت لنفسي فلم أجدك بجواري فأسرفت عيني في دموع تروي شبح تلك الصفصافة التي سقيناها من قبل شآبيب السعادة وأمواه الغرام. خبرني كيف كان بعدك عني؟”.
2- الأم (تناول الصينية سلمى فتدخلها هذه الغرفة اليمنى على المصطبة وتهرع الأم إلى ولدها تقبِّله): يا حبيب قلبي! لقد علمت من الكلاف أنك وصلت من المحطة بالسلامة. فلما لم تدخل زعمت أنك ذهبت للقاء أبيك (تعود سلمى) ولكنك لم تشأ أن ترى هذا أيضًا”.
3- “الهواري: آه أيها العمدة! كيف آبى عليك هذا وليس في مقدوري أن أرد إليك جميلًا وقد أقسمت لا أخيِّب لك رجاء. أما جئتك من صحراء عيذاب ثاكلًا محزونًا فعزيتني وأمنتني وجعلتني من بعض أهلك، تسقيني أنت القهوة بيديك وتحمل الطعام إللي امرأتك وأنا رجل أنزلتني الايام منزلة فوقها منازل الصغار والذلة”.