ملخص كتاب حديث الأربعاء لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب حديث الأربعاء

يتضمن كتاب حديث الأربعاء مجموعة من المقالات التي كان يرسلها الأديب والمفكر المصري طه حسين لجريدة السياسة التي كان قد خصص له فيها زاوية خاصة للحديث عن الشعر والشعراء عبر عصور وأزمان مختلفة، حيث أنّ تركيزه كان ينصب على الشعر الجاهلي وخصوصا فيما يتعلق بالمعلقات، كما تطرق للحديث عن الشعر أيام الخلافة العباسية وأيام الخلافة الأموية، فحلل تلك القصائد من الناحية اللفظية واللغوية والصور التعبيرية، فعلق عليها ونقدها ووجه بعض النقاط التي كان يجب فيها على أصحابها أن يلتزموا بها.

كما تناول طه حسين في هذا الكتاب مجموعة من المراسلات التي بينه وبين مجموعة من الأدباء الذين عاصرهم، حيث كان مضمونها التحدث عن القضايا التي عانى ويعاني منها الأدباء والمفكرين والشعراء السابقين والحاليين، ويذكر انّ هذا الكتاب كان قد صدر لأول مرة في عام 1925 قبل أن تقول مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة إصدارة للمرة الثانية في عام 2014.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • تضمن الكتاب ثلاثة أجزاء، حيث تضمن الجزء الأول ثمانية وعشرين فصلا، والجزء الثاني ستة وعشرين فصلا، والجزء الثالث ثلاثة وثلاثون فصلا.

ملخص الكتاب

تناول الأديب والمفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب والذي كان عبارة عن مجموعة مجمعة من المقالات الأدبية التي كان يقدّمها في عمود مخصص له في جريدة السياسة وتحديدا في كل أربعاء من كل أسبوع، ولهذا قام بتسمية هذا الكتاب بحديث الأربعاء، حيث كانت هذه المقالات تتضمن الحديث عن شعر القدماء الذي اشتمل على شعراء المرحلة العباسية والمرحلة الأموية امتدادا للحديث عن الشعر الجاهلي، فتحدث عن المعلقات العشرة كمعلقة طرفة بن العبد ومعلقة أمرؤ القيس ومعلقة عنترة بن شداد وغيرها.

لقد كان حديث الأربعاء بذلك عبارة عن دراسات أدبية وفكرية ونقدية مستفيضة عن ذلك الشعر والمستوى الذي وصل إليه، وكيف كان للبيئة التي كان يعيش فيها أولئك الشعراء أكبر الأثر في إثراء مخزونهم الفكري والأدبي واللغوي، ليُخرجوا لنا تلك الدرر الثمينة التي لا زالت تدرس ويقدم فيها الكثير من الدراسات وعلى أعلى المستويات العلمية.

يتطرق طه حسين في كثير من فصول هذا الكتاب إلى ترسيخ فكرة مفادها أنّه لم يكن يحب الشعر القديم لكونه قديم فقط، ولم يكن يتأثر كثيرا بتلك العواطف والاحاسيس التي منبعها الشوق والحنين، بل كان كل همّه في ذلك هو أن يستمر ويبقى ذلك الفن وذلك الأدب المتوارث ليكون مرجعا وأساسا وركيزة لأنواع الثقافة المختلفة، والتي من خلالها يستمد العقل غذاءه فيتمكن من تطوير وتحديث وتجديد هذا الأدب بطريقة دون أن تمسَّ أصوله ودون أن تؤثر عليه شيئاً، فيتمكن الشباب من خلاله ومن خلال فهم ألفاظه ومفرداته من أن يكون لهم نهج طريق وحياة في ظل هذه الحياة التي لم يعد فيها شيئا يسير على الطريق الصحيح والنهج السليم.

يذكر أن هذا الكتاب الذي تم تجميع مقالاته من الكتب النقدية التي تعتبر من اصدق الدراسات التي قامت وبشكل مستفيض بدراسة شعر مرحلة ما من تاريخ الشعر العربي، فهذه المقالات تمكن من خلالها عميد الأدب العربي من تسليط الضوء على الجانب الفني واللفظي واللغوي وأيضا الحياتي لعدد من أشهر الشعراء العرب عبر أكثر من فترة زمنية معينة.

لقد قام طه حسين بتحليل هذه القصائد متطرقا إلى أفضل الصور الشعرية اللفظية والتعبيرية، دون أن يغفل التطرق في الحديث عن المجددين وكيف لهم من أن يستمروا في الحفاظ على ذلك الإرث الأدبي والثقافي، وأما في الفصول الأخيرة منه فقد تطرق إلى مجموعة من المراسلات التي حدثت بينه وبين مجموعة منتقاة من الأدباء والمفكرين والفلاسفة الذين عاصرهم وعاش في زمانهم، حيث كان مضمون تلك المراسلات القضايا الفكرية والأدبية والنقدية لأدب وفن القدماء وكذلك المحدثون والمجددون من أدباء ومفكري عصره.

مؤلف الكتاب

بعد أن تم إفادة طه حسين لاستكمال دراسته في جامعة باريس من قبل الجامعة المصرية في عام 1914 تلقى مختلف العلوم فيها على يد مجموعة من المتخصصين، فتلقى التاريخ اليوناني القديم على يد غلوتسس، وأما التاريخ الروماني فكان على يد بلوك، وأما علوم التاريخ الحديث للدول الغربية فكان على يد سيغنوبوس، بينما علم الاجتماع فتلقاه على يد إميل دوركايم، بينما كان موضوع أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه عن فلسفة ابن خلدون والذي قام بالأشراف عليها أستاذه الذي كان يدعى بوغليه.

أشهر الاقتباسات التي تضمنها الكتاب

1- “أنهم لا يدرسون الشعر القديم كما ينبغي، ولا يتعمقون أسراره ومعانيه، وإنَّما يَدرسونه درس تقليد، ويصدقون فيه ما يُقال لهم من الكلام، في غير تحقيق ولا استقصاء، وهم يحفظون منه البيت أو الأبيات، ومنهم من يحفظ القصيدة كاملة”.

2- “وأما في غير ساعات الجد؛ فأنت تستطيع أن تلتمسه هناك، حيث يلتمس أترابه من الشبان المترفين الذين لا يَضنون بأنفسهم ولا بأموالهم حين يحتاج إليها، ولا يقعدون عن اللذات حين تتاح لهم أوقات الفراغ”.


شارك المقالة: