اقرأ في هذا المقال
كتاب ضحى الإسلام
يتحدث الأديب المصري أحمد أمين في هذا الكتاب عن التطورات التي أصابت الفكر والأدب والسياسة التي حدثت في المائة عام الأولى من العصر العباسي، حيث يتناول فيه مسألة طرق الحفظ والتدوين وكيفية التحول في المصطلحات والألفاظ، وهذا بسبب دخول كثير من الأمم العجمية إلى الإسلام، حيث أن لكل منهم فكره وفلسفته وأدبه.
وهذا ما انعكس إيجاباً على الأدب والفكر الإسلامي وفي جميع المجالات والحقول المعرفية، ويذكر أن هذا الكتاب كان قد صدر لأول مرة في عام (1933)، بينما تم إعادة طباعته في عام (2012) من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مقراً لجميع أعمالها والتي كانت تتمحور حول إعادة نشر المؤلفات العربية والأجنبية القديمة والحديثة ومن مختلف الثقافات.
مواضيع كتاب ضحى الإسلام
الجزء الأول
الباب الأول: الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الأول
- مقدمة
- سكان المملكة الإسلامية في هذا العصر
- الصراع بين العرب والموالي
- الشُّعُوبِيَّة
- الرقيق وأثره في الثقافة
- حياة اللهو وحياة الجد
- حياة الزندقة وحياة الإيمان
الباب الثاني: الثقافات في ذلك العصر
- تمهيد
- الثقافة الفارسية
- الثقافة الهندية
- الثقافة اليونانية الرومانية
- الثقافة العربية
- الثقافات الدينية
- امتزاج الثقافات
- أهم الأحداث في ذلك العصر
الجزء الثاني
- الحركة العلمية في العصر العباسي الأول
- وصف الحركة العلمية إجمالًا
- معاهد العلم في العصر العباسي
- مراكز الحياة العقلية
- الحديث والتفسير
- التشريع
- اللغة والأدب والنحو
- التاريخ والمؤرخون
- الخلاصة
الجزء الثالث
- ضحى الإسلام
- في العقائد والمذاهب الدينية في العصر العباسي الأول
- تمهيد في نشأة علم الكلام
- المعتزلة
- الشيعة
- المُرْجِئة
- خاتمة
ملخص كتاب ضحى الإسلام
- يتعرض الكتاب إلى الحديث عن المائة عام الأولى للعصر العباسي، حيث كانت هذه الفترة ممتدة من عام (132هـ) ولغاية عام (232هـ)، والتي انتهت بخلافة الخليفة العباسي الواثق بالله.
- يتعرض الكتاب إلى الحديث عن هذا الزمن الذي امتاز بانتشار وظهور الكثير من العلوم والآداب المتعلقة بفنون السياسة والأدب بشكل عام، حيث يبرز دور الثقافة الفارسية في تأثيرها على الأدب العربي الإسلامي.
- يتناول الكتاب مسألة حرية الفكر بشكل كبير عما كان متعارف عليه في الزمن السابق من ظهور الإسلام، حيث ظهرت الدول والإمارات الإسلامية في ذلك الوقت متباينة في طرق وأساليب ممارسة السياسة والأدب.
- يتناول الكتاب كثيرًا من المسائل الأدبية التي أصبحت ذات لون وشكل جديد، حيث يتعرض للشعر والنثر وما جرى عليه من تطور كبير بسبب دخول كثير من الأمم غير العربية إلى حضن الإسلام.
- يتعرض الكتاب للحديث عن الأدب في تلك الفترة من حيث التغير في طرق توثيق المعارف المختلفة، حيث انتقل الأمر من الحفظ في العقول إلى التدوين في الصحف والكتب، وهذا ما أدى إلى حفظ الكثير من آدب تلك الفترة للعديد من القرون اللاحقة.
- يتحدث الكتاب عن كثير من الألفاظ والمصطلحات الجديدة والتي جرت على لسان أدباء تلك الفترة، حيث أن كثيراً منها ما تم تعريبه من اللغات الأخرى كالفارسية والرومانية.
- يتناول الكتاب الحديث عن المذاهب والطوائف والفرق التي ظهرت في فترة العصر العباسي الأول، حيث كانت هناك فرق كثير منها ما هو خارج عن المألوف والمتعارف عليه في الزمن السابق، وما ظهور الخوارج والشيعة والمعتزلة إلا أكبر مثال على ذلك.
- يتناول الكتاب الحديث عن كثير من العلوم الإسلامية التي شهدت تطوراً كبيراً في طرقها وأساليبها ومناهجها، حيث تعرض للحديث عن التفسير والفقه والتشريع وأهم العلماء المسلمين في هذا المجال.
- تعرض الكتاب للحديث عن التطورات الكبيرة التي شهدتها اللغة العربية، حيث أصبح لها علوم متنوعة ومتفردة في أصولها وأركانها، حيث كان النصيب الأكبر من حظ النحو والصرف والبلاغة.
مؤلف كتاب ضحى الإسلام
كانت البداية الفعلية لأحمد أمين في عالم الأدب والتأليف في عام (1914)، حيث أنه لم يكن من قبل ينوي الدخول في هذا المجال، ولكن الأقدار والصدف هي من قادته إلى هذا الحقل، حيث أنه في إحدى المرات كان قد التقى بمجموعة من الشباب المثقفين الطموحين، حيث دأب على الإلتقاء معهم، وهذا ما أدى في النهاية إلى تقديمهم مجموعة من المؤلفات التي كان منها ما هو من تأليفهم ومنها ما كان من ترجمتهم للكتب الأجنبية.
دخل الأديب أحمد أمين إلى عالم التدريس بتنسيب من الأديب المصري طه حسين، حيث قام عميد الأدب العربي بتنسيب اسمه لجامعة القاهرة من أجل تدريس مادة النقد الأدبي، حيث عمل في هذا المجال عدداً من السنين بالرغم من أنه لم يكن يحمل شهادة الدكتوراه، وهكذا تدرج في سلم الوظائف الإدارية والتعليمية في الجامعة إلى أن تسلم عمادة كلية الآداب في الجامعة، ولكنه في عام (1940) قرر أن يترك مهنة التدريس والتفرغ للسير في تحقيق مشروعه الكبير الذي طالما كان يسعى إلى تحقيقه.
اقتباسات من كتاب ضحى الإسلام
- “فقد حدثت حوادث في صدر الإسلام، وفي عهد الدولة الأموية، أخذت تعمل عملها منذ وجودها، واستمر تأثيرها مع سقوط الأمويين، وقيام العباسيين. خذ لذلك مثلًا: تعاليم الإسلام؛ فقد ظلت تعمل وتنتشر، مؤثرة في البلاد المفتوحة ومتأثرة بها، وكذلك الشأن في انتشار لغة العرب؛ فلم يكن قيام الدولة العباسية صفحة جديدة لهذين العاملين، وإنما كانت مهدًا لامتدادهما. ومن أوضح المثل على ذلك: عملية الامتزاج بين الأمم الفاتحة والمفتوحة”.
- “وكما كان هناك «توليد» بين الأجسام، كان هناك توليد عقلي، فعقول الناس من الأمم المختلفة كان يتناوبها اللقاح، فالفارسي يحمل عقلًا فارسيًّا، ثم يعتنق الإسلام، ويتعلم اللغة العربية، فينشأ مزيج من العقلين، تتولد منه أفكار جديدة، ومعانٍ جديدة. واليوناني النصراني أو الرومي النصراني، أو العراقي اليهودي يخالط العربي المسلم، ويتبادلان الرأي والقصص والفكرة، فينشأ من ذلك فكر جديد، وهكذا”.
- “نعم، إن من دخل في الإسلام من الفرس وأهل مصر والشام والأندلس كانوا أقل حدة في هذه النزعة الوطنية، ولكن لم يكن كلهم قد دخل الإسلام إلى أعماق نفوسهم، وتملك مشاعرهم إلى حد أن تغلب النزعة الدينية النزعة الوطنية. يمكن أن نستنتج مما تقدم: أن الشعوبيين كانوا أصنافًا مختلفة؛ منهم فرس، ومنهم نبط، ومنهم قبط، ومنهم أندلسيون. وقد صبغت شعوبية كل صنف من هؤلاء صبغة خاصة”.
- “اشتهر جماعة كثيرة في ذلك، كانوا المثل الأعلى في الإيمان؛ أمثال عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وداود الطائي، والفضل بن عياض، نقرأ ترجمتهم، فنتبين فيهم ورعًا وتقوى، وإيمانًا صادقًا، وهروبًا من الاتصال بوال أو أمير، ورفض أي منصب يعرضه عليهم العباسيون. ولعل خير ما يمثل هذا النوع من الحياة ما رواه ابن قتيبة في رثاء ابن السماك لداود الطائي، قال: «إن داود رحمه الله نظر بقلبه إلى ما بين يديه من آخرته”.