اقرأ في هذا المقال
كتاب من النافذة
يتحدث الأديب إبراهيم المازني في هذا الكتاب عن مقدار الحرية الشخصية التي قد يملكها الإنسان، فالحياة هي عبارة عن نافذة غرفة صغيرة، فإن حافظ على هذه النافذة ولم يفتحها إلا عند الضرورة فقد سلم من نقد الآخرين، وإن فتح هذه النافذة فإن حياته تصبح ليست ملكه، حيث تكون الأوضاع قد انتقلت من الخصوص إلى العموم.
وهنا ليس له القدرة في السيطرة عليها، ويذكر أن هذا الكتاب كان قد صدر وقبل وفاة المازني بثلاث شهور والتي صادفت في شهر أغسطس آب من عام (1949)، بينما تم إعادة طباعة ونشر هذا الكتاب من قبل مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من مدينة القاهرة مقراً لها في عام (2010).
مواضيع كتاب من النافذة
- من النافذة
ملخص كتاب من النافذة
- يتطرق إبراهيم المازني في هذا الكتاب إلى الحديث عن كثير من الأمور التي يتعرض لها أي إنسان عندما ينقل حياته الشخصية من مرحلة الخصوصية إلى مرحلة العموم والعلن.
- يؤكد المازني في هذا الكتاب على أنّ حياة الإنسان ما هي إلا غرفة صغيرة فيها نافذة، فإن بقي في هذه الغرفة فقد حافظ على نفسه وعلى أسراره، وإن نظر من النافذة فإن حياته تصبح مفتوحة للعلن ولعامة الناس، وعندها فلن يستطيع السيطرة لا على نفسه ولا على أخباره.
- يؤكد الكتاب من خلال أحداث هذا الكتاب على أنه لكل إنسان وجه نظر مختلفة عن وجه نظر الآخرين، وإن حدث أمر ما فإن كل شخص ينظر إليه من زاوية مختلفة عن غيره، وهنا تظهر الاختلافات في الرأي والقناعات والتوجهات.
- يذكر المازني في هذا الكتاب على أن الإنسان الذكي الفطن العبقري يتمكن من السيطرة على نفسه، حيث يعرف متى ينظر من النافذة ويطلع الآخرين على أخباره، ومتى يقوم بإغلاق النافذة وإبقاء السر الذي في الغرفة مدفون فيها لا أحد يعرفه غيره.
- يذكر الكاتب على أنه لا يمكن أن تكتمل الحياة ومشاهدها إلا من خلال تكامل العديد من النوافذ، فليس هنالك نافذة تحقق لصاحبها كل ما يريد، وإنما السيطرة على هذه النافذة وغيرها هو من يحقق له طموحاته التي يسعى إلى تحقيقها.
- بالمجمل فإن هذا الكتاب يروي وجه نظر المازني تجاه الحياة، حيث يؤكد أن لكل إنسان الحق في النظر من النافذة ومن الزاوية التي يريد، وهذا تعبير عن مقدار الحرية الشخصية في التعبير عن الرأي والقناعات.
مؤلف كتاب من النافذة
ولد الأديب والشاعر المصري إبراهيم المازني في قرية تابعة لمحافظة المنوفية المصرية في عام (1890)، حيث ولد لعائلة فقيرة كانت تعيش صِعاب الحياة وفقرها، وعندما أصبح بلغ دخل مدرسة القرية وتعلم فيها القراءة والكتابة، وبسبب فقره فقد حرم من كثير من الأشياء التي كان بأمسّ الحاجة إليها، ومع هذا فقد ثابر وتحمل مشاق الحياة وتمكن من استكمال دراسته حتى أكمل المرحلة الثانوية، وهنا قرر أن يدرس الطب، حيث التحق بالجامعة في هذا التخصص الذي لم يكتب له الاستمرار فيه.
وهنا قرر بعدها الانضمام إلى كلية الحقوق، ولأن الحالة المادية له ولعائلته صعبة جداً وبسبب تضاعف مصاريف الدراسة في هذا التخصص تركه وتوجه بعدها إلى مدرسة المعلمين حيث تمكن من التخرج منها في عام (1909)، ليتوجه بعدها إلى التدريس في قطاع التعليم، ولأن طموحاته كانت لا حدود لها وبسبب بعض المضايقات فقد ترك مجال التدريس وتوجه إلى العمل في مجال الصحافة، حيث عمل في العديد من الصحف التي كانت سبباً في بداية مشواره الأدبي، ليكون واحداً من أهم وأشهر أدباء القرن العشرين.
اقتباسات من كتاب من النافذة
- “وعسى أن تكون «زكية» مغتبطة مبتهجة، وأكبر الظن أنها لا يخطر لها أن الطريق الجديد الذي حَّولَتها صروف الأيام إليه غاص بالمعاطب، وأن الدنيا قاسية لا تََترَفَّق بأحد، فلنسأل الله لها السلامة فإنها صغرية غريرة”.
- “وطال وقوفها في انتظار الترام الذي لا يجيء، أو يجيء ولا يقف، لأنه غاص ولا متسع فيه لقدم فجَعلَت عيني تتحول عنهما إلى غيرهما من الخلق ثم تعود إليهما، فرأيت فتيات ونساء أخريات في ثياب متفاوتة النسيج والطرز والتفصيل والألوان”.
- “هكذا صار اللقاء في القاهرة ميسورًا بغير تحرز، ولكن عبد المنعم بليد على الرغم من أن حبها له بين، وتعلقها به أوضح من الشمس. وليس عبد المنعم بالبليد أو الجافي أو الشُموس، ولكنه خائف حائر مضطرب، أخَوف ما يخاف أن يفضحه الله ويكشف ستره”.
- “ومرت بي العروس بعد ذلك، فتحدثنا حينًا في أمور شتى، إلى أن أفضى بنا الكلام إلى الأزواج، فخطر لي أن هذه فرصة تُغتَنم وقلت لها: «اسمعي يا عروسنا الجميلة، إني أكبر من أبيك سنًا، وأحسبني أيضًا أعرف منه بالحياة وأخبر، فإنه لا يعرف من دنياه إلا البيت والمقهى”.