ملخص كتاب من بعيد لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب من بعيد

يتناول هذا الكتاب مجموعة من الخواطر التي كتبها طه حسين أثناء سفره إلى كل من فرنسا وبلجيكا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، حيث مضمون هذه الخواطر محاولة عقد بعض المقارنات ما بين مصر وشعبها وتلك الدول وشعوبها، حيث أنّه في النهاية لا يجد ما يمكن أن يتشابه بينهم، وكما يبرز أهمية الدين والعلم في رفعة الشعوب وتقدمها وضرورة الالتزام بها من أجل التقدم، ويذكر أن طه حسين كان قد أصدر هذا الكتاب في عام 1935، بينما قامت مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة طباعته ونشره في عام 2013.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • مقدمة
  • القسم الأول: من باريس
  • القسم الثالث: خواطر سائح
  • القسم الرابع: بين العلم والدين
  • القسم الخامس: بين الجد والهزل

ملخص الكتاب

ينقل لنا عميد الأدب العربي طه حسين في هذا الكتاب ما كان يجول في باله وخاطره أثناء سفره وترحاله ورحلاته، فهذا الكتاب يسلط الضوء فيه على الواقع الأليم والمحزن والمبكي الذي كان يعيشه المصريين في عشرينات وثلاثينيات القرن الماضي، فتحدث عن هذا الواقع بشكل مفصل ودقيق متناولا أبسط الأمور التي قد تحدث لأي من أبناء شعبه في زمن عم الجهل والتخلف في كل مجالات الحياة، حيث أنّه لم يجد شيئا ولو كان بسيطا من شأنه أن يسمو ويرقى بمعيشة هذا الشعب، فكما يقول حسين لم يكن التعليم بالمستوى المطلوب، والطب كان متأخرا ومتخلفا جدا، ويشير بذلك إلى حالته التي بسببها أصيب بفقدان البصر، وغيرها الكثير من الأفكار التي والأحلام التي كانت تراوده وهو في الغربة خارج أرض مصر.

يتحدث طه حسين في الجزء الأول من هذا الكتاب عن مجموعة من الخواطر التي كتبها وهو في باريس أثناء دراسته من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه، فيقوم بعقد المقارنات ودراسة وتأمل الأوضاع في باريس ومحاولة اسقاطها على الأوضاع التي تعيشها مصر وشعبها، ولكن للأسف فإنّه لم يجد شيئا يستطيع أن يسقط عليه حال من أحوال وأوضاع باريس ومواطنيها وفي كل المجالات، وهنا يبدا حسين بالتساؤل ووضع الإجابات اللازمة من أجل النهوض ومحاولة اللحاق بالركب.

وفي الجزء الثاني يتناول تقريبا نفس الموضوع عندما كان مسافرا إلى بلجيكا، فيحاول أن يعقد مقارنات ولكنه من جديد يفشل في إيجاد تشابه بين كلتا الحضارتين والشعبين في ذلك الزمان، وأما في الجزء الرابع والخامس فيتناول كل من العلم والدين وكيفية استغلال كليهما في تطوير والارتقاء بالشعوب إلى أن تصبح من الشعوب والدول المتقدمة، كما يتطرق للحديث عن بعض الأمور الجادة التي لا بدّ من الالتزام بها وخصوصا من قبل أبناء شعبه من أجل السير في الطريق الصحيح ومجاراة الحضارات الغربية التي تفوقت على الحضارات الشرقية بمسافة تبعد ربما الكثير من عشرات الأعوام، كما يتحدث في آخر الكتاب عن استغرابه من بعض التصرفات التي من شأنها أن تهدم الشعوب وترجع بها إلى قرون سبقت.

مؤلف الكتاب

هنالك العديد من الوظائف التي قام بها عميد الأدب العربي قبل وأثناء وبعد تواجده كأستاذ في الجامعة المصرية، ومن ذلك أنّه عمل كمحرر صحفي في إحدى الجرائد، ولكن هذا العمل بعد مدة لم يكن يعجبه كونه لا يضيف له شيئا من الأمور التي كان يحلم بها، وكان هذا قبل عام 1934، وهنا في هذا العام ترك الصحافة والعمل بها، حيث عاد إلى الجامعة كأستاذ لمادة الأدب، فعاد بذلك إلى المكان الذي طالما كان يجد نفسه فيه، فالتعمق في دراسة الحضارات الشرقية القديمة والغربية هو الهم الدائم الذي كان يصبو إليه، والسبب الرئيس في إطلاق لقبه الشهير الذي عرف به وهو عميد الأدب العربي.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “ومهما يكن من شيء فإن هناك شعورا لذيذًا لا يستطيع أن يتقيه إنسان حساس. يحدث في نفسك أثناء المرض وأوقات السفر حين ترى من حولك ناسا يعطفون عليك ويرقون لك، ويؤثرونك المودة واللطف. لذيذٌ جدا هذا الشعور الذي ينبعث في نفسك حينئذ، فيُ ً شعرك بأنك لست وحيدا في الحياة”.

2- “إلى هذا الحد وصلنا من الجهل بمصدر الحياة للأدب والفن، ويظهر أنَّا إذا لم نستطع أن نمعن النظر في هذا الجهل أكثر مما أمعنا، فليس وراء هذا الحد مطمع لمن يحب الجهل ويرغب فيه. أقول إذا لم نستطع أن نمعن في هذا الجهل أكثر مما أمعنَّ فيظهر أنَّا لا نريد، ولا نحاول أن نخلص منه قليلا أو كثريًا”.


شارك المقالة: