ملخص كتاب من هناك لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب من هناك

يتناول هذا الكتاب مجموعة من القصص التي تم ترجمتها من اللغة الفرنسية، حيث يحاول طه حسين من ذلك تسليط الضوء على تجارب وحضارات الآخرين ومحاولة الاستفادة منها قدر المستطاع، ويبلغ مجموع القصص التي تضمنها هذا الكتاب ستة عشر قصة قام حسين بترجمتها جميعا مضيفا إليها لمسة من لمساته السحرية والتي تعوّد عليها جموع المثقفين، ويذكر أن عميد الأدب العربي كان قد أصدر هذا الكتاب في عام 1955، بينما قامت مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة طباعته ونشره، حيث كان هذا في عام 2014.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • سعادة اليوم
  • الثعلب الأزرق
  • ظهر حديثًا
  • الأمر للقدر
  • أنا قاتلة
  • ما أجملها
  • حُبَّان
  • التيه
  • شوط القبس
  • القيد
  • قانون الرجل
  • اعرف نفسك
  • أرض الجحيم
  • الدمية الجديدة
  • نشوة الحكيم
  • بينيلوب

ملخص الكتاب

يتناول الأديب والمفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب الحديث عن مجموعة قصصية قام بترجمتها إلى اللغة العربية، حيث تعود هذه القصص لمجموعة من الأدباء والمفكرين الفرنسيين، ولكن طه حسين في هذه القصص لم يقم بترجمتها فقط ترجمة حرفية، وإنما أضاف عليها من فكره وإبداعه لتكون قصة قد يرى البعض أنّها ليست القصة الأصلية التي قام بترجمتها، بالأسلوب السهل الممتنع والرقة في الألفاظ والعبارات، وطريقة التنقل بين الأحداث وغيرها جعلت من هذه القصص طريقة لإمتاع الروح والعقل، وما كان من طه حسين التصدي لهذا الأمر إلا أنه وكعادته طالما كان يريد الاطلاع على كل الثقافات، فنهل منها الكثير وأثرى فكره الذي أنار طريق الكثيرين من بعده، حيث إتقانه أكثر من لغة وشغفه في دراسة الحضارات ساعده كثيرا على تحقيق ذلك.

يسلط طه حسين في هذا الكتاب الضوء على ضرورة إعادة النظر في النفس وبشكل دائم، وهذا لن يحدث إلا عندما يغير الإنسان طريقة نظره إلى الأمور، حيث يجب دائما أن يضع نفسه مكان الآخرين من أجل مشاهدة الأمور والأحداث كما يشاهدونها، فلكل شخص زاوية ينظر منها واتجاهات ينتمي ويدافع عنها، وما كان من طه حسين إلا أن فعل هذا بالتحديد، فلم يبقي نفسه حبيسة الأدب العربي، بل خرج وبحث في حضارات ولغات الغرب، وهنا التجأ إلى الحضارة الفرنسية التي طالما عشق وأحب، فدخل في عمق أدبها وتناول جانبا منه، وهو قصص حياتية عاشها اشخاص في زمن من الأزمان، فأعجبته وترجمها للعربية، محاولا من ذلك أن ينقل تراث الغير من أجل الاستفادة من تجارب الآخرين وطريقة تفكيرهم في تناول جوانب الحياة المختلفة.

لقد تضمن هذا الكتاب ستة عشر قصة تعود في أصولها إلى أدباء ومفكرين فرنسيين، وكانت قد حدثت في أوقات مختلفة من الزمن الماضي، فكان أسلوبها والمواضيع التي طرحتها طريقا من أجل أن تلفت نظر عميد الأدب العربي، وهذا ما كان حيث قام بترجمتها ترجمة ليست بالحرفية وإنما كانت ترجمة مزجها بأفكاره وأسلوبه لتخرج لنا مجموعة من القصص التي تنفع أن تحل مشاكل العديد من الناس وفي أزمان مختلفة، وهذا ما أكد عليه طه حسين في كثير من الكتب التي ألفها، حيث أنّ الأدب ليس محصورا في طرح الأفكار والمجيء بشيء جديد، وإنما الغاية منه هو أن يعمل على تسليط الضوء على المشاكل ومحاولة العمل على حلها، وبذلك يكون طه حسين قد أضاف إلى مكتبة ومؤلفاته واحد من أجمل الكتب وأندرها.

مؤلف الكتاب

يعتبر الأديب المصري طه حسين من أشهر الأدباء العرب في القرن العشرين، حيث أنّه قدّم الكثير من الإسهامات والتي جعلت من الفكر والفلسفة العربية تأخذ مكانها الصحيح ما بين الآداب العالمية الأخرى، فبالرغم من إصابته بفقدان البصر وهو ما زال طفلا إلا أنّه حقق ما عجز عنه المبصرين، حيث درس في أعرق الجامعات العالمية مثل جامعة باريس، وتلقى فيها مختلف العلوم من أدب وفلسفة وتاريخ، فأتقن الفرنسية كما العربية، وهذا ما ساعدة على أن يتعمق بدراسة الأدب الغربي وحضاراته وثقافاته المختلفة وعبر أزمان وعصور مختلفة.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “ولعلك لم تنس بعد هذه القصة البديعة التي حدثتك عنها في الشهر الماضي، قصة الفؤاد المقسم، ولعلك لم تنس بعد هذه العواطف المختلفة التي تتنازع القلوب، وتعبث بالنفوس فيما رأيت من قوة وعنف، فقصتنا في هذه المرة تشبه تلك القصة من هذه الناحية”.

2- “فإذا سأل الفتى صاحبته كيف عرفت سره؟ أجابته: لقد أخبرتني به أمك، واتخذتني سبيلا إلى استعطافك، وحملك على الرفق، وانظر إلى الفتى وقد تأثر بهذا كله؛ بمكان أمه من نفسه، ومكان هذا الشيخ الخير البريء، ومكان هذه الفتاة الطاهرة المحبة تستعطفه على هذين البائسين”.


شارك المقالة: