ملكة الثلج (الدنماركية – Snedronningen): هي قصة خرافية أصلية للمؤلف الدنماركي هانز كريستيان أندرسن، تم نشرها لأول مرة في 21 ديسمبر 1844 في New Fairy Tales. المجلد الأول، المجموعة الثانية 1845. (الدنماركية: ناي إيفينتر. فورست بيند. أندين ساملينج. 1845.) تركز القصة على الصراع بين الخير والشر كما عاشته جيردا وصديقتها كاي.
القصة هي واحدة من أطول قصص أندرسن وأكثرها استحسانًا، تم تضمينه بانتظام في حكايات ومجموعات مختارة من عمله، وكثيرًا ما أُعيد طبعه في إصدارات القصص المصورة للأطفال.
الشخصيات:
- جيردا.
- كاي.
- الجدة.
- ملكة الثلج.
قصة ملكة الثلج:
كان هناك عفريت شرير، كان بالفعل أكثر العفاريت ضررًا، كان يتمتع بروح الدعابة وذات يوم صنع مرآة لها القدرة على جعل كل ما هو جيد وجميل عندما ينعكس فيها يبدو سيئاً ولئيمًا، وفي هذه المرآة بدت أجمل المناظر الطبيعية مثل شيء قبيح، وتحول أفضل الأشخاص إلى أسوأهم، بدا كل من ينظرون بها وكأنهم يقفون على رؤوسهم حيث كانت وجوههم مشوهة لدرجة أنه لم يتم التعرف عليهم، وإذا كان لدى أي شخص شامة فقد يتم تكبيرها وانتشارها على الأنف والفم.
كانت هذه المرآة بمثابة متعة للعفريت، وحاول أن يظهر هذا الاكتشاف لجميع العفاريت الصغيرة الذين كانوا في مدرسته لأنه كان لديه مدرسة للعفاريت، وبعد رؤيتهم للمرآة أخبروا بعضهم البعض أن معجزة قد حدثت والآن فقط، كما اعتقدوا سيكون من الممكن رؤية كيف يبدو العالم حقًا، وأخيراً لم تكن هناك أرض أو شخص غير مشوه في المرآة حيث أخذ العفريت تلاميذه معه و طاروا مع المرآة إلى أعلى، ولكنّ المرآة كانت تهتز بشدة من كثرة ضحكهم وبالكاد كانوا قادرين على حملها.
وما زالوا يرتفعون لأعلى ويطيرون باتجاه قريب من النجوم، عندها اهتزت المرآة بشكل رهيب لشدة ضحكهم، حتى طارت من أيديهم وسقطت على الأرض حيث تحطمت مائة مليون قطعة وأكثر والآن سيكون لها تأثير شرير أكثر بكثير على الأرض من ذي قبل لأن بعض هذه القطع كانت كبيرة مثل حبة الرمل، وقد طارت في جميع أنحاء العالم وعندما دخلت إلى عيون الناس وقلوبهم، أصبح الناس يرون كل شيء منحرفًا حيث كانت أعينهم ترى الشر فقط، وقد حدث هذا لأن أصغر قطعة كانت لها نفس القوة التي كانت تمتلكها المرآة بأكملها.
حتى أن بعض الأشخاص الذين أصيبوا بشظية في قلوبهم أصبحت مثل كتلة من الجليد وكانت بعض القطع المكسورة كبيرة جدًا لدرجة أنها استخدمت لزجاج النوافذ، والتي من خلالها لا يمكن للمرء أن يرى أصدقاءه و تم وضع قطع أخرى في النظارات وكان ذلك أمرًا محزنًا لأنّ نظاراتهم حجبت عنهم الرؤية الجيدة والصحيحة عندها ضحك العفريت الشرير حتى كاد يختنق، لأن كل هذه الشظايا الدقيقة تتطاير في الهواء وبذلك تحققت غاياته الشريرة.
بعد مرور سنوات كان الطفل الصغير كاي والفتاة الصغيرة جيردا بجوار بعضهما البعض في ثكنات المباني ذات الأسطح المجاورة في مدينة كبيرة، وكانوا يستطيعون أن ينتقلوا من منزل إلى آخر بمجرد تخطي مزاريب كل مبنى، قامت أسرة كل من كاي وجيردا بزراعة الخضار والورود في صناديق النوافذ الموضوعة على المزاريب حيث لدى جيردا وكاي حديقة نافذة للعب فيها، وكرّس كل منهما نفسه للآخر كرفاق في اللعب كما لو كانا أشقاء.
وفي أحد الأيام أخبرت جدة كاي الأطفال عن ملكة الثلج، التي تحكم نحل الثلج وهي رقاقات الثلج التي تشبه النحل حيث شغلت قصة ملكة الثلج الأطفال وانتظروا الشتاء بفارغ الصبر لمجيئها، وفي أحد الأيام بينما كان كاي ينظرمن نافذته المتجمدة في فصل الشتاء، رأى ملكة الثلج التي طلبت منه أن يأتي معها ولكنّ كاي تراجع في خوف من النافذة.
وبحلول الصيف التالي دخلت شظايا مرآة العفريت إلى قلب وعين كاي ثمّ تحول كاي ليصبح قاسيًا وعدوانيًا حيث قام بتدمير حديقتهم الزجاجية، وسخر من جدته ولم يعد يهتم بجيردا، لأن يبدو الآن سيئًا وقبيحًا بالنسبة له ،الأشياء الجميلة والمثالية الوحيدة بالنسبة له الآن هي رقاقات الثلج الصغيرة التي يراها من خلال عدسة مكبرة.
وفي الشتاء التالي، خرج كاي مع زلاجته ليلعب في ساحة السوق المغطاة بالثلوج وربطها بعربة مزلقة بيضاء غريبة تقودها ملكة الثلج، التي ظهرت أمامه كامرأة ترتدي معطفًا من الفرو الأبيض، في خارج المدينة قامت بكشف نفسها لكاي قبلته مرتين، مرة لتخديره من البرد، ومرة ثانية لتجعله ينسى جيردا وعائلته أما القبلة الثالثة كانت ستقتله ثمّ أخذت كاي في مزلقة لها إلى قصرها ثمّ بعد غيابه استنتج سكان المدينة أن كاي مات في النهر القريب.
بعد فترة من غياب كاي أحست جيردا بحزن عميق ولم تصدق أمر موته وعندما خرجت في الصيف المقبل للبحث عنه وبعدما سألت الجميع عن مكان وجود كاي دون جدوى فكرت أن تقدم حذائها الأحمر الجديد إلى النهر مقابل رجوع كاي، ولكن النهر رفض الهدية وأخبرها النهر أن كاي لم يغرق، وأخبرها أنّه سيساعدها في العثور عليه لذلك صعدت جيردا إلى قارب وحملها النهر بعيدًا، ليضعها في الطريق الصحيح.
بعد ذلك نقلها النهر لتزور مشعوذة قديمة مع حديقة جميلة حيث أخبرتها الساحرة أنّها تريد أن تبقى معها إلى الأبد، ولكي تنسيها أمر كاي قامت بإغراق كل الورود في حديقتها تحت الأرض، لأنها تعلم أن منظر الورود سيذكر جيردا بصديقها ولكن بعد فترة، أثناء لعب جيردا في الحديقة رأت وردة على قبعة الساحرة ثم تذكرت كاي على الفور وبدأت في البكاء، عندها أوقفت دموع جيردا الدافئة شجيرة واحدة فوق الأرض وأخبرتها أنه كان بإمكانها رؤية جميع الموتى بينما كانت تحت الأرض وأن كاي ليس من بينهم.
استجوبت جيردا الأزهار الأخرى في الحديقة، لكنهم لا يعرفون سوى قصة واحدة لكل منهم جميعهم حيث تحدثوا بها، حينها أدركت جيردا أنهم لا يستطيعون مساعدتها في العثور على كاي فهربت من حديقة الصيف الأبدي وأدركت أنه الخريف بالفعل، و لقد أهدرت الكثير من الوقت وليس لديها ملابس دافئة لترتديها، وبعد أن هربت جيردا التقت بغراب أخبرها أن كاي في قصر الأميرة.
ذهبت جيردا إلى القصر والتقت بالأمير والأميرة، ثمّ أخبرتهم جيردا قصتها فقاموا بتزويدها بملابس دافئة وأثناء سفرها على متن الحافلة تم القبض على جيردا من قبل لصوص حيث قاموا بإحضارها إلى قلعتهم، وهناك أقامت صداقة مع فتاة لصة صغيرة أخبرتها أن حماماتها الأليفة رأينّ كاي عندما حملته ملكة الثلج بعيدًا في اتجاه لابلاند ثمّ أخبرتها أنّ حيوان الرنة الأسير باي يعرف كيفية الوصول إلى لابلاند لأنها موطنه.
حررت الفتاة اللصة جيردا والرنة للسفر شمالًا إلى قصر ملكة الثلج حيث توقفوا في محطتين، أولاً في منزل المرأة لاب ثم في منزل المرأة الفنلندية، أخبرت المرأة الفنلندية حيوان الرنة أن سر قدرة جيردا الفريدة على إنقاذ كاي يكمن في قلبها الطفولي الحلو والبريء حيث قالت: لا أستطيع أن أعطيها قوة أكبر مما هي عليه بالفعل ألا ترى مدى قوتها تلك؟ كيف أستطاعت أن تجعل الرجال والحيوانات يخدموها، وكيف نجحت في اجتياز العالم حافية القدمين كما هي؟ لا يمكنها أن تتلقى مني أي قوة أعظم مما لديها الآن، والتي تتمثل في نقائها وبراءة قلبها. إذا لم تتمكن بنفسها من الوصول إلى ملكة الثلج، وإزالة شظايا الزجاج من كاي الصغير، فلا يمكننا فعل أي شيء لمساعدتها.
عندما وصلت جيردا إلى قصر ملكة الثلج، أوقفتها رقاقات الثلج التي كانت تحرس قصرها ثمّ صلّت وتوسلت إلى الله أن يساعدها، مما جعل أنفاسها تأخذ شكل الجنود الخفية الذين قاوموا رقاقات الثلج وسمحوا لجيردا بالدخول إلى القصر، وبعد دخولها وجدت جيردا كاي وحيدًا وغير متحرك تقريبًا على بحيرة متجمدة، والتي تسميها ملكة الثلج مرآة العقل التي يجلس عليها عرشها حيث شارك كاي في المهمة التي أوكلتها إليه ملكة الثلج وهي أن يستخدم قطع الجليد مثل اللغز الصيني لتشكيل الشخصيات والكلمات وإذا استطاع تكوين الكلمة التي طلبت منه ملكة الثلج أن يهجئها، فسوف تحرره من قوتها وتعطيه زوجًا من الزلاجات.
ركضت جيردا نحو كاي وقبلته وأنقذته بقوة حبها وعندما بكت جيردا عليه بالدموع الدافئة أذابت قلبه وأحرقت شظية مرآة العفريت التي دخلت قلبه، نتيجة لذلك انفجر كاي في البكاء، مما أدى إلى إخراج الشظية من عينه وعاد إلى البهجة مرة أخرى، بعد ذلك رقص الاثنان بفرح شديد لدرجة أن شظايا الجليد التي كان كاي يلعب بها كانت عالقة في الرقص وعندما تعبوا من الرقص سقطت الشظايا لتكتب كلمة “الخلود”، وهي نفس الكلمة التي كان كاي يحاول تهجئها لملكة الثلج.
غادر كاي وجيردا عالم ملكة الثلج بمساعدة حيوان الرنة والمرأة الفنلندية وامرأة لاب ثمّ قابلوا الفتاة السارقة ومن هناك رحلوا عائدين إلى منزلهم حيث وجد كاي وجيردا أن كل شيء في المنزل هو نفسه وأنهم هم الذين تغيروا لقد كبروا الآن، وأسعدهم أيضًا أنهم رأوا أنه فصل الصيف.