مناسبة قصيدة - أراك عصي الدمع -

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر أبو فراس الحمداني:

وأمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو أبو فارس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبعي، هو شاعر و قائد عسكري حمداني، وهو ابن عم سيف الدولة الحمدانية، التي شملت أجزاء من شمالي سوريا والعراق، وكانت عاصمتها حلب في القرن العاشر للميلاد، وعاصر المتنبي، وأُسر في إحدى المعارك مع الروم.

وأمَّا عن حياته: فترعرع أبو فراس الحمداني في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب، بعد موت والده باكراً، فشبَّ فارساً شاعراً، و راح يدافع عن إمارة ابن عمِّه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم، وفي أوقات السِّلم كان يشارك في مجالس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم، ثمَّ ولّاه سيف الدولة مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها.

مناسبة قصيدة ” أراك عصي الدمع”:

هذه القصيدة تعد من أبرز القصائد التي نظمها أبو فراس الحمداني حين أُسير لدى الروم فكانت تعكس معاناة الشاعر في الأسر ينتظر الفرج من ابن عمه سيف الدولة الحمداني.

تعد القصائد التي نظمها وتصف معناة أشهرها – أراك عصي الدمع – قد تكون هذه القصيدة عاطفة عن العشق ولوعة الفراق والحب والاشتياق لوطنه وأهله قد بث فيها مرارة الخذلان والنسيان، تعد هذه القصيدة التي دعت سيف الدولة الحمداني أن تشعره بتأنيب الضمير وأسرع إِلى افتداء ابن عمه أبو فراس الحمداني، تظل قصيدة أبو فراس الحمداني ترق لها النفس وتطرب الأذان لسماعها فهذه القصيدة التي غنتها أم كلثوم بثلاث ألحان مختلفة.

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى! أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ

تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ

معللتي بالوصلِ، والموتُ دونهُ
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ

حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا
وأحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ

و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ
لأحرفها، من كفِّ كاتبها بشرُ

بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ، وبهجتها عذرُ

وقال أيضاً:

فلا تنكريني، يابنة َ العمِّ، إنهُ

ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ

ولا تنكريني، إنَّني غيرُ منكرٍ
إذا زلّتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ

وإنّي لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ معودة ٍ
أنْ لا يخلَّ بها النصرُ

و إنِّي لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ

فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ

وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ


شارك المقالة: