مناهج قياس التغير في الترجمة

اقرأ في هذا المقال


إن فن الترجمة الأدبية هو فن من الفنون الذات أهميّة كبيرة، وهي مفهوم جدلي أطلق عليه الكثير من المصطلحات المختلفة، كما أن نظريّاته وأساليبه كانت تختلف باختلاف العصور والأزمان والظروف التي تمرّ بها البلدان المختلفة، سنحكي في مقال هذا اليوم عزيزي القارئ عن أهم المناهج المستخدمة في قياس أي تغيير كان يطرأ على الترجمة.

مناهج التغير في الترجمة الأدبية

إن المصطلحات الموضوعة في مجال الترجمة الأدبية هي مصطلحات متغيّرة وليست ثابتة؛ والسبب في ذلك أنّها تستند لعوامل وظروف مختلفة، ولأن الذي يضع تلك المفاهيم هم أدباء وباحثين تتغيّر وجهات نظرهم حول النصوص الأدبية، لذلك من الصعب أن نجد مصطلح يصف التغيير الذي يحدث ففي مجال الترجمة، ولذلك تم وضع الكثير من المناهج المتعدّدة والتي تصف مناهج قياس التغيير في الترجمة ومنها:

  • منهج الأسلوبيات المقارنة للإنجليزية والفرنسية، وهذا مذهب تقسيم تم وضعه من قبل فيناي وداربنلبيه، وهو منهج كلاسيكي انتشر في فترة الثمانينات، وكان هنالك مقتطف من هذا المنهج بعنوان اسمه(مقتطف الترجمة).
  • مذهب علم اللغة، وتم وضع هذا المنهج من قبل الباحث والمؤلّف الشهير (كاتفورد)، وكانت كلمة (الغتيير)، تظهر لأوّل مرة في هذا الكتاب.
  • المنهج الشهير الذي وضعته (كيتي لويفن)، وهو منهج تفسيري يقوم بتفسير الكثير من المصطلحات التي تختصّ بالترجمة مثل مصطلح (المستوى الأصغر)، و(المستوى الأكبر)، وكان يبيّن ويشرح كيفيّة قياس التغيير في الترجمة، وقام بعمل مقارنة بين الترجمتين باللغة الإنجليزية والفرنسبة، أو الإنجليزية والألمانية أو الإنجليزية والإسبانية، ويفسّر كذلك الأسلوب المباشر للترجمة والأسلوب الغير مباشر، أو يشرح الترجمة الحرّة والحرفية  ووضع هذا الكتاب فيما يخص هذين النوعين من الترجمة سبعة مناهج  للحرفية المباشرة وهي:

منهج الاقتراض أو ما يسمّى بالتعريب، ويعني أن يقوم الكاتب باستخدام كلمة باللغة الإنجليزية ويقوم بخطّها بأحرف عربية، وأكثر ما يستخدم هذا النهج في مجال العلوم التقنية، أو أحياناً يكون الاقتراض ليس من اللغات الأجنبية فقط، بل كذلك تقترض اللغات الأخرى بعض الكلمات من العربية أيضاً، وأحياناً تسمّى هذه المصطلحات ليس بالاقتراض فقط بل بالمصطلحات الدخيلة.

منهج النقل بالمحاكاة، وهو عبارة عن نقل بعض أجزاء الكلمة وترجمتها، ولكن بطريقة تناسب لغة المصدر ولكن بعد ترجمتها تكتسب معنى مستقلّ تماماً، ويصبح معنى مضلّل ومنهم من يسمّيه (المصطلح الخائن).

منهج الترجمة الحرفية وهي عبارة عن ترجمة كلمة بكلمة، وأكثر ما يستخدم هذا النوع من الترجمة في مجال اللغات الأقرب لبعضهما البعض، على سبيل المثال اللغة الفرنسية هي الأقرب للغة الإنجليزية، فيتم ترجمة كلمات من الفرنسية إلى الإنجليزية كما هي مع تغيير حرف أو حرفين من الكلمة، ولكن هنالك حالات بسيطة لا يتم قبول الترجمة الحرفية وهي إذا كانت لا تخدم المعنى، أو أن تكون مستحيلة لأسباب بنائية، أو أن تكون الكلمة المقابلة لها في المعنى مختلفة لغوياً تماماً.

أمّا عن مناهج الغير مباشرة فلها المناهج التالية:

الإبدال الصرفي ويكون هذا الإبدال إجباري أو اختياري، ويعني أن يقوم المترجم بتغيير تصريف الكلمة بتصريف آخر بطريقة تخدم المعنى، وهو من أنواع التغيير البنائي الشائع الاستخدام.

تغيير النظرة وهو عبارة عن تغيير في المعنى الدلالي للكلمة، مثل أن يقوم بتغيير المقام أو النبرة مثل رفع الصوت أو خفضه، أو أي تعديل لإخراج الصورة المطلوبة، ويكون هذا النوع من التغيير إلزامي في حالة استعدت اللغة المستهدفة ذلك.

منهج التعادل وهو يعني وصف المعنى ذاته بعدّة أساليب مختلفة.

منهج الإحالة وهو تحويل ثقافة النص المصدر إلى ثقافة تناسب النص المستهدف للقارئ.

منهج تغيير الفئة أو تغيير المستوى ويشتمل على العديد من الأنواع والطرق.

  • منهج النموذج المقارن وهو عمل مقارنة بين النص الأصلي والمستهدف، وصف جميع التغييرات على المستوى الأصغر والمستوى الأكبر.
  • النموذج الوصفي وهو يهدف إلى ترجمة الأدب المترجم كاملاً، وهو يستند لعدّة مفاهيم مستشفاة من علم السرد والأسلوب والمزج بينهما بما يخدم النص والبعد عن عالم الخيال في النسج، ويركّز على التعبير اللغوي للمصطلحات والمفاهيم والعبارات، ويركّز كذلك على ثلاث ركائز في اللغة وهي: لغة خاصّة بين الأشخاص، لغة خاصّة بالأفكار، لغة خاصّة بالنص)، ويستخدم هذا النهج في أكثر الحالات في مجال ترجمة القصص التي تحتوي على أسلوب السرد.

شارك المقالة: