من أمثال العرب - ما هكذا تورد الإبل

اقرأ في هذا المقال


تشترك معظم الشعوب على الرغم من اختلاف ثقافاتهم بضرب الأمثال في حوادث معينة، فكل شعب يمتلك موروثه الخاص من الأمثال التي تعبّر عن ثقافته وتعكس تاريخه وعاداته وتقاليده، وتمثّل تلك الأمثال حوادث جرت منذ زمن بعيد، وتضم بين طياتها العبر والدروس، وتلك الأمثال تدور على ألسنة النّاس إلى الوقت الحاضر، ومن بين تلك الأمثال: ما هكذا تورد الإبل

مثل ما هكذا تورد الإبل:

يُضرب مثل “ما هكذا تورد الإبل”، لمن لا يعرفه، فيمن قصّر في أمر ما، أو فيمن تكلّف أمرًا لا يجيده.

قصة مثل ما هكذا تورد الإبل:


تدور أحداث مثل “ما هكذا تورد الإبل” حول شخص يُعرف بسعد، وهو “سعد بن زيد مناة بن تميم”، وقد عُرف عنه أنه شاعر وفارس جاهلي قديم، وُلد سنة 360م، وكان لسعد ثلاث زوجات هنّ: أم صعصعة أبي عامر من بني تغلب ورُهم بنت الخزرج من بني كلب وسلمى بنت مالك بن غنم من بني أسد.
كان سعد يشتغل في رعي الأغنام، وكذلك كان له أخ اسمه مالك، يعمل في الرعي وتوريد الإبل، غير أن مالكًا أخا سعد كان أمهر من سعد في مهنة رعي الأغنام، وفي أحد الأيام أراد مالك أن يتزوج، وبعد الزواج انشغل بأمور زواجه ومنزله الجديد، وتولّى سعد عمل أخيه، فقام برعاية أغنامه وتوريد إبله، ولكنّه لم يكن بمهارة أخيه، ولم يُحسن التعامل معها مثله، ولم يرفق بها كرفقه.

وحين قام سعد بأخذ الإبل إلى المرعى، هاجت وماجت وتفرقت عليه، فعاد إلى أخيه مالك وهو يستشيط غضبًا، وأخذ يناديه: يا مال، يامال، أي يا مالك، وهذه اللغة تسمى “الترخيم”، وهي حذف الحرف الأخير من الاسم، غير أن مالكًا لم يجبه، فقال أخوه سعد: متمثلًا بأبيات من الشعر، وهو يوجه الكلام لمالك:

“يظل يوم وردها مزعفرا وهي خناطيل تدوس الأخضرا”

ولما سمعت زوجة مالك كلام سعد قالت لزوجها: أجبه، يا مالك، فقال لها: بمَ أجيب؟ فقالت له: قل:

“أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل”.
بعد هذه الحادثة أصبحت مقولة “ما هكذا تورد الإبل“، متداولة ومتناقلة على ألسن الناس حتى يومنا هذا، وتُقال في معرض لفت انتباه شخص ما على طريقته غير الصحيحة في فعل شيء ما، أو التعامل معه أو التقصير في عمل معين.


شارك المقالة: