من یعمل سوءا یجز به

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿لَّیۡسَ بِأَمَانِیِّكُمۡ وَلَاۤ أَمَانِیِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِۗ مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا﴾ [النساء ١٢٣]

أي ليس ما وعد الله تعالى من الأجر والثواب، يحصل بأمانيكم – أيّها المسلمون – ولا بأماني أهل الكتاب.

فليس لكم ولا لهم النجاة من عذاب الله تعالى وسخطه بمجرد التمني؛ بل العبرة بما تقدمونه من عمل، وما تحملونه من عقيدة وإيمان مقرون بطاعة الله تعالى، ومصحوب بمتابعة ما شرعه على ألسنة الرسل الكرام.

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل، إنّ أقواماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله، وكذبوا، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل.

روي أنّ هذه الآية لما نزلت شقَ ذلك كثير على الصحابة، فقال أبو بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كيف الفلاح بعد هذه الآية ؟ فكل سوء عملناه جُزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم” غفر الله لك يا أبا بكر! ألست تمرض؟ ألست تنصب، ألست تصيبك اللأوآء؟ قال : بلى يا رسول الله ، فقال: هو مما تجزون به.

والآية عامّة، والكافر والمؤمن كلٌ منهما مجاز بعمله السوء، وأما المؤمن فنبكبات الدنيا: من أمراض وأسقام، ومصائب.


شارك المقالة: