قصة موريغو موبوك وموننغاهول طائر البعوض أو (Mooregoo the mopoke, and Mooninguggahgul the mosquito bird) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.
الشخصيات:
- العجوز.
- الزوجات.
- الأبناء.
قصة موريغو موبوك وموننغاهول طائر البعوض:
عاش رجل عجوز مع زوجتيه وأبنائه، أمضى الرجل العجوز كل وقته في صنع أذرع الرافعة حتّى وصل أخيرًا إلى أربع شبكات مليئة بهذه الأسلحة، اعتاد الصبيان الخروج للصيد حيث كانا يطهيان في الأدغال ويأكلان دون التفكير في إحضار أي شيء إلى منزل والديهما، طلب الرجل العجوز منهم في يوم من الأيام أن يجلبوا إلى المنزل بعض الدهون له لفرك أذرع الرافعة.
وهذا ما فعله الأولاد، لكنّهم أحضروا الدهن فقط بعد أن أكلوا بقية الصيد الذي أخذوا منه الدهن، كان الرجل العجوز غاضبًا جدًا لأنّ أبنائه كانوا جشعين جدًا، لكنّه لم يقل شيئًا رغم أنّه كان مصمم على معاقبتهم، لأنه كان يعتقد أنّه عندما كانوا صغارًا ولم يتمكنوا من الصيد، بحث لهم عن الطعام وأطعمهم جيدًا، والآن بعد أن تمكنوا من الصيد وهو كبير في السن ولا يستطيع ذلك لم يعطونه شيئًا من صيدهم.
وبالتفكير في معاملته على أيدي أبنائه قام بدهن كل أذرعه، وعندما أنهى قال للأولاد: خذوا هذه الأذرع إلى السهل وجربوها، انظروا إذا كنت قد نجحت في ذلك، ثم تعالا وأخبراني وسأبقى هنا انتظركما، أخذ الأولاد أذرع الرافعة، وألقوا بهم واحداً تلو الآخر لكن لدهشتهم لم تلمس واحدة من أذرع الرافعة التي ألقوها الأرض، ولكن بدلاً من ذلك تطايرت بعيدًا عن الأنظار.
وعندما انتهوا من رمي أذرع الرافعة التي تصرفت جميعها بنفس الطريقة، وهي تدور في الفضاء عادوا إلى المنزل مرة أخرى، لكن عندما نظرا حولهما رأوا زوبعة ضخمة تتجه نحوهما، كانا خائفين ودعا واريبيرو وهو الجني في الزوبعة، ووضعوا الأشجار بالقرب من الزوبعة حتّى تمسك بها، اقتربت الزوبعة وقطعت شجرة، ثم جاء ذراعًا وقطع أخرى وقطع جذورًا أخرى.
ركض الشابان خائفين من شجرة إلى شجرة، لكنّ الزوبعة مزقت كل شجرة ذهبوا إليها، وفي النهاية ركضا إلى شجرتين من خشب الصنوبر وتشبثوا بهما بإحكام، وعندما وصلت الزوبعة إلى الأشجار التي كان الأولاد يتشبثون بها، مزقتهما من جذورهما وحملتهما إلى أعلى بسرعة، وحملتهما الزوبعة حتّى وصلا إلى السماء حيث وضعت الشجرتين مع الصبية الذين ما زالوا متشبثين بهما.
وما زالا هناك بالقرب من مجرة درب التبانة، وكانت تنتشر أذرع الرافعة على طول مجرة درب التبانة، لأنّ الزوبعة جمعتها معًا في اندفاعها عبر الفضاء، وبعد أن وضعتهم جميعًا في السماء هبطت الزوبعة، واستعادت شكلها الطبيعي وهو شكل الرجل العجوز، لأنّه انتقم من أبنائه لإهمالهم والديهم، ومع مرور الوقت تساءلت الأمهات عن سبب عدم عودة أبنائهن، كان من الغريب أن يعرب الرجل العجوز عن عدم استغرابه من غياب الأولاد.
وكنّ يشتبهن في أنه يعرف أكثر مما يقول، لأنّه كان يجلس فقط في المخيم مبتسمًا بينما تناقش زوجاته ما يمكن أن يحدث لهما، وترك النساء يخرجن ويبحثن بمفردهن، وتتبعت الأمهات أبنائهن إلى السهل حيث وجدن هناك آثار زوبعة كبيرة في الآونة الأخيرة، إذ اقتُلعت الأشجار وتناثرت في كل اتجاه، لقد تعقبن أبنائهن من شجرة إلى أخرى حتّى وصلن أخيرًا إلى المكان الذي وجدن آثار أبنائهن بجانب الأماكن التي اقتُلعت منها الأشجار.
لكنهنّ لم يرين أثرًا للأشجار وأبنائهنّ، ثمّ عرفن أنّ الزوبعة حملتهما وأخذتهما إلى حيث لم يعرفا، وللأسف عدن إلى معسكرهن، ولمّا حلّ الليل سمعن صرخات عرفن أنها صادرة عن أصوات أبنائهن رغم أنها بدت وكأنها قادمة من السماء، وعندما دوى الصراخ مرة أخرى، بحثت الأمهات من أين أتى، وهناك رأين أشجار مع أبنائهن بجانبهم.
ثمّ عرفن جيدًا أنهنّ لن يرين بعد الآن أبنائهن على الأرض، وكان حزنهن عظيمًا، وغضبن من زوجهن لأنهن عرفن جيدًا الآن أنه لا بد أنّه كان الجني في الزوبعة الذي كان يعاقب الأولاد، ووعدن بالانتقام لخسارة أولادهن، وفي اليوم التالي خرجن وجمعن الكثير من صمغ الصنوبر وعدن بها إلى المخيم، وعندما وصلن إلى المخيم، نادى الرجل العجوز إحدى زوجاته للحضور وإلقاء نظرة على شعره.
كان رأسه كان يؤلمه، وأراد منها أن تفعل ما من شأنه أن يخفف الألم، ذهبت إليه إحدى النساء وأخذت رأسه في حجرها، وربتت على شعره حتّى أصبح الرجل العجوز أخيرًا هادئًا ونعسًا، في هذه الأثناء كانت الزوجة الأخرى تذوب الصمغ، و أعطاها الرجل العجوز إشارة سرية لتقترب منه، ثمّ طلبت من الرجل العجوز أن يستلقي على ظهره، حتّى تتمكن من رؤية شعر رأسه الأمامي بشكل أفضل.
وأثناء قيامه بذلك، أشارت إلى المرأة الأخرى التي جاءت سريعًا، وأعطتها بعضًا من الصمغ الذائب، ثم سكبنها كلاهما وهو ساخنًا في عينيه، وملأنهما بها، قفز الرجل العجوز من الألم وركض وهو ينادي: موريجو وهو يركض، وهرب خارج المعسكر وبعيدًا، ولا يزال يصرخ من عذابه وهو يذهب، ولم تراه زوجاته مرة أخرى على الرغم من أنهن يسمعن كل ليلة صراخه وهو يقول موريغو.
لكن على الرغم من أنهنّ لم يرين زوجهن أبدًا فقد رأين صقرًا ليليًا وهو موبوك، وكان يصرخ دائمًا موريجو، وكما بكى زوجهن في عذابه، كنّ يعلمن أنّه لا بد أنّه تحول إلى طائر، وبعد فترة من الوقت تمّ تغيير النساء إلى طيور البعوض موننغاهول، وتمّ تمييز هذه الطيور على الأجنحة تمامًا مثل البعوضة، وفي كل ليلة صيف كان يمكن سماعهن يصرخن بلا انقطاع موننغاهول التي تبكي من خلال الطنين. وبسرعة كنّ يطرن في كل مكان ويعضضن كل ما يجدنه في طريقهن.